كتاب وآراء

تأخر الرد وسقوط جبهة الممانعة .

كتب في : الثلاثاء 06 اغسطس 2024 - 12:05 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

في الوقت الذي ينتظر العالم الرد الايراني الذي تعهد به مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران ، وكل الدول القريب منها والبعيدة تنتظر رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ، حيث يقف العدو الصهيوني على رجل ونصف بانتظار الرد المزلزل ، الذي سيصل الى تل ابيب وكل المدن التي يقطنها الصهاينة في فلسطين المحتلة ، كما انشغل العالم لاسيما الدول المؤثرة باتصالات ووفود ذاهبة واتية ، إلا ان الرد الايراني الموعود تأخر ليس قليلاً فحسب بل تأخر كثيراً ، حيث اتاح هذا التأخير وكأنه كتفق عليه مع الكيان الاسرائيلي ويتيح له الفرصة ان يحضر وحدات جيشه والجبهة الداخلية ويقوم بالمناورات ويبني الملاجيء والتحصينات لبنيامين نتنياهو وحكومته ، واتاح الفرصة للحكومة واجهزتها بالقيام باتخاذ كافة الاحتياطات التي تحصن جبهتها الداخلية ، كما اتاح لحلفاء إسرائيل ان يحشدوا الاساطيل والبوارج لاعتراض الصواريخ والمسيرات التي سترد من خلالها ايران واتباعها في اليمن والعراق وسورية كما في لبنان . هذا الامر وإن دل على شيء يدل على ان ايران وغطرستها في بعض الدول العربية واختراقها وخلق عملاء لها واتباع ، تبقى قاصرة لا بل نمراً من ورق امام الكيان الاسرائيلي والولايات المتحدة الامريكية وقاصرة . هذا الامر اضاع على ايران فرصة ان تُثبت نفسها قوة اقليمية مُهابة وقوية الجانب امام الجميع إلا أنها سقطت بالضربة القاضية للمرة الثانية امام جبروت بنيامين نتنياهو وحكومته ، واثبتت انها قاصرة في الدفاع عن نفسها واضعف من حماية ضيوفها ومواطنيها من اختراق اجهزة الموساد والاستخبارات الصهيونية التي تفتك بها وتعيث بساحاتها الداخلية قتلاً واغتيالات وتفجيرات غامضة . هذا الامر يجعل منها دولة ليست فاشلة بالاقتصاد ورعاية مواطنيها وتأمين رفاهية شعبها فحسب ، بل ساقطة امنياً واستخباراتياً وغير قادرة على حماية ارضها ورجالاتها ولازال لغز سقوط مروحية رئيسها قبل اشهر قليلة لليوم دون جواب مقنع على الاطلاق . اما بخصوص رد حزب الله من لبنان وعلى لبنان فهو ليس اقل شأناً في الصراع الدائر على ارض الجنوب ومنها ، فقد اصاب الجنوبيين من جراء الحرب الدائرة خسائر بمليارات الدولارات منذ اندلاع حرب المشاغلة والاسناد في الثامن من تشرين الاول - اوكتوبر من العام الماضي ٢٠٢٣ ، وسقط من الضحايا المدنيين ما يزيد عن مئة ضحية ، عدا عن سقوط القتلى في صفوفه والذين زادوا عن الاربعمئة شهيد ، وفيهم اكثرية من القادة الميدانيين والنخب الامنية والعسكرية ، على الطرقات وفي غرف اجتماعاتهم السرية ، وهذا ما اثبت ان حزب الله ليس عصياً على الاختراق والانكشاف الامني من قِبل اجهزة الاستخبارات الصهيونية ، بل اتت عملية اغتيال الحاج فؤاد شكر لتكشف المستور ، خصوصاً ما رشح من معلومات عن قيام اجهزة الحزب الامنية الداخلية عن فرض إقامة جبرية لاحد المسؤلين الكبار فيه نتيجة رشح بعض الشكوك في تعامله او تسريبه لبعض المعلومات ، منه او من فريقه الخاص والذي على خلاف او على غير انسجام مع القيادات الجهادية في مقاومة الحزب " وهنا يتم التلميح او الحديث عن رئيس لجنة الارتباط والتواصل في الحزب وفيق صفا " . فإن صدقت تلك المعلومات القليلة التي رشحت في الايام القريبة الماضية فذلك يعني ان الخرق الصهيوني وصل الى اعلى درجات قيادية في الحزب ، وهذا ما اعطى الكيان الصهيوني وجيشه ليكون الاقوى والاقدر على إلحاق الاذية في نُخب وقيادات المقاومة ، وبالتالي عرض الحزب ومقاومته للإنكشاف امام العدو الصهيوني ، وبذلك يكون حزب الله كبقية دول محور الممانعة يجند اجهزته الامنية على رقابة المواطنين والمعارضين منهم ويترك اجهزته ووحداته الداخلية عرضة لعبث الموساد الصهيوني ليفعل فعله في اغتيال وملاحقة قيادته الميدانية والنخب القيادية المخضرمة . لذلك ، فإن رد الحزب على اغتيال القائد شُكر سيأخذ وقته ، لعل وعسى تتمكن اجهزة مقاومته من رصد احد القادة الصهاينة اثناء زيارتهم للمنطقة الشمالية المحاذية للحدود اللبنانية الفلسطينية كرئيس الاركان " هليفي او قائد المنطقة الشمالية " اوري غوردين " او احد الضباط الكبار لعله يتمكن من اصطياده وبذلك يُعيد الردع والمهابة لمقاومته امام بيئته ومواطنيه ، وحتى امام جيش العدو الصهيوني لعل في ذلك يُعيد بعض ماء الوجه إن بقي بعضٌ منه . باختصار أن محور الممانعة سقط اما العدو الصهيوني بالضربة القاضية ، سياسياً وعسكرياً ومراسم هذا السقوط كتبتها اجهزة الاستخبارات الصهيونية بأحرف فيها الكثير من المهانة والغطرسة يوم قامت في ذات النهار مع فارق بعض الساعات باغتيال القائد المخضرم في حزب الله في الضاحية الجنوبية عقر دار حزب الله ، واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قلب طهران وحيث المنطقة خاضعة كلياً لسيطرة وإدارة الحرس الثوري الايراني وبذلك كتبت سيناريو سقوط المحور وهزيمته .

بداية الصفحة