عالم
«قنبلة 4 يوليو».. هل يستطيع ماسك فعلاً هزيمة ترامب من داخل الحزب الجمهوري؟

في مقال جماعي، لثلاثة من أبرز كُتّاب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، ناقش مات باي وميجان مكاردل وكارين تومولتي، مدى جدية تهديد الملياردير الأمريكي إيلون ماسك لمكانة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب داخل الحزب الجمهوري.
حيث اندلع الخلاف مجددًا بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب وإيلون ماسك بعدما أعلن الأول عن مشروع قانون مالي ضخم سيرفع الدين الأمريكي بتريليونات الدولارات، وحدد له موعدًا نهائيًا في 4 يوليو.
فيما وصف ماسك المشروع بأنه "انتحار سياسي للحزب الجمهوري"، وهدّد بتأسيس حزب ثالث ينافس النواب الجمهوريين الذين يدعمونه، معتبرًا أن على الناخبين رفض هذا التوجّه جذريًا.
تساءل الكاتب مات باي، عن حقيقة دوافع ماسك، مُشيرًا إلى أنه ظلّ في واشنطن لفترة يقود ما يسمى بـ"وزارة كفاءة الحكومة" دون أن يُظهر اهتمامًا فعليًا بخفض الدين الأمريكي.
ولمّح باي، إلى أن ماسك قد يستخدم هذه الأزمة لترويج مشروعه السياسي الجديد، لكنه شكّك في مدى واقعيته، قائلًا: "إنه أذكى رجل أعمال في العالم، لا يمكن أن يكون بهذه السذاجة، ربما الهدف الحقيقي مختلف تمامًا".
هل تصاعد الغضب يتعلق بالدين الأمريكي؟
طرحت ميجان مكاردل، احتمالين لتفسير غضب ماسك، قائلة: الأول، إنه يؤمن فعلًا بإمكانية تقليص الدين الأمريكي عبر مكافحة الهدر والفساد –
وهي، بحسب وصفها، فكرة خاطئة لكنها شائعة، أما الاحتمال الثاني، فهو أنه غاضب من التخفيضات في دعم الطاقة المتجددة، ما يؤثر على استثماراته الكبرى في "تسلا" (شركة للسيارات يملكها إيلون ماسك).
وتابعت مكاردل: "ماسك يشبه الكثير من الناخبين الذين يظنون أنهم معتدلون، بينما مواقفهم عبارة عن مزيج غير متسق سياسيًا"، مشيرة إلى أن "المعتدلين" يدعمون مواقف متناقضة، كالإبقاء على كل برامج الدعم مع تقليل الضرائب وإلغاء العجز.. وهي وصفة مستحيلة.
كارين تومولتي: ماسك ليس روس بيرو
انتقدت كارين تومولتي، طموحات إيلون ماسك السياسية قائلة: "رغم أنه أنفق 25 مليون دولار في محاولة للسيطرة على المحكمة العليا بولاية ويسكونسن، إلا أن الأمر لا يتجاوز مجرد ارتداء قبعة الجبن، فماسك يظن أنه يعرف الانتخابات، لكنه ليس روس بيرو"، في إشارة إلى رجل الأعمال الذي حاول كسر ثنائية الحزبين في التسعينيات.
هل يُمثل ماسك «التيار الوسطي»؟
اختلف الكُتّاب حول ما إذا كان ماسك فعلًا يُعبّر عن صوت "الوسَطيين".
حيث نفى مات باي بشدة قائلا: "مواقفه سلطوية بوضوح، ولا تمتّ للاعتدال بصلة".
لكن ميجان ردّت: "الناخبون العاديون لا يهتمون بالمفاهيم الديمقراطية المعقدة، يريدون ببساطة رئيسًا قويًا، وفي هذا، ماسك أقرب لهم مما نظن".
ورد مات: "أنا ناخب عادي ولا أرى فيه أي تمثيل لي".
أجمع الكتّاب الثلاثة على أن تأسيس حزب ثالث في أمريكا مهمة شبه مستحيلة، بسبب النظام الانتخابي القائم على الفائز الواحد.
وقال كارين: "حتى لو بدأ حزبًا، من دون مرشحين وسياسات واضحة، فستكون مجرد فقاعة".
وأضاف مات: "ماسك لا يفهم الفرق بين حركة مستقلة وحزب فعلي، هذه محاولات لا تنجح إلا إن بدأت بشخصية مؤثرة – وهو ليس كذلك".
فيما قالت ميجان: "أنا متشائمة تمامًا، النظام لا يتيح إلا لحزبين فقط أن يصلا فعليًا للسلطة".
هل يستهدف إيلون ماسك الكونجرس أم الرئاسة الأمريكية؟
أشار مات باي، إلى أن ماسك قد يستخدم أمواله للتأثير على سباقات الكونجرس الأمريكي، لكن ميجان رجّحت أن هدفه الأكبر هو الرئاسة الأمريكية، مُوضحة: "ربما يدعم مرشحًا مستقلاً، وهذا قد يضرّ بالجمهوريين أو الديمقراطيين بحسب السياق".
وقالت كارين: "إن المال وحده لا يكفي، فهل يملك ماسك القدرة على التعامل مع قوانين كل ولاية؟ فمثلا، في ولاية ويسكونسن، لم يهتم بالتفاصيل، فهل ينجح ماسك في إدارة حملة وطنية؟؟".
ردت مات: "ربما يستأجر خبراء، فالتصويت متاح للشراء إن أردت، لكنه قد لا يكون جادًا".
هل يشعر ماسك أن فوزه أصبح ضرورة؟
اختتمت ميجان بنقطة لافتة، إذ قالت: "ربما يشعر إيلون ماسك، خاصة بعد هجوم الديمقراطيين عليه، أن أعماله في خطر إذا فاز خصومه،وربما يظن أن عليه أن يدخل المعركة فعليًا، فبينما يمكنه النجاة من انتقادات الجمهوريين، لا يستطيع تحمّل أجندة ديمقراطية معادية للشركات".
أما مات باي فأنهى الجدل ساخرًا: "قريبًا سنعيش جميعًا على المريخ، وسنزرع الخس هناك، ولن يهتم أحد بالعجز المالي".
ورغم طموح إيلون ماسك الظاهر، يبقى دخوله عالم السياسة كمغامرة غير مضمونة، محفوفة بالفجوات المنهجية، والانفعالات الفردية، لكن في بلد كل شيء فيه ممكن.. ربما لا يُستبعد أن يحدث أي سيناريو.