كتاب وآراء
العدسات تلتقط الضوء

مسيرة من الجهد والكفاح تستحق إلقاء الضوء عليها
لا شك أن مصرنا الحبيبة نبع لا ينضب من النماذج المشرفة في جميع المجالات
وكما أشرنا إلى السلبيات كي لا ندفن رؤوسنا في الرمال كالنعام يجب علينا أن نُسلِّط عدسات التصوير على مجموعة من الشباب الواعد الذي له رؤية مستقبلية ويحب بلده ويريد النهوض بها في كافة المجالات تعليم، ثقافة، طب، تكنولوجيا حديثة، فن، عمارة، علوم الطاقة، والفيزياء، والكيمياء، وحديثا صناعة المحتوى على السوشيال ميديا لما له من تأثير كبير على العقول بدء من الأطفال والمراهقين ووصولًا للشباب والكبار الناضجين
بالآونة الأخيرة تسعى أجهزة الدولة الرقابية إلى فلترة الردئ من الجيد في مجال الإعلام الذي يمثل مصدرًا من مصادر التأثير ليس بالهيِّن على ثقافة المجتمع وما يصل إليه من رسائل مُحَرِّكة للفكر
التريند الشهير برنامج "قطايف" الذي قام بتقديمه الفنان "سامح حسين" في شهر رمضان الكريم والذي تم تكريمه من رئيس الجمهورية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لما له من أثر طيب في نفوس الناس ووصول سريع لقلوبهم وترسيخ لقيم ومبادئ نحتاج إلى إعادة صياغتها بشكل يسهل على الشباب فهمها والتجاوب معها في شكل من أشكال البرامج الخفيفة التي يحبها المتابعون ولا يملون منها كما فعل الفنان سامح حسين الذي استطاع دخول القلوب بلا استئذان بذكاء شديد ومن خلفه فريق عمل متعاون يكن كل مَن فيه الحب والمودة للآخر لهذا كان النجاح حليفهم، وجدير بالذكر موهبة شابة تملك الطموح وهو المخرج ومهندس الجرافيك "لؤي عمرو" الذي ربما لا يعرفه البعض وليس بالشهرة الكافية والظهور الساطع ولكنه استطاع بالجهد المتواصل تحقيق حلمه الذي يتمناه بتقديم المحتويات الهادفة ومساعدة الشباب في تنمية مواهبهم مثل خريجي الإعلام وغيرهم وتدريبهم بشكل فعلي للعمل كمقدمي برامج بسيطة بإمكانيات مادية منخفضة التكاليف وتوفير استوديو وديكور ومعدات للصوت وكاميرا للتسجيل والتصوير وتحدي العقبات للبدء وكذلك توفير فرصة جيدة لصناعة المحتوى والبودكاست الذي لا ننكر أهميته وانتشاره ووصوله للجمهور بشكل محبب وسريع وتوفيره فرصة جيدة للتسويق والإعلان عن كافة المجالات كالمحتوى الإعلاني لأطباء الأسنان والتجميل وتخصصات التنمية البشرية وغيرها بتكاليف منخفضة عملًا بمبدأ "فيد واستفيد" والعمل بشكل جماعي وتشكيل فريق عمل على رأسهم مخرج طموح هدفه الأساسي هو النجاح ليس فقط على المستوى الشخصي وإنما مساعدة غيره أيضا ويندر هذا النموذج في هذا الزمن الذي لم ييآس لتحقيق طموحه والنجاح في العمل الذي يحبه ولم يستسلم للشكل التقليدي لخريج الجامعة الذي ينتظر فرصة عمل روتينية فقط فقد حصل على بكالوريوس إدارة الأعمال وحصل على وظيفة بإحدى المؤسسات يتمناها أي شاب بمرتب جيد ولكنه لم يتوقف عند هذا ظل يُراوده حلم تحقيق ذاته في عمل يستطيع أن يعطي فيه ويبدع فعمل في مجال تصميم وإخراج الإعلانات والفيديو كليب والتابلوهات الفنية للعديد من الممثلين، وكذلك فهو ممثل أيضا للإسكتشات الفنية التي تعرض بعض من القضايا الاجتماعية هو نموذج للشاب الطموح الذي يجب دعمه وتشجيعه فمن هؤلاء يظهر المبدعون
نموذج من النماذج المشرفة "د.هبة صلاح حامد" التي حصلت المركز الأول وجائزة "يوسف بن سعيد لوتاه" للعلماء الشباب عام ٢٠٢٥ في الاقتصاد الدائري حيث أنها أستاذ علم وظائف الأعضاء فسيولوجيا الأسماك بكلية البنات للآداب والعلوم والتربية بجامعة عين شمس وأيضا د.ماهر القاضي في مجال التنقل الكهربائي هو واحد من أكثر القادة تأثيرًا لعام ٢٠٢٥ ولا نستطيع إنكار اهتمام الدولة بالعلماء الشباب وتكريمهم في العلوم المتقدمة
وهناك أيضا قائمة من الرواد من النماذج المشرفة في الطاقة النووية والذرية ا.د/هشام فؤاد علي رئيس هيئة الطاقة الذرية الأسبق والحاصل على جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى وجائزة النيل للعلوم عام ٢٠١٩، ا.د/السيد عبد العزيز حجازي رئيس المركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع الأسبق وصاحب المدرسة العلمية في كيمياء البوليمرات، والعديد غيرهم ممن يستحقون التقدير فمصر ولادة للعلماء والمفكرين والمثقفين
ويعد تشجيع ودعم وتكريم الدولة من أساسيات إقبال الشباب على تطوير أنفسهم في كافة المجالات والسعي الدائم لتحقيق التقدم والارتقاء لما هو أفضل وتنمية العقول واتساع النظرة المستقبلية وعدم حصرها واقتصارها على الوظيفة الحكومية فقط بل الاتجاه إلى الإبداع وإيجاد الأفكار المبتكرة التي تحقق عوائد على كافة الأصعدة المادية والاجتماعية ندعم ونشجع الإبداع ليخرج لنا نجيب محفوظ جديد ويوسف شاهين آخر وزويل ومجدي يعقوب وغيرهم من النماذج التي صنعت لنا المجد وشرفتنا محليا وعالميا