منوعات

في شبرا.. عزاء 'ضحايا البطرسية' يبدأ بتلاوة الشيخ نزيه لسورة مريم

كتب في : الخميس 15 ديسمبر 2016 - 12:56 صباحاً بقلم : مها البغدادى

مرتديًا الجبة والقفطان الأزهري والعمامة البيضاء، سار الشيخ نزيه متولي، مقرئ منطقة شبرا، وإمام وخطيب مسجد "نور الاسلام"، نحو سرادق عزاء "منير كامل"، شقيق صديقه القبطي "ميجو" بعد حادث تفجير الكنيسة البطرسية بيومين فقط، اعتاد الشيخ تأدية واجب العزاء في مآتم أصدقائه الأقباط بالمنطقة، ردًا على قيامهم بحضور عزاء أقاربه وجيرانه المسلمين، وكان حضوره أول أمس ، عاديًا جدًا قبل أن يطلب منه صديقه القبطي المقرب شقيق المتوفي أن يقرأ القرآن الكريم بصوته العذب: "كنت قاعد جنب الناس عادي جدًا، لحد لما جه صاحبي المسيحي، وطلب مني أقوم أقرا قرآن، رفضت في البداية واندهشت من الطلب، لأن الموضوع ده ما حصلش قبل كدة في شبرا، او في أي حتة في مصر أو في العالم كله".

 

إلحاح صديقه القبطي عليه في سرادق العزاء ضاعف من توتره وقلقه، قبل أن يحمله 5 أفراد حملًا الى الكرسي الوثير، الذي كان يجلس عليه الوعاظ: "قالوا لي لازم تقرأ يا شيخ نزيه، عشان نوري الدنيا كلها إن مصر فيها وحدة وطنية، وإننا بنحب بعض، ومفيش فرق بين مسلم ومسيحي في شبرا، وشقيق المتوفي مسك الميكروفون، وقال إحنا عاوزين الشيخ نزيه يقرأ عشان نثبت دعائم الوحدة الوطنية".

 

فجأة وجد الشيخ نزيه صاحب الـ39 ربيعًا نفسه أمام الأمر الواقع، وبدأ يفكر فى تلاوة ما تيسر له من القرآن الكريم، واختار بعض آيات سورة مريم لتلاوتها فى السرادق الكبير: "رغم الرهبة الشديدة التي انتابتني، فإن الله عز وجل وفقنى في اختيار آيات قرآنية مناسبة لهذا الأمر، وقرأت من الآية رقم 26 من سورة مريم، (فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ، قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا فَرِيًّا)، حتى الآية رقم 36، من نفس السورة، والتي تقول، (وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)، واستمرت التلاوة لمدة 10 دقائق فقط".

 

نال الشيخ استحسان المعزيين والمتواجدين بالمنطقة عقب التلاوة، ليس فقط لأن صوته عذب ورقيق، بل لأنه أقدم على تنفيذ شيء فريد لأول مرة: "السرادق كان مليان معزيين مسلمين وأقباط، وما كنتش مصدق نفسي إنى قرأت في الميتم، ومفيش حد انتقدني ولا قال أي حاجة، لأني ما عملتش حاجة غلط، الناس بس كانت مستغربة ومندهشة لحد دلوقتي، أصحاب الميتم أصحابي جدًا وبينا عيش وملح وصداقة قوية من سنين، وفي الفرح مع بعض وفي الحزن برضه مع بعض".

بداية الصفحة