«بعد أكثر من عقدين من متابعة رؤية إفريقيا للمياه 2025؛ وبعد خمس سنوات من بدء تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، لا تزال القارة تواجه تحديات هائلة»، تأكيدات لرئيس مجلس الوزراء الأفارقة للمياه السابق، كارل هيرمان جوستاف، وزير المياه والزراعة واستصلاح الأراضي الناميبي.

تحديات القارة الإفريقية 

التحديات التي أشار إليها جوستاف، استقاها من معلومات أتاحها نظام مراقبة قطاع المياه والصرف الصحي في أفريقيا، يفيد بأنه لا يزال 63٪ من سكان الحضر في إفريقيا يواجهون تحديات في الحصول على المياه، كما يفتقر نحو 340 مليون شخص في إفريقيا إلى المياه الصالحة للشرب، فيما يفتقر نحو 550 مليون شخص في إفريقيا إلى خدمات الصرف الصحي الأساسية.

ويستكمل «جوستاف» استعراض التحديات التي تواجه القارة، بأن نحو نصف السكان الأفارقة ليس لديهم مرافق لغسل اليدين بالصابون في منازلهم، فضلا عن تخلف في البنية التحتية للمياه، حيث يمثل نحو 2٪ من النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي لإفريقيا.

وقال: إن هذا أمر غير مقبول، ويدعو إلى تضافر الجهود لتجنب سيناريو يصبح فيه الإخفاق في تقديم خدمات قطاع المياه والصرف الصحي عاملاً مقيدًا لأجندة تنمية إفريقيا.

رئاسة مصر لـ«أمكاو»

تسلمت مصر رئاسة مجلس الوزراء الأفارقة للمياه «أمكاو - AMCOW» -الكيان المؤسسي المعني بملف المياه تحت مظلة الاتحاد الإفريقي- يوم الخميس الماضي، وذلك لدورة ستستمر على مدار عامي 2023 و2024، بعد انتخاب مصر بإجماع آراء أعضاء المجلس في أكتوبر 2021.

جاء اختيار مصر رئيسا للدورة المقبلة في السابع من أكتوبر عام 2021، خلال اجتماع غير عادي للمجلس التنفيذي لمجلس وزراء المياه الأفارقة؛ تقديرا لدور مصر الهام على الساحة الإفريقية.

توطيد وحدة القارة الإفريقية

ومن جهته أعرب الدكتور هاني سويلم وزير الموارد المائية والري، خلال تسلمه رئاسة «أمكاو» عن تقديره الكبير للمسئولية التي سيتحملها خلال العامين المقبلين رئيسا لـ«أمكاو» ممثلاً عن منطقة شمال إفريقيا.

وأكد وزير الري إرادة مصر الصادقة في استئناف الزخم لتوطيد وحدة القارة الإفريقية، وتجسيد مصالح جميع الدول الأعضاء في «أمكاو» من خلال تفعيل برنامج عمل للسنوات الثلاث المقبلة، وصياغة "رؤية إفريقيا للمياه" لما بعد عام ٢٠٢٥، بالشكل الذي يحقق أجندة إفريقيا ٢٠٦٣ (إفريقيا التي نريدها).

تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية

وأشار إلى تطلع مصر للتعاون مع جميع الدول الإفريقية لتعزيز التكامل الاقتصادي وضمان الازدهار والأمن والسلام والاستقرار في القارة الإفريقية، وجعل محور المياه على رأس الموضوعات التي تخدم أهداف التنمية بالقارة الإفريقية.

تحويل التحديات إلى فرص

وأعرب الوزير عن إيمانه بقدرة البلدان الإفريقية على تحويل التحديات إلى فرص من خلال التعاون وتبادل الخبرات ومعالجة فجوة البيانات والتكنولوجيا وزيادة التمويل في قطاع المياه، وتدريب بناء قدرات العاملين في قطاع المياه وزيادة التوعية بأهمية المياه، لتحسين إدارة المياه والتعامل مع تحديات الزيادة السكانية وتفاقم ندرة المياه.

أزمة المياه في أفريقيا

ونوه إلى أن أزمة المياه في أفريقيا ناتجة عن القصور في إدارة الموارد المائية لبعض الدول، في الوقت الذي تزداد فيه ندرة المياه في العديد من الدول الأخرى بالقارة، مشيرًا إلى أن المياه في القارة الإفريقية تكفى لتوفير الاحتياجات المائية للجميع، ولكن بشرط تحقيق التعاون بين الدول للتغلب على التحديات التي تواجه الموارد المائية.

مصر مستعدة لرئاسة «أمكاو»

وكان الدكتور سويلم، أكد خلال مشاركته في فعاليات المجلس التنفيذي لمجلس الوزراء الأفارقة للمياه الذي عقد في دولة ناميبيا، منتصف أكتوبر 2022، أن مصر مستعدة لرئاسة «أمكاو»، لافتا إلى السعي لتعزيز أوجه التعاون بين مختلف الدول الإفريقية خلال رئاستها على مدار عامي ٢٠٢٣ و٢٠٢٤.

وأشار إلى مساهمة أنشطة وبرامج ومبادرات «أمكاو» المختلفة في وضع رؤية متكاملة على المستوى القاري لمواجهة التحديات المائية في دول القارة الإفريقية، خاصة في ظل النمو السريع للسكان، والتأثير السلبى لتغير المناخ على المياه، وضعف البنية التحتية، بالشكل الذى قد يؤثر سلباً على تحقيق «رؤية إفريقيا للمياه ٢٠٢٥» و«أجندة أفريقيا ٢٠٦٣»، وأهداف التنمية المستدامة لا سيما الهدف السادس المعنى بالمياه SDG6.

تعزيز التعاون مع الدول الإفريقية

المحطة الأولى: السودان

وأجرى وزير الري جولة إفريقية في دول حوض النيل، بدأها بدولة السودان، بحث خلالها تعزيز دور الهيئة الفنية العليا المشتركة الدائمة لمياه النيل، مع نظيره السوداني.

وتفقد وزير الري -خلال الزيارة- مقر الهيئة الفنية الدائمة المشتركة لمياه النيل، وتم التأكيد على أهمية تعزيز التعاون الفني بين مصر والسودان، من خلال الهيئة الفنية المشتركة الدائمة بين البلدين، كما تم الاتفاق على أهمية استمرار عقد اجتماعاتها بصورة دورية لمناقشة الموضوعات الفنية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين والمتعلقة بنهر النيل.

المحطة الثانية: جنوب السودان

وكانت ثاني زيارات وزير الري، إلى دول حوض النيل، في دولة جنوب السودان، حيث التقى خلالها نظيره لجنوب السودان، وتباحث الوزيران حول تعزيز التعاون بين البلدين في العديد من المجالات؛ لا سيما الموارد المائية والري.

وافتتح الدكتور سويلم ونظيره لجنوب السودان محطة مياه الشرب الجوفية في جبل ليمون بالعاصمة جوبا، خلال احتفال شعبي كبير.

المحطة الثالثة: تنزانيا

وكانت تنزانيا ثالث بلدان دول حوض النيل التي زارها وزير الري، وعقد خلال الزيارة لقاء مع نظيره التنزاني، حيث أشار خلال اللقاء إلى دور مصر الرائد في دعم أواصر التعاون بين دول حوض النيل، وخلق مصالح مشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف.

وأكد سويلم، إيمان مصر بأن السعي لتحقيق التنمية هو حق مشروع لأى دولة، على ألا يكون من خلال إلحاق الضرر بأي دولة أخرى.

وناقش الوزيران سُبل دفع التعاون بين الدولتين في مجال الموارد المائية، وفقاً لاحتياجات الجانب التنزاني، الذى أعرب عن تطلعه لتنفيذ سدود لحصاد مياه الأمطار إلى جانب الآبار الجوفية.

وتفقد سويلم، مشروع سد "جوليوس نيريري" الذي ينفذه تحالف مصريّ يضم شركتي (المقاولون العرب) المملوكة للدولة المصرية، و(السويدي إلكتريك) إحدى كبرى شركات القطاع الخاص المصري، بقيمة إجماليَّة تصل إلى ٢.٩٠ مليار دولار؛ لتوليد طاقة كهرومائية بقدرة ٢١١٥ ميجاوات فضلاً عن التحكم في تصرفات المياه طوال العام بما فيها فترات الفيضان.

المحطة الرابعة: بوروندي

وكانت بوروندي المحطة الرابعة في سلسلة جولات وزير الري الخارجية إلى دول حوض النيل.

وأجرى خلالها الدكتور سويلم العديد من المباحثات مع وزير البيئة والزراعة والثروة الحيوانية في دولة بوروندي، تضمنت تعزيز التعاون المشترك في مجال الموارد المائية والري بين البلدين الشقيقين.

المحطة الخامسة : الكونغو الديمقراطية

وكانت الكونغو الديمقراطية خامس محطات وزير الري الخارجية إلى دول حوض النيل، أجرى خلالها وزير الري العديد من المباحثات مع نائبة رئيس الوزراء، وزيرة البيئة والتنمية المستدامة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، لتعزيز التعاون المشترك في مجال الموارد المائية والري بين البلدين الشقيقين.

وأكد سويلم، اهتمام مصر بنقل خبراتها في مجال إدارة الموارد المائية إلى الكونغو، لافتا إلى تمتع الكونغو بالوفرة في مواردها المائية؛ لكنها تحتاج إلى إدارة المياه بشكل أفضل، وذلك على العكس من مصر، التي تعاني من الشح المائي ومحدودية مواردها المائية؛ لكنها تتمتع بإدارة متميزة لمواردها المائية، بالشكل الذى جعل كفاءة منظومة الموارد المائية والري في مصر من الأعلى على مستوى العالم.

المحطة السادسة: كينيا

وكانت كينيا المحطة السادسة لجولات تعزيز التعاون الأفريقية التي أجراها وزير الري، حيث بحث مع نظيرته الكينية، تعزيز أواصر التعاون المشترك بين البلدين، في مجال التنمية المستدامة للموارد المائية.

وأكد قوة العلاقات الإستراتيجية التي تربط مصر وكينيا، وحرص مصر على تعزيز هذا التعاون بشكل دائم في إطار الحرص على دعم أواصر التعاون بين مصر ودول حوض النيل، من خلال خلق مصالح مشتركة وتحقيق المنفعة المتبادلة لجميع الأطراف.

تشكيل مجلس الوزراء الأفارقة للمياه «أمكاو»

وتشكل مجلس الوزراء الأفارقة للمياه في عام 2002 في أبوجا، نيجيريا؛ بهدف تعزيز التعاون والأمن والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والقضاء على الفقر بين الدول الأعضاء، وذلك من خلال الإدارة الفعالة لموارد المياه في القارة، وتوفير خدمات إمدادات المياه. 

وفي عام 2008، خلال الدورة العادية الحادية عشرة لمؤتمر الاتحاد الإفريقي في شرم الشيخ، اتفق رؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي على الالتزام بتسريع تحقيق أهداف المياه والصرف الصحي في أفريقيا؛ وكلف مجلس الوزراء بوضع وتنفيذ متابعة إستراتيجية تنفيذ هذه الالتزامات، ومُنح مجلس الوزراء الأفارقة للمياه مركز اللجنة المتخصصة للمياه والصرف الصحي في الاتحاد الإفريقي.

أنشطة مجلس الوزراء الأفارقة للمياه «أمكاو»

نظام الرصد والإبلاغ عن قطاع المياه والصرف الصحي في إفريقيا «WASSMO»

وهو نظام يضمن أداة للبلدان الأعضاء في تحديد أهدافها الوطنية والإقليمية، لتوليد المعلومات وتقييمها، ونشر المعرفة حولها.

برنامج المياه الجوفية الأفريقي «APAGroP»

وتم تفعيله رسميًا وتشغيله من خلال ورشتي عمل بقيادة «أمكاو» في نيروبي، كينيا، عقدت في أكتوبر عام 2019، والثانية عقدت في كمبالا، أوغندا،في فبراير عام 2020.

المبادئ التوجيهية لسياسة الصرف الصحي الأفريقية «ASPG»

وهي مبادرة تهدف إلى تقديم الدعم والتوجيه؛ لتعزيز البيئة التمكينية للصرف الصحي في إفريقيا

أسبوع المياه والصرف الصحي في إفريقيا «AWSW - AfricaSan»

ويعد أسبوع المياه في إفريقيا و«AfricaSan» حدثين رئيسيين في مجال المياه والصرف الصحي لمجلس الوزراء الأفارقة للمياه، حيث يمثلان التزامًا سياسيًا على أعلى مستوى،كونها منصات مؤسسية للمناقشة والبحث بشكل جماعي متكامل عن حلول لتحديات المياه والصرف الصحي في إفريقيا.