عالم

فقراء بنغلادش يمدون يد العون للاجئي الروهينغا

كتب في : الأربعاء 11 اكتوبر 2017 - 1:13 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

"نحن فقراء نعم، لكننا نستطيع المساعدة ولو بالقليل مما في أيدينا".. بهذه الكلمات تحدث إلينا المواطن البنغالي محمد مصطفى بعد أن انتهى من أداء صلاة العصر ووزع قليلا من المساعدات على عدد من أطفال الروهينغا داخل مخيم تنكالي بضواحي مدينة كوكس بازار البنغالية.

 

الرجل الخمسيني قال إنه عمل لسنوات في السعودية وعاد إلى مسقط رأسه قبل أعوام، وقد اشترى مع عدد من أصدقائه مساعدات بسيطة، وجاؤا إلى هنا لتوزيعها على اللاجئين الروهينغا.

 

وأكمل مصطفى حديثه قائلا: "هناك رجل ثري من بنغلادش يعيش الآن خارج البلاد، أرسل أيضا أموالا كثيرة لمساعدة اللاجئين، فهذا واجب على الجميع".

رغم فقرهم.. يمدون يد المساعدة

 

قصص مساعدة الفقراء البنغاليين للاجئي الروهينغا متعددة الفصول، إذ قال مسؤول محلي يدعى سروار جاهيد لـ"سكاي نيوز عربية" "إن مواطني الضواحي في كوكس بازار استقبلوا لاجئي الروهينغا في بداية الأزمة وقدموا لهم المساعدة لعدة أيام، قبل أن تبدأ حكومة بنغلادش المركزية بمساعدتهم وإنشاء مخيمات الإيواء لهم".

 

وأضاف: "حتى الآن هناك العديد من الأسر البنغالية التي تعيش في هذه المنطقة، يستضيفون أسرا من الروهينغا رغم ضيق ذات اليد".

 

ويكمل جاهيد حديثه: "تقول الإحصاءات إن أكثر من ربع سكان بنغلادش يعيشون تحت خط الفقر، وإن هذه النسبة تتضاعف تقريبا لدى سكان الريف وضواحي المدن، حيث يعيش غالبية السكان في عشش من الصفيح ومساكن تفتقر للخدمات الأساسية، غير أن هذا الوضع لم يمنع فقراء بنغلادش من المساعدة".

 

ورصدت "سكاي نيوز عربية" مشاهد الفقر في عدة مناطق في قرى الحدود الجنوبية لبنغلادش، ويكشف انتشار المتسولين في الشوارع وفي مداخل المناطق الفقيرة عن حالة الفقر هناك.

 

لكن الفقر تتضاعف قسوته لدى أسر اللاجئين الروهينغا، الذين يمضون ساعات طويلة في طوابير ممتدة انتظارا لتوزيع المساعدات من برنامج الغذاء العالمي أو المنظمات الأخرى، التي ينتشر موظفوها والمتطوعون للعمل معها داخل مخيمات اللجوء.

شهادات مؤلمة

 

أمام أحد مراكز توزيع الأغذية تقدمت فتاة عشرينية من لاجئي الروهينغا تدعى لطيفة، وطلبت من مرافقي "الذي يتولى مهمة الترجمة لنا"، في براءة أن يقرأ لها المكتوب في كوبونات الغذاء التي في يديها، فقد كانت تحمل ورقتين الأولى باسمها والثانية باسم أحد أقربائها جاءت لتستلم المساعدات نيابة عنه.

 

شرح لها مرافقي المكتوب وما عليها أن تفعل لاستلام المساعدات.

 

وقالت لطيفة: "هربت من ميانمار قبل عيد الأضحى بيومين أنا وزوجي وطفلي وأبي وأمي. فقدنا زوجي في رحلة الهروب ولا ندري هل مازال على قيد الحياة أم توفي.. كنا فقراء في ميانمار لكننا هنا فقراء ومشردون ولولا مساعدة البنغاليين لنا حتى جاءت المساعدات الخاصة بمنظمات الإغاثة لمتنا من الجوع".

 

تركنا لطيفة وأترابها من اللاجئات اللاتي كن ينتظرن توزيع المساعدات، لنلحق بحملات التطعيم ضد الكوليرا التي بدأت في مخيمات اللجوء، ولهذا قصة أخرى.

بداية الصفحة