الأدب

كيف تصنع معنى لحياتك

كتب في : الثلاثاء 09 سبتمبر 2025 - 11:53 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

يُعَد المعنى بمفهومه القريب كلمة توضح وتشرح الأشياء المعنوية أو الحسِّيَّة أو المادية الملموسة لتُعطي تعريفًا لها يجعلنا نفهم فكرة أو يُشير إلى هدف مُراد تحقيقه في شكل مُفردة أو عدة مُفردات أو جملة مفيدة مُكوَّنة من فعل وفاعل ومفعول به أو أسماء وعدة حروف للجر وضمائر لخلق المعنى المتكامل في شكل صناعة مُتقنة بتركيب لُغوي مفهوم وانطلاقًا من هذا التعريف نستنتج أن صناعة المعنى فن من الفنون

العالم الذي نعيشه يتسارع بشكل ملحوظ فهو منظومة تتحرك بديناميكية لا تتوقف وإن لم نُسايِر هذه المنظومة وندرس هذا الإيقاع السريع ونكون جزءً منه لن نستطيع أن نصنع المعنى لحياتنا ونحقق أهدافنا فلا يوجد إنسان يعيش بلا هدف ومعنى لحياته

ولك أن تتخيَّل عزيزي أنك ترس صغير في آلة كبيرة تعمل بدون توقف فهناك مهام يومية مطلوبة منك وواجبات عليك القيام بها فعليك أن تتعلم أن تصنع المعنى والقيمة لنفسك لتكون مخرجاتك بعد التعب والسعي هي رسائل تحمل قيمة وهدف تفيد بها نفسك والآخرين... وبما أننا وصلنا إلى نقطة معلومة وهي أن المعنى نحن مَنْ نصنعه ولا يُمكن أن يكون شيئًا نحصل عليه كهدية أو نشتريه بالأموال تأتي خطوة تحقيق الرضا والسعادة وجنيْ ثمار إثبات الذات والتَّرقي لوضع أعلى في درجات سُلَّم الحياة بعد الوصول إلى درجة الإشباع لرغبة سعيت للحصول عليها أو لطموح كنت تريده... وأمثلة لذلك ،،،

الطبيب الذي اجتهد ودرس وتَخَرَّج من كلية الطب وحصل على درجة الماجستير والدكتوراه ليصنع معنى لحياته وهدفًا ساميًا وهو مهمة إنقاذ حياة المرضى وعلاجهم ومهما تَعَرَّض لأي صعوبات أو ضغط شديد لا يتراجع أبدًا فهو يُمارس دوره كترسٍ صغير في الآلة الكبيرة يصنع المعنى لنفسه بجدِّه ومُثابرته ويساعد الآخرين فيُحَصِّل ناتج المعادلة المرجو وهو الشعور بالرضا والسعادة وأعظم ثواب ينتظره عند الله ودعاء مستجاب من أرواح أنقذها فكل يوم يحصل على معنى جديد لحياته هو الذي استطاع صنعه بنفسه

ومثال آخر المُعَلِّم الذي يهدف إلى فائدة تلاميذه وتحصيلهم العلم حتى يفيدوا أنفسهم ومجتمعهم فكان المعنى والهدف الذي يصبو إليه هو بمثابة رسالة لبناء أجيال متعاقبة ذات وعي وإدراك سليم وهنا قد تحقق المعنى من عمله المتواصل ورسالته السامية أيضًا كرسالة الطبيب وتتعدد الرسائل وتتعدد المعاني والأهداف وكلها صناعة بيد الإنسان وبما أننا تعلمنا صناعة المعنى فإننا نستطيع ترك أثره في الآخرين

كيف تترك أثر المعنى الذي صنعته؟

لا تنظر إلى ما يراه الآخرون

وماذا صنعت مجهود كبير أو صغير ...

بل ركز على قياس ماذا ترك المعنى الذي صنعته من أثر في نفوس الآخرين ومدى استفادتهم وكيف تفاعلوا مع هذا المعنى والعطاء وإن حصلت على ابتسامة بريئة امتنانًا على معنى وأثر تركته داخلهم

فالقياس هنا بالكيف وليس بالكم

انظر إلى الدروس المستفادة من التحديات التي واجهتها للوصول إلى المعنى الحقيقي الذي تريده والمهارات التي اكتسبتها أثناء سلوكك هذا الدرب الشاق وتَذَكَّر أنت ترس في آلة الحياة

كي تصنع المعنى ابحث عن الشغف..

جَدِّد طاقتك باستمرار واسع لأن تفعل ما تُحب حتى لو كنت تحب زراعة البذور والثمار أو الزهور فعندما تسقي زهرة كل يوم وتجدها تكبر وتتفتح أمامك فقد صنعت معنى جديد للحياة

قد تكون كاتبًا رُبَّما في كلماتك بعض الأمل الذي تمنحه لبعض الأشخاص الذين يحتاجونه

اللحظات الجميلة الصادقة هي معنى أيضًا يمكن صناعته مع مَنْ نُحب ولمَنْ نُحب

أن تُخصِّص من وقتك لحظات لتتسابق أنت وطفلك في حديقة ما في الهواء الطلق وترسم على وجهه معنى السعادة فهي صناعة وليس الجميع بقادر عليها إلَّا مَنْ تَعَلَّم هذا الفن ونشأ عليه فهي جينات وراثية ورثتها من آبائك وأجدادك وتقوم بتوريثها لأبنائك وكلكم تروس في الآلة الكبيرة وكلكم أدوار تختلف ولكنها تتقابل في نقطة واحدة وهي مواصلة الشغف والسعي وإيجاد المعنى الحقيقي للحياة... فقط علينا ضبط اتجاهات البوصلة بشكل صحيح كي لا نضل عن الطريق الصحيح وعندما تغرب الشمس بنهاية اليوم هناك القمر المضئ وإن اختفى نبحث بالنور الذي داخلنا ونتَّبع إرشادات واتجاهات البوصلة لنعود للدرب الصحيح درب المعاني

ابحث دائمًا عن المعنى داخلك واقتفِ الأثر لا تتردد.

بداية الصفحة