كتاب وآراء

من المفتى العقل ام القلب؟

كتب في : الأحد 01 مايو 2022 - 3:09 مساءً بقلم : محمد العمامرى

 

إن  الإيمان ماوقر فى القلب وصدقه العمل بالسلوكيات  واتباع المنهج الاسلامى والعمل بالاحكام الشرعيه فعن وابصة بن معبد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له : (جِئْتَ تَسْأَلُنِي عَنْ الْبِرِّ وَالْإِثْمِ فَقَالَ نَعَمْ فَجَمَعَ أَنَامِلَهُ فَجَعَلَ يَنْكُتُ بِهِنَّ فِي صَدْرِي وَيَقُولُ يَا وَابِصَةُ اسْتَفْتِ قَلْبَكَ وَاسْتَفْتِ نَفْسَكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَالْإِثْمُ مَا حَاكَ فِي النَّفْسِ وَتَرَدَّدَ فِي الصَّدْرِ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ) والمراد من الحديث أن المؤمن صاحب القلب السليم قد يستفتي أحداً في شيء فيفتيه بأنه حلال ، ولكن يقع في نفس المؤمن حرج من فعله ، فهنا عليه أن يتركه عملا بما دله عليه قلبه ومن ثم فلم يقل لنا رسول الله عليه الصلاة والسلام استفتى عقلك دون قلبك أو قبله اوبعده لان الكمال  ديما فى القلب بالفطره والعمل معا  وان النقص  دائم فى العقل مهما نهل من العلم والمعرفه لعلم الله الأوحد فهو سبحانه وتعالى علام الغيوب فالفتوى التى أفتى بها رسول الانسانيه فى هذا الحديث  مصدرها يكون الكمال الذى فى القلب لا النقصان  الذى فى العقل ويقول الله تعالى فى كتابه الكريم:- إِنَّا عَرَضْنَا ٱلْأَمَانَةَ عَلَى ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلْأَرْضِ وَٱلْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا ٱلْإِنسَٰنُ ۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا "ويفهم من الايه أن العبد حملها بالعقل الناقص الجاهل لظواهر الأمور و بواطنها فالعقل مصدر النقص لا الكمال اما القلب فبين أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء لذلك تجد محل تأثير الشيطان على الإنسان  ووسوسته يكون محله العقل والتفكير الانسانى وهما مصدر النقص فالشيطان لا حيلة له  إذا ولا تأثير له على القلب ابد لانه خاصة الله سبحانه وتعالى يقلبه بأصابعه تاركا العقل لصاحبه يختار به ويتأثر به ويحاسب على اختياره هذا وتأثره ذلك بوسوسة شياطين الانس والجن  إما بالجنه أو النار ولو رجعنا للزمن للوراء ايام حياة  رسول الله صلى الله عليه وسلم فى أمر تلقيح النخل فالحديث كما ورد في صحيح مسلم عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بقوم يلقحون، فقال:"لو لم تفعلوا لصلح" قال: فخرج شيصا – أي رديئا -، فمر بهم فقال:"ما لنخلكم؟" قالوا: قلت كذا وكذا، قال:"أنتم أعلم بأمر دنياكم" ونجد هنا أنه عندما انتقل رسول البشريه من مصدر الكمال وهو القلب الى مصدر العقل وهو النقص بالعلم والمعرفة مهما بلغ علمه نسبة إلى علم الله الأعظم لم يتوافق رأيه مع ظروف العامه من المسلمين لان سيدنا النبى لاينطق عن الهوى ومن ثم سيدنا جبريل يتعامل مع مصدر الكمال عند سيدنا النبى وهو القلب لقوله تعالى "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى" لذلك تجد محل تأثير الشيطان على  مصدر النقص وهو العقل ولو تأملنا موضوع السحر والتفريق بين الزوجين لوجدته تفريق عقلى فقط دون القلب بمعنى أن العقل يرفض الطرف الآخر بسلوكياته وتصرفاته  وتجد القلب مازال يحب ويعشق زوجه او زوجته وذلك لأن الجن المسخر للتفريق يقوم على الإقناع بالعقل والمنطق فله حدود لا يتعداهااما أن يتعدى ويخترق القلب للزوج أو الزوجه او بين الاخ وأخيه أو الاخت واختها أو الصديق وصديقه فمحال لأن القلوب بين أصابع الرحمن يقلبها كيفما يشاء لأن المفروض ان المؤمن قلبه سليم فإذا التقى طرفان على حب الله مستحيل أن يفترقا الا بمراد الله ازواجا أو إخوة أو اصدقاء .

بداية الصفحة