سياحة وطيران
نقوش فرعونية وآبار رومانية.. «واحة البحرين» حين تلتقي الطبيعة بالتاريخ بين رمال سيوة

إذا كنت قد زرت سيوة من قبل فأنت بالطبع لم تر كل شئ فيها؛ إذ أن سيوة لا تعني قلعة شالي وبيوت الكرشيف فقط؛ فالواحة الأم تجاورها عدة واحات صغيرة ساحرة لا يعرفها الكثيرين، ومنها واحة البحرين، وهي محور هذا المقال...
واحة على طريق القوافل
تقع واحة البحرين جنوب شرق سيوة، على مسافة نحو 150 كم، إذ تقع على مدق درب القوافل القديم الذي يربط سبوة بالواحات البحرية والفرافرة، وتبعد عن واحة العرج بحوالى ٣٥ كم جنوب شرق، ويحد هذه الواحة من الشمال والغرب التلال الصخرية بينما من الجنوب والشرق الكثبان الرملية.
وتحتوى هذة الواحة على بحيرتين، واحدة في الجهة الغربية، والأخرى في الجهة الشرقية، ويفصل بينهما مجموعة من التلال والكثبان الرملية، ومن هنا ربما جاءت تسمية هذة الواحة بـ"البحرين".
معبد حجري
ويوجد بهذه الواحة معبداً حجرياً ومجموعة من المقابر المنحوته في الجبل، وتبلغ مساحة هذا المعبد حوالى ۲۰ م طولاً × ۸ م عرضاً، ويقع مدخله جهة الجنوب
ويؤدى إلى صالة أمامية بها ٦ أعمدة، الباقى منها حالياً قواعدها وجزء بسيط من بدن الأعمدة، تأخذ شكل نبات البردى، ويبلغ قطر العمود الواحد حوالي 1 م، وعلى يمين الداخل مباشرة للصالة، توجد بئر للمياه بعمق يصل لأكثر من 4 أمتار، ويلى هذة الصالة صالة أخرى عرضية التي تقع قبل حجرة قدس الأقداس ومساحتها٥٠و ٢م × ٥٠ و٦ م، ثم يليها حجرة قدس الأقداس ومساحتها ۳ م x ٢م.
ونظام حجرة قدس الأقداس هذه تتشابه كثيراً مع نظام معبد الوحى بأغورمى، حيث تقع فى المنتصف وعلى شرقها يوجد حجرة مستطيلة ضيقه مشابهه لنظام الممر الذى يدور حول قدس الأقداس بمعبد الوحي بأغورمي، وإلى الغرب من قدس الأقداس توجد حجرة أيضاً مستطيلة، وهو نفس الشيء بمعبد الوحي، إلا أنها اختلفت في المساحه، ويبدو أنه كان مسقوفا بألواح حجرية حيث لا تزال بعضها يحمل صوراً للنجوم، وإحدى الأعتاب تحتوى على قرص الشمس المجنح والملون باللون الأحمر.
ونجد أن الرسومات والنقوش بهذا المعبد تحمل صوراً وأشكالاً لأشخاص على جدران الصالة الوسطى، أما حجرة قدس الأقداس فهي نسخة مصغرة لحجرة قدس الأقداس بأغورمي، حيث نجد على الجانب الأيمن الملك (نكتانبو الأول) منحوتا بالنحت الغائر وهو يقدم القرابين للألهه أمون رع، وموت، وبتاح، وتفنوت، تحوت، أوزير، حرخوف، خنوم، شو، بينما يقف على اليسار من المدخل ملك من الأسرة الليبية، (أو حاكم محلى) غالباً هو حاكم الواحة، وهو يتعبد ويقدم القرابين للأله أمون وغيره من الألهه.
أما الأرضية فهي مبلطة بواسطة كتل من الحجر الجيري وحالي فقدت معظمها، وقد بُنيت أحجار هذا المعبد من محجر يقع عند السفح الشمالي منه مباشرة بحوالي ١٥٠ متراً، وعندما هجرت هذة الواحة استخدم المسافرون هذا المعبد كاستراحة، وكانت النار توقد به بصفة مستمرة، ويبدو أن الصالة الوسطى وحجرة قدس الأقداس هما اللذان بناها الملك نكتانبو الأول، أما الصالة ذات الـ 6 أعمدة غالباً أنها بنيت في العصر البطلمى لاحقاً.
واسم هذا المكان أو الواحة من خلال النقوش إما (أمسبت) أو (أجسبت)، وقد عُثر لأول مرة في واحة سيوة على نقش يرجع للعصر البطلمي في هذا المعبد، وهو عبارة عن خرطوش لبطلميوس.
أما المقابر الواقعة إلى الشرق من المعبد بمسافة لا تزيد عن ٤٠٠ متراً فمعظمه منقور في الصخر، وتتخذ شكل وطراز المقابر اليونانية الرومانية، ويحوي بعضها عدة نقوش، ومازالت بقايا الهياكل العظمية ولفائف التحنيط يمكن مشاهدتها الكثير منها كان يرقد على أسرة خشبية داخل المقبرة.
ولازال السفح الجنوبي من التلال المحيطة بواحة البحرين يحتوى على مقابر وأساسات مبانى مردومة بالرمال وتحتاج لمزيد من التنظيف، وهذه الواحة يبدو أنها لم تُسكن بعد العصر الروماني، إلا أنها كانت محطة تجارية هامة في خلال أواخر العصر الفرعوني ما بين عهدى الأسرتين ۲٦ ، ۳۰ وخلال العصر البطلمي والروماني.
ويوجد بالواحة بئرين للمياه تم حفرهما بواسطة شركات البترول في منتصف القرن الماضي، بينما توجد بئر أخرى شمال الواحة، ولكن هذه الآبار قلت درجة تدفقها، وقد تم حفر بئر استعواضياً مؤخراً في عام ۲۰۰۱م، وبه مياه متدفقة غزيرة جداً ومياهه عذبة.
الأثري عبد الله إبراهيم موسى
مدير منطقة آثار مرسى مطروح للآثار الإسلامية والقبطية
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
واحة البحرين
نحت للمعبود خنوم من معبد البحرين
نقش ملون لقرد البابون من معبد واحة البحرين
رسك مروكي لمعبد البحرين
الأثري عبد الله إبراهيم موسى خلال عمليات المسح الأثري