يعد القط البري أو الجبلى جزءا أصيلًا من معبد فيلة بأسوان بصعيد مصر، حيث يقوم السائحون وحراس المعبد بالتقاط صور تذكارية معه، ويقومون بنشرها على صفحات التواصل الاجتماعى، لتشد الانتباه لذلك القط الذي لم يغادر المعبد قط. 

تم تخصيص معبد فيلة للإلهة أيزيس وفى العصر الحديث، تم تقسيمه وأعيد تجميعه في موقع جديد فوق جزيرة إجيليكا على بعد حوالي 500م من مكانه الأصلي بجزيرة فيلة ويضم مبانيه معبداً لحتحور، وذلك بعد بناء السد العالي .

ويطلق الصعايدة على القط لفظ «البس» للقط الذكر، و«البسة» للقطة الأنثى، ولا تتواجد أماكن معلومة لقطط المعابد، إلا إنهم يكثرون فى الصيف، وتكون فوائدهم مهمة جدا، لذا يفرح بهم حراس المعابد .

ويقول الدكتور عبد الحكيم الصغير، مدير معبد دندرة بقنا، لبوابة الأهرام، إن القطة كانت من الحيوانات المقدسة لدي المصري القديم، حيث كانت فوائدها مهمة جدا للقضاء على الفئران والقوارض وكذلك الأفاعى السامة، مؤكدا أن حتحور آلهة الحب والجمال والخصوبة الآلهة المحلية لمعبد دندرة كان يرمز لها أحيانا بباستت القطة الجميلة .

خلال فترة حكم الأسرة المصرية الأولى بين عامي 2920-2770 قبل الميلاد، كانت تعتبر القطة حاميةً لغرف الفرعون ضد الثعابين، والعقارب، والشرور. كانت أيضًا تُصور غالبًا برأس نمرٍ، وقد تم تصوير القطة فى الحضارة المصرية على أنها لبؤة أو امرأة برأس قط، وقد رسمها الفنان بأنها جمعت بين صفات الاهتمام والقسوة والعنف، إلا أن لها جانب الحماية والأمومة.

ويؤكد عبدالحكيم الصغير. أن القط يحتل مكانة مهمة عند المصرى القديم فكان يربيها فى منزله بهدف اصطياد الفئران، التى كانت تأكل الغلال وعند موتها يحنطها ويدفنها احتراماً لها. وذكرت "باستيت" فى نصوص الأهرامات فى عهد الأسرة القديمة، وكانت على شكل لبؤة والتى كانت مقدسة عند المصريين القدماء.

بعد قيام صفحات السوشيال ميديا بنشر قطط معبد فيلة، تحولت القطط كجزء لايتجزأ من المعبد، واحتفاء السائحين به على صفحاتهم كأنهم يقومون بدعاية سياحية لمصر، ويوضح عبدالحكيم الصغير، أن لفظ ماو الدارج فى الأصل فرعونى وكان يختص بالمناداة على القطط، مؤكدا أن كافة المعابد الفرعونية بها قطط متجولة يفرح بها حراس المعابد، حيث تساعد القطط فى تنظيف البيئة المحيطة بالمعابد وتكون صديقة لحراس المعابد.