كتاب وآراء

ملاحظات في القمة العربية الاسلامية الاخيرة .

كتب في : الأربعاء 17 سبتمبر 2025 - 11:27 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة خيبة أمل لدى الرأي العام للشعوب العربية عن عدم ملاقاة القمة العربية وما تم خلالها من كلمات ومواقف اتت دون المستوى والتطلعات التي تتطلع اليها الشعوب العربية ، وما تتمناه في الرد على الطغيان والعربدة الصهيونية . لذلك تكون القمة دون ما كان مأمولا منها لولا بعض نفحات فيها من الصلابة والوضوح في مواقف بعض القادة العرب الذين حضروا القمة : اولاً موقف رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون ، والذي تقدم باعتذار من الاشقاء القطريين عن عدم تضمين كلمته عبارات التنديد والشجب كون شعوبنا العربية قد سئمت من تردادها ، و طالب بالذهاب موحدين كوفود عربية لمؤتمر الجمعية العامة للأمم المتحدة وتوجيه سؤال موحد للجكومة الاسرائيلية إن كانت تريد فعلاً السلام حقيقة او لا ، فإن كان الجواب نعم يكون الجواب العربي نحن مستعدون وفقاً لما تضمنته المبادرة العربية التي تقدم بها الراحل " الملك عبدالله بن عبد العزيز " في قمة بيروت في العام ٢٠٠٢ . الموقف الثاني المهم هو ما تضمنته كلمة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي : بداية كانت ملفتة للنظر أنه الوفد الوحيد الذي رافقته مقاتلتان حربيتان من القاهرة حتى الدوحة وفي ذلك عملية استعراض للقوة وضرورة ان يفهمها من يلزم ، ثانياً في الكلمة التي توجه بها الرئيس السيسي وأبرز ما جاء في كلمة الرئيس المصري تمثل في نبرة الذكاء وبعد النظر، " حين توجه مباشرةً إلى الشعب الإسرائيلي مطالبًا إياه بالعمل الجاد على صون اتفاقيات حسن الجوار. فهذه الاتفاقيات، كما أكد، باتت مهددة اليوم بخطر التحول إلى مجرد حبر على ورق، إن لم يُحسن التعامل معها بمسؤولية." الموقف الثالث والمعبر بقوة ، هو حضور ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان اعمال القمة ، دون ان يُلقي كلمة بل التزم الصمت ، وفي ذلك اكثر من رسالة ، اولها الى الدول السبع وخمسين الحاضرين من دول عربية وإسلامية وكأن لسان حاله يقول لن يصدر عنكم سوى بعض الكلمات الانشائية لا تقدم ولا تؤخر ، اما الرسالة الثانية للولايات المتحدة الامريكية خصوصاً فقد عبر بالصمت عن استياء عميق جداً عن الحالة التي تتفلت فيها إسرائيل من كل الظوابط الرادعة وكأن الولايات المتحدة قد اعطت إسرائيل كل الدعم المطلوب للإعتداء حتى على قطر الدولة التي تستضيف عمليات الوساطة والمفاوضات على اراضيها وفيها اكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة الامريكية ، وفي ذلك إشارة ان الدولة الحليفة للولايات المتحدة لم تسلم من الإعتداء وفي ذلك إشارة الى كل الدول الخليجية انكم لستم بأمان ، من هنا أن الصمت الذي التزم به سمو ولي العهد فيه الكثير من الرسائل وفي شتى الاتجاهات . وبذلك انتهت القمة العربية الاسلامية من مكان واستمرت العدوانية الصهيونية في جبهات عدة على حالها ضاربة بعرض الحائط القمم والمؤتمرات ، وهي تستمر في الهجوم على مدينة غزة والتي تُعتبر إستكمالاً لحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، ومن ثم الغارات على ميناء الحديدة في اليمن يوم امس ايضا بالتزامن مع المناورة البرية في مدينة غزة واضطرا. سكانها لإخلائها في ظل النار والموت .

بداية الصفحة