عالم

هكذا تدفقت الأموال على جامع

كتب في : السبت 25 فبراير 2017 - 12:37 صباحاً بقلم : ندى طاهر العدل

أظهرت سجلات مصرفية ومقابلات مع مسؤول سابق بمؤسسة جامع للسلام الخيرية التي أسسها رئيس غامبيا السابق يحيى جامع أن أموالا من حساب دولاري باسم المؤسسة تدفقت على جامع نفسه وليس على مشروعات المؤسسة.

وفي العامين 2012 و2013، تم إيداع أكثر من ثمانية ملايين دولار في الحساب المفتوح في بنك الائتمان في غامبيا، وتوصلت رويترز إلىأ ن أكثر من نصف الأموال سُحبت نقدا.

 

وقالت رويترز إنها لم تتمكن من التحقق مما إذا كان هدف المانحين هو دعم المؤسسة الخيرية أو ما إذا كان المانحون ومسؤولو المؤسسة والبنك على دراية بأن جامع يستخدم الحساب المصرفي لتعظيم ثروته الشخصية.

 

واتهمت حكومة غامبيا الجديدة الرئيس السابق بنهب ملايين الدولارات خلال حكمه الذي استمر 22 عاما.

 

وقال وزير الماليةـ أمادو سانه، الاثنين الماضي، إن جامع ارتكب عمليات احتيال على نطاق واسع منها تحويل عشرات الملايين من الدولارات من الأموال العامة إلى حسابات مصرفية مختلفة ليست باسمه لكنه سحب منها نقودا منها البنك المركزي.

 

من جهته، ذكر النائب السابق للرئيس التنفيذي لمؤسسة جامع للسلام، مادولامين مانغا، أن المؤسسة لم تتلق تبرعات من خلال حسابها الدولاري- وهو أحد حسابين اثنين باسم المؤسسة في بنك الائتمان-خلال فترة توليه منصبه من 2010 حتى 2015.

 

وأخفقت محاولات للاتصال بجامع في غينيا الاستوائية، حيث فر إلى المنفى الشهر الماضي بعد هزيمته في الانتخابات.

 

وقال إدوارد غوميز، محامي جامع حتى الشهر الماضي، إنه لا علم له بأي تبديد لأموال من جانب الرئيس السابق.

 

وأظهرت كشوف حسابات مصرفية راجعتها رويترز أن أكثر من ثمانية ملايين دولار أودعت على 11 دفعة في الحساب الدولاري باسم المؤسسة في بنك الائتمان في 2012 و2013، قبل أن يتم سحب كل الأموال.

 

وبعض عمليات السحب تشير بشكل مباشر إلى جامع الذي كان في ذلك الحين الراعي الرئيس للمؤسسة. وقال مانغا إن دور الرئيس السابق لم يكن منتظما في أنشطة المؤسسة التي تشمل بحسب موقعها الإلكتروني مشروعا تتعليمية وصحية وزراعية.

 

وقال موظف في بنك الائتمان إن رموزا وردت في إحدى عمليات السحب تقول إنها تمت "بأمر" جامع.

 

وأشارت رويترز إلى التعذر من تحديد مصدر معظم الأموال في الحساب.

 

لكن خمس عمليات إيداع في الحساب في 2013 بإجمالي 2.55 مليون دولار، تشير إلى مجموعة يورو أفريكان، وفقا لتفاصيل المعاملات على كشوف الحسابات.

 

وكانت المجموعة تمتلك حقوقا حصرية لاستيراد الفحم إلى غامبيا بين 2008 و2013، واتفاقا لتوريد الوقود لمرفق حكومي.

 

وقال محمد بزي، رئيس مجموعة يورو أفريكان، أن الشركة قدمت ثلاث مدفوعات للمؤسسة بإجمالي 1.3 مليون دولار في 2013، لكنه لم يحدد أي الحسابين المصرفيين تلقى المبالغ.

 

وبزي رجل أعمال لبناني بارز، يقوم بأعمال في غامبيا منذ أكثر من عشر سنوات. وقال لرويترز إن الأموال أنفقت على مسجد ومستشفى واستقدام أطباء إلى غامبيا.

 

اما مانغا فقد قال إنه علم بأمر الحساب والودائع عندما أرسل بنك الائتمان إليه بالمصادفة كشوف حساب خاصة بالحساب الدولاري في 2013. وكان يعتقد أن الأموال يمكن استغلالها لتمويل منح دراسية ومستشفى.

 

وعندما خاطب مانغا مسؤولي البنك بشأن الحساب في 2013، طلبوا منه ألا يمسه. وقال المحامي إن مدير الحسابات أبلغه بأنه حساب "يحيى جامع".

 

وقال موظف سابق بمكتب جامع، طلب عدم الكشف عن اسمه، إنه سحب مرارا أموالا من الحساب الدولاري للمؤسسة بطلب من الرئيس وكان يعود إلى قصر الرئاسة بأكياس مملوءة برزم من النقود حجم الواحدة عشرة آلاف دولار في أظرف ورقية تحمل خاتم بنك الائتمان.

 

وأضاف "كلما احتاج جامع أموالا لجأ إلى الحساب (الخاص بالمؤسسة) وسحب أموالا. إذا سافرت زوجته.. سحبوا أموالا".

 

وقال مصدر آخر، عمل مساعدا شخصيا لجامع من 2009 إلى 2012 وتم فصله وسجنه بتهم التجسس التي نفاها، إنه سحب مئات الآلاف من الدولارات نقدا بناء على طلب جامع من حساب آخر باسم حساب الأمن الوطني في بنك الائتمان في 2011 و2012 .

 

وأضاف أنه في مرات أخرى حول أموالا من ذلك الحساب إلى حساب زوجة جامع في الولايات المتحدة. ورفض بنك الائتمان التعليق بشأن حساب الأمن الوطني ومن يحق له استغلاله.

 

ويسلط إنفاق جامع الضوء على ثروته. فهو يمتلك أسطولا من السيارات الفارهة رولز رويس، كتب على مساند الرأس فيها اسمه، كما يمتلك منزلا في ماريلاند وفقا لشاهد من رويترز ومسؤول أميركي.

 

وقال محاميه السابق غوميز "أعلم أنه كان يمتلك ثروة طائلة. مامن شك لدي في ذلك". ويؤكد زعماء غامبيا الجدد أن جامع اصطحب معه أسطولا من السيارات الفارهة إلى المنفى.

 

وبعد انتهاء حكمه، يطالب كثير من أهالي البلاد باستعادة تلك الثروة على الفور، خاصة أن الاقتصاد في حالة يرثى لها، إذ لم تعد تملك من التمويل سوى ما يغطي الواردات لثلاثة أسابيع فقط.

بداية الصفحة