بعد ساعات على اختطاف الطفل زياد والتى  وصفتها والدته بـ الرُعب، حتى نجحت الأجهزة الأمنية في تحريره من قبضة الخاطفين. 

الطفل زياد، الذي نال تعاطفًا كبيرًا من المصريين عقب اختطافه، بعد نشر فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، لم يكن يتوقع أن يعود إلى منزله بالمحلة الكبرى، واصفًا لحظات العودة بـ«الحلم».

تعاطف والديه ولحظات الرُعب التي عايشوها خلال 48 ساعة، طبيعة في حد ذاتها، ذلك لما تملكهما من شعور بالحزن على نجلهما صاحب الـ«8 سنوات»، وخشية تعرضه لمصير مجهول.

لكن تلك الواقعة، أكدت أن وزارة الداخلية ورجالها البواسل، لا يهنأ لهم بال إلا بأن يحيا المصريون بطمأنينة كاملة، وأن من يحاول المساس بأمنهم واستقرارهم، سيقف أمام العدالة حتمًا وسينال جزاءه.

48 ساعة من جهد مضني بذله رجال الداخلية في سبيل عودة الطفل لأحضان والديه، وتأكيدًا لمواجهة الخارجين على القانون، ورسالة قوية بأن الشرطة المصرية قادرة على الردع والمواجهة.

نجحت وزارة الداخلية في عودة الطفل وتحريره من أيدي الخاطفين، سالمًا معافى، حتى رسمت البسمة على وجه والديه، وكل المصريين الذين تابعوا الواقعة.

من هنا كانت نهاية الواقعة، لكن بداياتها بدأت قبيل 48 ساعة، فماذا حدث خلالها؟.

الطفل زياد البحيري، عقب نجاح الأجهزة الأمنية بالغربية في تحريره بعد خطفه

بداية الواقعة

البداية، حين تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي عبر صفحات وجروبات محلاوية، صورا ومقطع فيديو لارتكاب واقعة خطف طفل من أحضان والدته أثناء وقوفها بمحل بقالة بنطاق مدينة المحلة.

وتلقى بعدها  اللواء هاني عويس مدير أمن الغربية، إخطارًا من اللواء ياسر عبدالحميد مدير المباحث الجنائية، يفيد بورود بلاغ إلى العقيد خالد عبدالفتاح رئيس فرع البحث الجنائي بمركزي سمنود والمحلة، من المدعو أحمد البحيري باختطاف نجله زياد ٨ سنوات من أحضان والدته على أيدي مجهولين ملثمين والفرار هاربين بنطاق الطريق الدائري "المحلة - المنصورة".

على إثرها انتقل الرائد محمد هاشم رئيس مباحث قسم ثالث المحلة، وقوات من الشرطة السرية والنظامية إلى مكان واقعة خطف الطفل، وأفاد شهود عيان قيام اثنين ملثمين بخطف الطفل تحت تهديد الأسلحة البيضاء داخل سيارة ملاكي والهرب.

الطفل زياد البحيري، عقب نجاح الأجهزة الأمنية بالغربية في تحريره بعد خطفه

الطفل زياد البحيري، عقب نجاح الأجهزة الأمنية بالغربية في تحريره بعد خطفه

الداخلية تكتب فصول النهاية

جهود مكثفة بذلتها وزارة الداخلية في سبيل كتابة فصول النهاية لتلك الواقعة، وأعلنت قبيل ساعات، من خلال الأجهزة الأمنية بالغربية، العثور على الطفل زياد أحمد البحيري، والمختطف علي أيدي ملثمين من داخل محل تجاري بطريق الدائري "المحلة الكبرى- المنصورة".

حيث تمكن قطاع الأمن العام بقيادة اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية، من العثور على الطفل موثق الأيدي، ومكمم، داخل مخزن وسط الزراعات بذات القرية، وتم الدفع بضباط من إدارة البحث الجنائي لمطاردة الجناة لتقديمهم للعدالة ومحاسبتهم قانونيا.

وزارة الداخلية قالت، إنه من خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة وتتبع خط سير الجناة وفحص كافة الملابسات المحيطة بالواقعة التى تناولتها مواقع التواصل الاجتماعى، نجحت الجهود الأمنية فى ضبط مرتكبى واقعة خطف طفل بالغربية وإعادته لأهليته سالماً.

وتعد تلك الواقعة ضربة أمنية جديدة تؤكد مدى قدرة أجهزة وزارة الداخلية على تحقيق الأمن للمواطنين وفرض هيبة القانون وبث الطمأنينة بين المواطنين.

كما تُعد سرعة كشف ملابسات الواقعة وضبط الجناة رسالة حاسمة بأن الشرطة المصرية قادرة على ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وطمأنينة المواطنين.

الطفل زياد البحيري

الطفل زياد البحيري

المحلة الكبرى.. فرحة عارمة

عقب عودة الطفل زياد، شهدت شوارع المحلة الكبري بمحافظة الغربية، قبل قليل، فرحة عارمة، وتزاحم الأهالي أمام منزل والد الطفل وهنأوه على عودة نجله.

كما رفع الأهالي صور الرئيس السيسي، مقدمين له الشكر على نجاح وزارة الداخلية بقيادة اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، في عودة زياد سالمًا بعد خطفه.

وتقدم الأهالي كذلك بالشكر للواء هانى عويس مدير أمن الغربية، والعميد ياسر عبدالحميد مدير المباحث الجنائية، والضباط، علي سرعة تحرير زياد من أيدي الخاطفين.

فرحة الأهالي بعودة الطفل زياد

فرحة الأهالي بعودة الطفل زياد

زياد يحكي تفاصيل الواقعة

أكد الطفل زياد، أنه حين قيامه برفع "باب المحل"، فوجئ بـ 3 أشخاص ملثمين، متابعًا: "شدوني وحطونى فى سيارة، ومعاهم طبنجة وقالولى متعملش صوت علشان مانقتلكش، وغموا عينى، وبعدين شوية على الطريق نقلونى فى عربية تانية".

 وتابع الطفل زياد: "سمعت المتهمين يقولوا لي عمك "حمادة" هو اللى عمل الغلط، وبعدين نقلونى لبيت وواحد بيبات معايا فيه، وبيجبولى الأكل، وقالولى مش هنروحك إلا لما أبوك يجيب فلوس "2 مليون جنيه".

وأضاف زياد، "أن لحظة تحرير الشرطة مسكت الراجل اللى كان بيبات معاه".

وعن تحريره قال زياد "أنا حاسس إنى بحلم".

فرحة الأهالي بعودة الطفل زياد

فرحة الأهالي بعودة الطفل زياد

والدا الطفل.. وسعادة غامرة

أكدت والدة الطفل زياد بعد عودته سالمًا بالقول: "عشت 48 ساعة فى رعب وتعب وعدم نوم نهائى ونفسيتى منهارة جدا"، وعن عودة طفلها عقبت قائلة: "الحمد لله".

فيما أثنى والد الطفل زياد على حالة تفاعل المصريين معه في محنته قائلًا: "نزلت رقم موبايلى على مواقع التواصل الاجتماعى للمساعدة فى الوصول لزياد، وفوجئت باتصالات من محافظات عديدة، للدعم والمساندة والتخفيف عنى فى محنتى ليل ونهار ودعوات من القلب ومشفتش فعلا حنية زى حنية قلب المصريين".

وقال: "فعلا أطيب شعب"، "والحمدلله، حب الناس دا حاجة فى قمة الجمال، ولا أى فلوس ولا ملايين تعمل أى حاجة، الإنسان نفس طالع ونفس داخل، وابنى لو ضاع منى ولا مليون ولا 2 مليون هتعمل حاجة.