كتاب وآراء

فلسطين تاريخ قضية وتاريخ مغامرات بعضها مميت .

كتب في : السبت 04 اكتوبر 2025 - 10:01 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

لا شك ان مبادرة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ، لم تأتي نتيجة سياسة أميركية وقناعات راسخة تستند على مباديء حقوق الانسان وحق تقرير المصير للشعب الفلسطيني ، إنما املتها ظروف بعضها ضاغط نتيجة ما حصل في الدورة الاخيرة الجمعية العامة للامم المتحدة والتي انعقدت في الاسبوعين الاخيرين ، وما حصدته من نتائج مميزة وجديدة في التأييد للقضية الفلسطينية لا سيما الاعتراف بدولة فلسطين نتيجة الدبلوماسية النشطة التي لعبتها دبلوماسية المملكة العربية السعودية بالتعاون مع فرنسا وبالتالي النتائج النوعية والتي أدت الى اعتراف دول غربية وازنة مثل المملكة المتحدة " بريطانية " واسترالية وكندا مع كل من فرنسا وبلجيكا وايرلندا واسبانيا وغيرها من الدول الغربية ، وهذا ما يُشكل تغيير ونقلة نوعية في سياسة الدول الغربية وانتقالها من دول حليفة ومساندة لاسرائيل الى دول داعمة لحق الشعب الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره في دولة مستقلة بعيداً عن اقدم احتلال لا زال موجوداً في العالم . هذا بالاضافة الى تعهدات السلطة الفلسطينية ورئيسها بالقيام بالاصلاحات التي تقوم على محاسبة الفساد والفاسدين وإصلاح المناهج التعليمية وكل ما من شأنه ان يُضفي على السلطة الفلسطينية وسياساتها الشفافية والنزاهة . هذا الامر اتى بعد ما يقارب على انتهاء سنتين من الصراع وعمليات الابادة والتدمير الممنهج لقطاع غزة وما شهده من مذابح بحق الشعب الفلسطيني بالاضافة الى عمليات التهويد ومصادرة الاراضي في مناطق الضفة الغربية خصوصاً بعد مغامرة حركة حماس وما نتج عنها في السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ . كل ذلك ، دفع بالرئيس الاميركي ترامب الى طرح مبادرته رغبة منه في ان يكون عهده الثاني متوج بحصوله على جائزة نوبل للسلام والذي يضع عينه عليها بالاضافة الى ما تقدم من تطورات سياسية وتحول في الرأي العام الغربي والامريكي منها وهذا ما دفعه على عقد اجتماع لقادة عشرة دولة عربية وإسلامية من المشاركين في دورة الجمعية العامة وطرح مبادرته والتي تستند على واحد وعشرين نقطة ابرزها وقف الحرب في قطاع غزة وتبادل الاسرى بين حماس ودولة الاحتلال متعهداً للمجتمعين إجبار اسرائيل على منعها من ضم اراضي الضفة الغربية ،وبظء مفاوضات السلام ليعم الشرق الاوسط وفق تصريحاته، وكان في اخر تصريح له اعطى حماس فترة للرد بالموافقة على مبادرته تنتهي في تمام الساعة السادسة بتوقيت الولايات المتحدة الامريكية من مساء نهار غداً الاحد ، وقد اتى رد حماس مساء يوم امس مما اعطى إشارات لبدء الهدوء خصوصاً بعد ان طلب الرئيس الاميركي من إسرائيل بوقف إطلاق النار وتأمين الهدوء لبدء عمليات التبادل مع ما رافقها من تصريحات لمسؤلين مصريين وقطريين على بدء المحادثات للبدء بالقيام بعملية التبادل ووقف اطلاق النار . كل هذه الامور اعطت جرعة امل للشعب لفلسطيني في قطاع غزة على قرب انتهاء الكابوس الذي عاشوه على مدى سنتين بعد عملية طوفان الدم التي قامت بها حركة حماس وتسببت في كل المذابح التي اثقلت وادمت الشعب الفلسطيني على مر ايام العامين الماضيين ، واعلنت قبولها ببنود المبادرة مع بعض التحفظات على بعضها الاخر والبدء في التفاوض عليها وخصوصاً فيما يتعلق بحكم غزة وقبولها بالسلطة الفلسطينية ان تكون الراعية والقيمة على الادارة وإن كانت كارهة لذلك خصوصاً بعد انقلابها على السلطة وحكمها في العام ٢٠٠٧ . إن موافقة حركة حماس على المبادرة عرى الموقف الصهيوني ووضع الكرة في ملعب إسرائيل وحكومتها اليمينية المتطرفة لتكون مسؤلة امام الرئيس الاميركي والدول الغربية في حال الاستمرار بالحرب ورفضها المبادرة الرئاسية الامريكية وإن حاولت تجاهل موضوع حل الدولتين ، إلا أن هذا الامر سيكون نقطة اولى في كل مؤتمر او أجتماع دولي يُعقد حول القضية الفلسطينية خصوصاً بعد التطور والتقدم النوعي في اعتراف دول وازنة بدولة فلسطين ، وبعد التغيير الحاصل في الرأي العام والمزاج الشعبي في كل انحاء العالم مما اعطى للقضية الفلسطينية دعماً جديداً وجعل من علم فلسطين وكوفيتها ايقونة الحرية والتحرر في كل انحاء العالم وفي وقت حساس بالفعل يُمثل صحوة لدى الشعوب على اختلافها ثقافاتها وتنوعها السياسي والعقائدي .

بداية الصفحة