تقارير

«عيد العذراء».. أيقونة روحية لها مكانتها في الإسلام والمسيحية

كتب في : السبت 23 اغسطس 2025 - 9:45 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

يأتي الثاني والعشرون من أغسطس محمّلًا بعبق روحي خاص، حيث يحتفل الأقباط بعيد السيدة العذراء مريم الذي يختم صومًا دام خمسة عشر يومًا، في مشهد يفيض بالبهجة والإيمان داخل الكنائس والأديرة، ويجد صداه أيضًا في الوجدان المصري العام. 

هذا العيد الذي يجمع بين روحانيات المسيحية ومكانة العذراء في الإسلام، يظل يومًا مضيئًا يرمز للطهر والعفة والمحبة، ويؤكد عمق حضور السيدة مريم في الثقافة والذاكرة الإنسانية.

◄ صوم العذراء

 

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، خبير الآثار وعضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، أن عيد السيدة العذراء يمثل مناسبة روحية بالغة الأهمية في الكنيسة القبطية، حيث يُختتم فيه صوم العذراء الذي استمر خمسة عشر يومًا التزم فيه الأقباط بالامتناع عن اللحوم والمنتجات الحيوانية، والاكتفاء بالأسماك والأطعمة النباتية.

وأوضح أن الليلة الأخيرة من الصوم تشهد إقامة "الدورة" أو الزفة، حيث يخرج الشمامسة حاملين أيقونة كبيرة للعذراء، يتقدمهم الأطفال بملابسهم البيضاء في مشهد يبعث الفرح والبهجة في النفوس. 

ويُختتم الاحتفال بصلاة القداس الإلهي بالترانيم المخصصة للعذراء مثل "تي شورى" و"شيري ني ماريا"، إلى جانب قراءة إنجيل البشارة بالملاك جبرائيل، في أجواء يسودها الفرح الروحي.

 

◄ مكانة امتدت إلى الإسلام

 

وأشار الدكتور ريحان إلى أن الأديرة والكنائس المكرسة للسيدة العذراء تمثل مراكز رئيسية للاحتفال، مثل دير العذراء بجبل الطير في المنيا، ودير المحرق بأسيوط الذي استقرت به العائلة المقدسة لأطول فترة في مصر «ستة أشهر وعشرة أيام»، بالإضافة إلى دير درنكة بأسيوط، ودير البرموس بوادي النطرون، وكنائس العذراء في مسطرد والزيتون وحارة زويلة. وقد أدرجت اليونسكو عام 2022 الاحتفالات الشعبية المرتبطة برحلة العائلة المقدسة في مصر ضمن قائمتها للتراث الثقافي غير المادي.

 

 

ولفت إلى أن مكانة السيدة العذراء لم تقتصر على المسيحية فحسب، بل امتدت إلى الإسلام حيث اصطفاها الله تعالى على نساء العالمين، فذكرها القرآن الكريم في مواضع عدة وأفرد لها سورة كاملة باسمها. وقد نشأت السيدة مريم على الطهارة والعبادة تحت كفالة النبي زكريا، وكان الله يرزقها بأرزاق خاصة كمعجزة إلهية، قبل أن تأتيها البشارة من الملاك جبرائيل بولادة السيد المسيح عليه السلام، الذي وصفه القرآن بأنه "كلمة الله" و"روح منه".

 

◄ قصة ولادة السيد المسيح

 

وبيّن الدكتور ريحان أن قصة ولادة السيد المسيح في بيت لحم ارتبطت بمعجزات، منها تساقط الرطب الجني من نخلة يابسة حينما جاءها المخاض، وهو ما أثبت الطب الحديث فائدته العظمى للنفساء. كما ارتبط ميلاد المسيح بكنيسة بيت لحم حيث يوجد المذود الذي وُضع فيه الطفل الإلهي بعد ولادته، بجوار وادي الرعاة الذي شهد أول بشارة بميلاده.

واختتم الدكتور ريحان بالتأكيد أن عيد السيدة العذراء ليس مجرد مناسبة دينية، بل هو يوم يعكس تداخل الروحانيات المسيحية والإسلامية في الوجدان المصري، ليظل رمزًا للطهر والإيمان، وجسرًا يربط بين القلوب تحت مظلة المحبة والسلام.

بداية الصفحة