منوعات

فاروق الأمة 'عمر بن الخطاب ' رضى الله عنه

كتب في : الأربعاء 23 يناير 2019 - 12:03 صباحاً بقلم : ماجده الروبى

صلوا على النبي
"يا بنى فعلت ذلك لأن أباه أحب إلى رسول الله من أبيك وهو أحب إلى رسول الله منك ..
فلذلك أُفضله عليك"

نبدأ حلقتنا بكلام جميل .. سيدنا عمر مرة كان واقف على المنبر .. فالناس قالوا والله ما رأينا أفضل منك يا أمير المؤمنين .. فغضب سيدنا عمر وقال: كذبتم .. بل أفضل الناس أبى بكر فقد كان أطيب من ريح المسك ( شايفين تقدير وحب الصحابة لبعض )

سيدنا عمر كان عادل بس كان بيفضل الناس اللى كان بيحبهم النبي عليه الصلاة والسلام عن أى حد تانى .. فكان المقياس عنده محبة النبي ﷺ للناس .. طب إزاى؟

يعنى سيدنا عمر عمل عطايا وأجور للشعب ومرتبات .. فكل شهر كان بيعطى للناس مرتبهم وكان يعطى لعبدالله بن عمر ( ابنه ) ويعطى لأسامة بن زيد بن حارثة ( الحِب ابن الحِب .. سيدنا محمد ﷺ كان بيحب أبوه سيدنا زيد اوى فأتسمى كده) فكان سيدنا عمر بيعطى لأسامة بن زيد أكتر من عبدالله ابنه .. فعبدالله بن عمر راح له وقال : يا أمير المؤمنين لماذا تعطى أسامة أكثر منى ؟ ( يعنى احنا الاتنين في سن بعض وبنشتغل نفس الشغل .. فليه ياخد أكتر منى )

فرد سيدنا عمر وقال : يا بنى فعلت ذلك لأن أباه أحب إلى رسول الله من أبيك وهو أحب إلى رسول الله منك .. فلذلك أُفضله عليك.

تعالوا نعرف دلوقتى موقف مع عاصم بن عمر بن الخطاب .. عاصم سافر العراق وكان عنده أصحاب هناك فأهل العراق رحبوا بيه جداً .. وأعطوا له هدايا .. وأعطوا له سيف فضة مرصع بالأحجار الكريمة .. يرجع عاصم بالهدايا فعمر يشوفه فاستدعاه .. فيدخل عاصم فعمر يسأل ويقول له : من أين لك هذا .. فعاصم يقول : يا أبى كنت فى العراق وأكرمنى أهلها .. فقال عمر: بل أنت كاذب ذهبت إليهم وقلت لهم أنا ابن أمير المؤمنين ليعطوك الهدايا وأعطوك لأنك ابن أمير المؤمنين لو لم تكن ابنى ، لم يعطوك .. فقال عاصم : لا والله بل هم أصحابى .. فعمر عنده خادم اسمه معيقيب .. فيناديه ويقول له : يا معيقيب انظر إلى هذا !! كأن عاصم ذهب إليهم وقال لهم اعطونى أنا ابن أمير المؤمنين .. فيا معيقيب خذ ما معه وضعه فى بيت المال ..

وكان سيدنا عمر بيقول لأهل بيته لو حد منكم غلط هضاعف له العقاب .. يعنى هيعاقبه مرتين .. مرة لأنه ولى أمرهم فى البيت ومرة لأنه أمير المؤمنين .. شايفين جمال وحرص سيدنا عمر .. رضى الله عنك يا أمير المؤمنين ..

فى قصة مع أم كلثوم زوجة سيدنا عمر .. أم كلثوم كانت بتحبها أوى زوجة قيصر الروم فمرة أم كلثوم بعتت هدية لزوجة قيصر الروم كنوع من أنواع العلاقات الطيبة

فقامت زوجة قيصر الروم باعته لأم كلثوم هدية جميلة وقيمة جداً .. بعتت لها قلادة غالية جداً .. ودخل المرسال بيها المدينة ووصلت الهدية لأم كلثوم وفرحت بيها أوي ولبستها وشافها سيدنا عمر .. فيعمل إيه سيدنا عمر ؟ يقف على المنبر ويجمع الناس ( ممكن تستغربوا وتقولوا معقول كل ده عشان حتة عقد ؟ طبعا اه عشان حتة عقد .. عشان مايخليش الناس تفكر العقد ده جه منين وليه )

فيجمع سيدنا عمر الناس ويقول : أيها الناس أرأيتم هذه القلادة .. قالوا : نعم يا أمير المؤمنين .. قال: أتدرون كيف جاءت .. قالوا : نعم يا أمير المؤمنين .. أهدت أم كلثوم هدية لزوجة قيصر الروم فردت لها الهدية .. فقال : أتقبلونها علي ؟ قالوا : نعم .. قال : ولكنى لا أقبل .. قالوا ولماذا ؟ قال : هذة القلادة جاءت ببريد وهذا البريد بريدكم وهذا المرسال منكم ويعمل للدولة .. فلا أرى لزوجتى في هذا العقد حق ..
وحط سيدنا عمر العقد فى بيت مال المسلمين .. تخيلوا !

كان فى مرة صحابى اسمه سلمة واقف فى الطريق ومش عايز يوسع .. فعمر لمس كده طرف عبايته بالدرة بينبهه عشان يوسع الطريق .. فبعدها سيدنا عمر فضل يعاتب نفسه .. فسيدنا عمر راح لسلمة بعد فترة .. وقال له: يا سلمة ألا تريد أن تحج؟ فقال نعم يا أمير المؤمنين .. فأعطى له المال عشان يحج .. جميل سيدنا عمر رضى الله عنه

فى مرة يعدى سيدنا عمر على الحياض اللى بيتوضوا فيها عند الحرم .. فلقى الرجالة والستات بيتوضوا مع بعض .. فالمنظر ماعجبش سيدنا عمر .. فقعد يضرب يمين وشمال بالدرة عشان يفرقهم ( وقلنا أن الدرة دى حاجة صغيرة كده مابتسبش أثر .. هدفها التنبيه فقط ) المهم بعد ما سيدنا عمر عمل كده .. قام سيدنا عمر قعد يعاتب نفسه ويقول: أنا هلكت يا علي .. فسيدنا علي قال له : ماذا فعلت ؟ فسيدنا عمر قال : ضربت رجالا ونساءا عند الحياض .. فقال سيدنا علي : إن كنت فعلت ذلك للإصلاح فلم يعاقبك الله ..

وفى مرة يجرى سيدنا عمر على سيدنا أُبّى بن كعب ويقرأ قول الله تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا [سورة الأحزاب ] .. سيدنا أُبّى حافظ القرآن وبيُلقب بسيد القُراء .. فسيدنا عمر خايف من الآيه فيبص لسيدنا أُبّى ويقول له: يا أُبّى أرى هذه الآية ما نزلت إلا فيّ .. الآية دى نزلت فيا أنا .. فقال أُبّى: ولكنك لم تفعل شئ يؤذى المؤمنين .. أنت مسئول عنهم أمام الله .. ( يعنى هتتسأل عنهم يوم القيامة فلازم
تعلمهم الصح من الغلط )

سيدنا عمر كان لما يجيله عطاء .. شاة مثلا .. فكان يذبح الشاة ويقسمها على الصحابة والمسلمين .. فيبدأ بالنساء يعطى ويبدأ الأول بزوجات النبي وكان آخر واحدة يديها فى زوجات النبي هى السيدة حفصة ( بنته )

وفى مرة كان سيدنا عمر مروح والسكة طويلة فيلاقى غلام راكب على حمار فيقول: يا غلام خذنى معك .. فالغلام يقول له: لا أنا سأنزل وأنت اركب وأنا أسحب الحمار .. فعمر قال له: لا والله لن تفعل .. أنت اركب مكانك .. وفعلاً عمر يركب وراه على الحتة الخشنة والغلام يركب على الحتة الناعمة .. والولد بقى راكب الحمار محرج جداً .. والناس مستغربة من تواضع سيدنا عمر رضى الله عنه وأرضاه.

بداية الصفحة