تكنولوجيا وإتصالات

خطر الذكاء الاصطناعي.. 7 مخاوف تلازم ديناصور التكنولوجيا القادم وخبراء يكشفون مفاجآت صادمة

كتب في : الثلاثاء 16 مايو 2023 - 8:40 مساءً بقلم : نادر مجاهد

 

في السابق كان الذكاء الاصطناعي حاضرا فقط في الخيال العلمي، ولكنه أصبح الآن حقيقة وواقع نعيشه ونحياه، ونمت هذه التكنولوجيا بشكل كبير على أرض الواقع حتى أصبحت أداة رئيسية تدخل في صلب جميع القطاعات، لتصبح حديث الساعة في الوقت الراهن ما بين الترحيب بالتأثيرات الهائلة والتغييرات المهمة التي سيحدثها الذكاء الاصطناعي، وتحذير البعض الآخر من الخطر الكبير الذي سيحدق بالبشرية جراء نتائجه، حيث يتم تصويره من البعض على أنه العدو الشرس للبشرية.

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

الذكاء الاصطناعي هو عملية محاكاة الذكاء البشري عبر أنظمة الكمبيوتر، فهي محاولة لتقليد سلوك البشر ونمط تفكيرهم وطريقة اتخاذ قراراتهم، وتتم من خلال دراسة سلوك البشر عبر إجراء تجارب على تصرفاتهم، ووضعهم في مواقف معينة، ومراقبة رد فعلهم ونمط تفكيرهم وتعاملهم مع هذه المواقف، ومن ثم محاولة محاكاة طريقة التفكير البشرية عبر أنظمة كمبيوتر، تنتهي بإنشاء آلة بقدرات عقلية بشرية قادرة على الفهم والتمييز والتصرف واتخاذ القرارات.

وتواصل تطبيقات الذكاء الاصطناعي النمو عبر المؤسسات والصناعات، ومع زيادة فوائد أنظمة الذكاء الاصطناعي تزداد المخاطر المصاحبة لهذه الأدوات، فاستخدامها ونموها قد يؤثر سلبا على الجنس البشري، ومع الاستمرار في تطورها قد يؤدي ذلك إلى أضرار جسيمة في عدة جوانب حساسة في حياة البشرية، فما هي هذه المخاطر وهل تفوق فوائد الذكاء الاصطناعي، وكيف تتعامل مصر مع ثورة الذكاء الاصطناعي، الإجابة في السطور التالية...

هل مخاطر الذكاء الاصطناعي تفوق فوائده؟

على الرغم من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي قد تكون مفيدة للبشرية، إلا أنه خلال الفترات الماضية صدر العديد من التحذيرات بشأن زيادة استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وأعرب الكثير من العلماء عن مخاوفهم من تطوير مثل هذه التقنيات، حيث يروا أنه قد يحمل العديد من المخاطر التي تشكل خطرا على البشرية.

ودعا مجموعة من الخبراء العاملين في مجال الذكاء الاصطناعي، والرئيس التنفيذي لشركة تويتر "إيلون ماسك"، إلى وقف تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي نظرا لما قد تسببه من مخاطر عديدة على المجتمع والإنسانية، في إلى جانب التغييرات السياسية والاقتصادية التي قد تحدثها أنظمة الذكاء الاصطناعي في العالم، يمكن أيضا أن يساعد تطويرها في أحداث تغييرا عميقا في تاريخ الحياة على الأرض.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

ويؤكد المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات، أن أنظمة الذكاء الاصطناعي ذات الذكاء التنافسي البشري يمكن أن تشكل مخاطر كبيرة على المجتمع والإنسانية، ويرجع ذلك إلى أنها أنظمة قوية غير قابلة للإدارة والتحكم، ومع تطورها المستمر قد تظل بدون رقيب أو قواعد تحكم طريقة عملها، التي قد تواصل التطور إلى ما هو أبعد مما طورت لأجله في البداية.

  • انتهاك خصوصية المستخدمين

ومن أكبر مخاطر الذكاء الاصطناعي، انتهاك الخصوصية، حيث يقول خبير أمن المعلومات، إن تقنية الذكاء الاصطناعي تمتلك مجموعة أدوات محسنة لديها القدرة على جمع البيانات ولكن دون رقيب، والتي يمكن استخدامها بشكل يضر الأفراد والمجتمعات، عند حدوث تسرب أو خرق للبيانات.

وتوقعت مؤسسة البيانات الدولية، أن ينمو مجال البيانات العالمي إلى 175 تريليون غيغابات بحول عام 2025، حيث تتوفر كميات هائلة من البيانات المنظمة وغير المهيكلة للشركات لتعدينها ومعالجتها، وستصبح الخصوصية الشخصية أكثر صعوبة في الحماية في ظل انتشار الذكاء الاصطناعي، عند حدوث تسرب للبيانات أو حدوث انتهاكات، يمكن أن تلحق التداعيات الناتجة ضررا كبيرا بسمعة الشركة وتمثل انتهاكات قانونية محتملة مع قيام العديد من الهيئات التشريعية الآن بتمرير لوائح تقيد كيفية معالجة البيانات الشخصية.

  • إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي

ومع إطلاق روبوت الذكاء الاصطناعي، الذي يمكنه الإجابة على أسئلة المستخدمين، أدرت وكالة إنفاذ القانون الأوروبية "يوروبول" تحذيرا هاما قالت فيه إن مثل هذه التقنيات الجديدة يستغلها الأشخاص سيئو النية للاحتيال على المستخدمين وتنفيذ العديد من الجرائم الإلكترونية.

وعادة ما يستغل المجرمين الإلكترونين التقنيات الجديدة استغلالا خبيثا، مما قد يساعدهم على زيادة انتشار العديد من الجرائم مثل الإرهاب والجرائم الإلكترونية والاعتداء الجنسي على الأطفال، لذلك يؤكد خبير أمن المعلومات أنه يجب على مختبرات الذكاء الاصطناعي وضع مجموعة البروتوكولات للإشراف على أدوات الذكاء الاصطناعي من قبل خبراء مستقلين، كي تجعلها آمنة وحمايتها من إساءة استخدامها في الجرائم الإلكترونية.

  • فقدان 300 مليون وظيفة

وفي تقرير صادر عن بنك الاستثمار "غولدمان ساكس"، إن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يحل محل ما يعادل 300 مليون وظيفة بدوام كامل خلال الفترة المقبلة، حيث إن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستقوم بمهام ربع الوظائف في الولايات المتحدة وأوروبا، لكن هذا قد يعني أيضا وظائف جديدة وانتعاشا في الإنتاجية.

وفي النهاية قد يؤدي هذا إلى زيادة القيمة السنوية الإجمالية للسلع والخدمات المنتجة عالميا بنسبة 7%، ويقول التقرير إن الذكاء الاصطناع القادر على إنشاء محتوي مشابه بصورة كبيرة لما ينتجه البشر، يمثل تقدما كبيرا، فهو قادر على إنشاء محتوى مشابه بصورة كبيرة لما ينتجه البشر، حيث يمكن استخدامه لإنجاز 46 % من المهام الإدارية و44 % من المهن القانونية.

  • مخاطر رقمية للذكاء الاصطناعي

ينطوي الذكاء الاصطناعي على العديد من المخاطر المحتملة مع توسع قدرات الذكاء الاصطناعي وانتشاره حول العالم، حيث يمكن استخدامه كأداة متطورة لنشر المزيد من المخاطر الرقمية التي قد تستهدف مستخدمي الذكاء الاصطناعي، والتي قد تستخدم في الهجمات الاحتيالية التي يشنها الهاكرز مثل إنشاء حسابات بريد إلكتروني مزيفة، ومواقع إلكترونية وهمية، وروابط ضارة لسرقة المعلومات.

كما يمكن استخدامها في شن الهجمات الالكترونية عن بعد، والإنشاء التلقائي للصور ومقاطع الفيديو المزيفة، واستغلال المعلومات المتوفرة لاستهداف شخص بذاته والتأثير على رأيه.

  • إدخال التحيز البرنامجي في صنع القرار

أحد أكثر المخاطر المدمرة للذكاء الاصطناعي هو إدخال التحيز في خوارزميات صنع القرار، وتتعلم أنظمة الذكاء الاصطناعي من مجموعة البيانات التي تم تدريبها عليها، واعتمادًا على كيفية حدوث هذا التجميع، هناك احتمال أن تعكس مجموعة البيانات الافتراضات أو التحيزات، ويمكن أن تؤثر هذه التحيزات بعد ذلك على عملية صنع القرار في النظام.

فوائد الذكاء الاصطناعي

وعلى الرغم من أن مخاطر الذكاء الاصطناعي كبيرة، ولكن استخدام هذه الأدوات ونموها أمر حتمي أيضا، حيث تتجاوز الفوائد الكفاءة البسيطة وتشمل سيناريو اتخاذ قرار أكثر إنصافا عندما يتم تدريب الخوارزميات على تجنب التحيز، مع زيادة فهمنا من منظور إدارة المخاطر والتدقيق، حيث يجب أن نبحث عن مفتاح المميزات في أنظمة الذكاء الاصطناعي.

كما يجب أن تتضمن أنظمة الذكاء الاصطناعي وثائق تصميم واضحة، ويجب أن يشمل التعلم الآلي الاختبار والتحسين، وكذلك يجب أن يحظى التحكم في الذكاء الاصطناعي وحوكمته بالأولوية على الخوارزميات والكفاءة.

الذكاء الاصطناعي واستخدامه في مجال الأمن السيبراني

ويثبت الذكاء الاصطناعي منذ سنوات، فاعليته في العديد من المجالات في حياتنا اليومية، تشق أدواته حاليا طريقها نحو مجال الأمن السيبراني الذي تتزايد أهميته يوما بعد يوم، فإن تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يجري استخدامها في مجال الأمن السيبراني آخذة في التوسع والتطور لتشمل العديد من الجوانب الحساسية في هذا المجال.

ويعرف الأمن السيبراني بكونه مجال من مجالات تكنولوجيا المعلومات، والذي يعرف أيضا باسم أمن المعلومات، وفيه يتم حماية الأفراد والمؤسسات والأنظمة من حالات الاختراق الرقمي أو الدخول الغير مصرح به أو التهديدات الأمنية الخطيرة، والتي قد تؤثر على خصوصية البيانات والمعلومات، لاسيما الحساسية منها، وكذلك إدارة عملية الإنتاج ذاتها، خاصة إن الصناعات بمختلف أنواعها الآن أصبحت مرتبطة ارتباطا وثيقا بالتكنولوجيا.

أهمية الأمن السيبراني واستخداماته

والهدف الأساسي وراء ظهور الأمن السيبراني، هو ظهور ما يعرف بالهجمات الرقمية الخطرة أو الفيروسات المنيعة وفيها يتم الهجوم على الأنظمة الرقمية الخاصة بالأفراد أو المنشأة والسيطرة على ما تمتلكه من بيانات حساسة، وخضوعها لعمليات الابتزاز والسرقة وكذلك التخريب المتعمد للمعلومات.

ويعد الأمن السيبراني مهمًا بسبب ارتفاع التكلفة المالية المخصصة لصد الهجمات الإلكترونية بمختلف أنواعها، حيث يعد متوسط الميزانية التي تم إنفاقها في صد الهجمات بـ 17 مليون دولار، ويوجد أكثر من 21.1 مليار جهاز مرتبط بالإنترنت حول العالم، أي ما يعادل 21.1 مليار هجمة محتملة في عالم الفضاء الإلكتروني وهو بدوره ما يمكن أن يحدث لولًا الأمن السيبراني وتطوراته الحيوية التي تحدث بشكل متتابع ومتسارع في وقتنا الحالي.

كيف يحافظ الأمن السيبراني على سرية المعلومات؟

وتكمن أهمية الأمن السيبراني في كونه يحافظ على حساسية وأمان المعلومات الخاصة بالمستخدمين ولاسيما التي قد تعرض الأشخاص للخطر أو الدول التى يقيمون فيها، وذلك لآن أى معلومة قد تكون هامشية أو غير مهمة بالنسبة لبعض الأفراد قد تكون هي حلقة الوصل التي يحتاجها المخترق للقيام بعمله.

ويساعد الأمن السيبراني، بحسب المهندس أحمد طارق خبير أمن المعلومات، الدول على الحفاظ على سرية معلوماتها من الاختراق من قبل الدول المعادية أو التعرض لهجمات إلكترونية تسبب الشلل أو الخسائر الفضائح لاقتصادها، وهو بدوره ما يمكن تصوره بكونه نوع من أنواع الحروب الحديثة في عصرنا الحالي.

كما أنه يساعد أيضًا على تطور تقنية الخدمات السحابية، وذلك لأن وجود جدار يحمي خصوصية البيانات التي يتم تخزينها فيها يجعل المستخدمين أكثر ثقة في كفائتها وأكثر استثمارًا في إنفاق الأموال عليها بكل راحة.

تحديات العالم الافتراضي الجديد

ويؤكد المهندس ياسر فريد الخبير الدولي في مجال تكنولوجيا المعلومات، أن الأدوات والتطبيقات اختلفت في هذا العصر والتعليم الأمني ومحاول التحول الرقمي للذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات، وتحديات العالم الافتراضي الجديد، لافتا إلى أن الأمن السيبراني سيتكلف 10 تريليونات دولار في عام 2025، والعديد من المؤسسات ستعتمد على التدريب لتحول الرقمي  من بينها الذكاء الاصطناعي وهو علم له العديد من التطبيقات ومجالات العمل.

ويوضح "فريد"، أنه لدينا كم كبير من البيانات والمعلومات ومن مصادر مختلفة تحتاج إلى تقنيات وإمكانيات متطورة لتعامل مع هذا الكم من المعلومات، حيث سيكون كل الأجهزة متصلة بالإنترنت مما يسهل التحكم فيها  مثل المدن الذكية، وهكذا بدء عصر التحول الرقمي وأصبحنا منذ التسعينات في دخول هذا المجال وصول إلي التطوير المستمر حتى وصولا إلى جائحة كورونا وشهدنا التطور التكنولوجي وصولا إلى عام 2023، وميتافيرس العالم الموازي والتعامل بكافة أنحاء العالم واستخدام العملات الرقمية، فهذا تحدي أمني كبير ويحتاج إلى الاستعداد له من الناحية الأمنية والتعامل مع جرائم جديدة لم نسمع عنها.

كما يمكن الاستفادة من الأنظمة الحرارية وتجميع المعلومات والتحكم وجمع معلومات عن هوية أشخاص وأماكن تواجدهم  مثل المدن الذكية والمطارات واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ويجب تدريب رجال الشرطة لسرعة التعامل معها ومواكبة التطور السريع في إطار نحو تعليم أمني متميز والتعرف على التكنولوجيا الحديثة والاستفادة.

كيف تعاملت مصر مع ثورة الذكاء الاصطناعي؟

يعيش العالم الآن في الثورة الصناعية الرابعة، ويؤكد خبراء أمن المعلومات، أن قبل هذه الثورة كان يوجد رفاهية أمام البلاد بالانتظار وعدم السعي وراء التقدم، ولكن بعد الثورة أصبحت لا توجد هذه الرفاهية، بسبب التقدم التكنولوجي السريع.

واستطاعت مصر التعامل مع الثورة التكنولوجيا منذ 2014، وذلك بتوجيهات الرئيس السيسي، حيث يقول خبراء أمن المعلومات، إنه كان هناك توعية بأن مصر تواجه عصر مختلف تماما، وتم وضع استراتيجيات للتحول الرقمي وامتلاك أدوات الثورة الصناعية الرابعة، مثل الذكاء الاصطناعي، وبدأت الدولة بعمل مبادرات توعية بالفعل.

كما قامت مصر أيضاً بعمل جامعات تكنولوجية، مثل جامعات الذكاء الصناعي، والمدارس الفنية والتي أصبح عددهم 22 مدرسة فنية متخصصة في كل أنواع الثورة الصناعية الرابعة، وعمل إستراتيجية التحول الرقمي، وتدريب العاملين والموظفين وجميع قطاعات الدولة على التكنولوجيا، والحصول على شهادة التحول الرقمي والتطور التكنولوجي.

بداية الصفحة