عالم
الناتو: تعزيز الجيش الأوكراني وتأمين التزامات أمريكية - أوروبية ضمن اتفاق أمني مرتقب

أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو" مارك روته أن اتفاق الضمانات الأمنية المزمع عقده مع أوكرانيا سيتألف من شقين رئيسيين هما تعزيز قدرات الجيش الأوكراني وتقديم التزامات واضحة من الولايات المتحدة وأوروبا للحيلولة دون تعرض كييف لأي هجمات مستقبلية .
وشدد روته - خلال زيارة رسمية أجراها إلى كييف أمس الجمعة والتقى خلالها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على أن دعم الحلف لأوكرانيا "ثابت ولا يتزعزع" بل ويواصل "النمو والتوسع"، مشيرًا إلى أن هناك خططًا إضافية لتمويلات من الناتو تضمن "تدفقًا حاسمًا للأسلحة الأمريكية إلى أوكرانيا " .
وأشار روته إلى أن القمة متعددة الأطراف التي عُقدت في البيت الأبيض الأسبوع الماضي شهدت تأكيد الرئيس الأمركي دونالد ترامب على أن "الولايات المتحدة ستكون بالفعل طرفًا في تقديم الضمانات الأمنية اللازمة لأوكرانيا".
وقال روته في مؤتمر صحفي عقده مع زيلينسكي- ونقلته شبكة "يورونيوز" الإخبارية الأمريكية:" نحن نعمل الآن معًا- أوكرانيا وأوروبا والولايات المتحدة- للتأكد من أن هذه الضمانات الأمنية ستكون بمستوى يجعل فلاديمير بوتين، وهو يجلس في موسكو، لا يفكر أبدًا في مهاجمة أوكرانيا مرة أخرى".
وأوضح روته أن الاتفاق الأمني المنتظر سيُبنى على ركيزتين أساسيتين. الأولى منهما تتعلق بتقوية الجيش الأوكراني عسكريًا ولوجستيًا والثانية تتعلق بالتزامات أمريكية وأوروبية رادعة تضمن منع أي محاولة خارجية مستقبلية لزعزعة استقرار أوكرانيا.
ووفقًا لروته، لا تزال المناقشات جارية حول نشر قوات أجنبية في أوكرانيا كجزء من الضمانات الأمنية، لكنه أكد "أنه من السابق لأوانه التنبؤ بنتيجة ذلك".
من جانبه، قال زيلينسكي:" لا يزال من السابق لأوانه تحديد من سيتولى مهام نشر القوات ومن سيساهم بالمعلومات الاستخباراتية ومن سيتواجد في البحر ومن سيتواجد جوًا".. وأضاف:" أن أوكرانيا بحاجة إلى ضمانات أمنية حتى نكون نحن وأبنائنا وأحفادنا على يقين من أن روسيا لن تهاجمنا. هذه ضمانات أمنية ضد أي معتدٍ".
وكان ترامب أعلن، بعد أن التقى ببوتين في ولاية ألاسكا ثم التقى بزيلينسكي والعديد من القادة الأوروبيين في البيت الأبيض بعد يومين، بأن الخطوة التالية في العملية الدبلوماسية المتسارعة ستتمثل في عقد لقاءً بين رئيسي أوكرانيا وروسيا. وبينما صرّح زيلينسكي مرارًا وتكرارًا بأنه مستعد للقاء بوتين، ظل الكرملين يرفض هذا الاحتمال في كل مرة.
ويعمل البيت الأبيض على تأمين مكان وتاريخ القمة بمبادرة من ترامب، غير أن موسكو أشارت أمس الجمعة إلى أن الكرملين لا يتوقع عقد اجتماع في أي وقت قريب؛ حيث صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنه لا يوجد اجتماع مخطط له بين بوتين وزيلينسكي في الوقت الحالي، على الرغم من جهود ترامب للتوسط في مثل هذه المحادثات.
وأضاف لافروف- في حديث أجراه مع شبكة "إن بي سي" نيوز:" بوتين مستعد للقاء زيلينسكي عندما يكون جدول أعمال القمة جاهزًا، وهذا الجدول ليس جاهزًا على الإطلاق في الوقت الحالي".