كتاب وآراء

الجنوب السوري والسويداء هناك يُرسم مستقبل سوريا ونظام الشرق الاوسط الجديد .

كتب في : الجمعة 18 يوليو 2025 - 10:04 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة ظروف كثيرة متراكمة حبلى بها المنطقة الجنوبية من سورياوكامل الشرق الاوسط ، وقد تُشكل مدينة السويداء ومحيطها في جبل العرب رأس حربة يستغلها كثيرون في تسديد الحساب من وعلى سوريا ونظامها الجديد وكل المنطقة في صراعات الدول الكبرى ومنها الاقليمية ، حيث لا زال يكتنف الغموض الشديد في كيفية وصول الشرع وهيئة تحرير الشام للحكم بعد سنوات طويلة من المراوحة وانحسارها في ادلب والمناطق الشمالية من سوريا وبرعاية تركية ، وفيها بعض الشيء من دعم ودفع اميركي غير معلن فيما مضى ، بل بدأ يخرج للضوء حالياً ومنذ تسلم الشرع ومن خلفه هيئة تحرير الشام مقاليد السلطة في سوريا بعد رحيل النظام البائد ،وما رافقها ولا زال بعض عمليات التجميل والدفع والدعم السريع من الولايات المتحدة ودول الخليج وابرزها الانفتاح الكبير على النظام ورفع العقوبات الامريكية ولحقت بها الدول الاوروبية ايضاً ، هذا الامر لا يثير الريبة فقط بل يزيد الشكوك وكأننا امام اتفاق جديد اميركي غربي مع مع الاخوان المسلمين والمتطرفين الاسلاميين ، كما حدث في بداية العقد الماضي مع اخوان مصر ووصول مرسي الى الحكم في مصر ،ولكن مع فارق بسيط ان في مصر جيش وطني ومصري بينما في سوريا واكثرية الدول العربية الجيش هو تابع ويأتمر بأمرة النظام وليس لغيره اي اثر ، وخصوصاً ان الجيش السوري الحال في اكثريته الطاعية هو تجمع عناصر مليشيوية إسلامية ذات طابع متطرف عماده جماعة هيئة تحرير الشام وحلفائها . هذه الامور وغيرها من مخلفات نظام العائلة " الاسدية " البائد والذي حكم سوريا على مدى خمسون عاماً وما رافقه في السنوات الاخيرة من تدخلات فارسية وتركية ومجاميع من المليشيات المتطرفة من كلا الجانبين وما عشرات المليارات التي تم استثمارها في سوريا ، منها الظاهر والمعلن من قبل ايران ومنها المخفي من قبل تركيا واصدقائها وحلفائها قديمهم وجديدهم ، لا يمكن إزالة اثارها في فترة قصيرة خصوصاً المدفوع منها في الجنوب السوري . من هنا تبرز احداث السويداء وما دار خلال ايامها القليلة الماضية والمستمرة تُثير الكثير من علامات الاستفهام وتطرح العديد من الاسئلة ابرزها : هل ايران بعيدة عما جرى ولازال يجري في الجنوب السوري ، اوليس لها اتباع وعملاء إن كان في عشائر البدو وغيرها من اطياف المجتمع السوري ؟ هل إسرائيل اصبحت كجمعية كاريتاس والمبرات الخيرية تقوم بكل ما هي قادرة عليه إرضاء لوجه الله ؟ ام لها اطماع كثيرة في الجنوب السوري وقد ظهرت تباشيره مع سقوط النظام السابق ودخولها مناطق الجنوب واعالي جبل الشيخ وحجتها الدفاع عن مناطق جبل العرب التي يقطنها الموحدون العرب الدروز ، وحمايتهم ؟ ام ان لاسرائيل غايات عديدة وكثيرة بعضها ظاهر للعيان وبعضها مستتر ؟ وهنا يأتي دور العقلاء لتبيان وتوضيح الامر . اما بالنسبة للدور الامريكي ، السؤال : هل الصراع الصيني الامريكي ومشروع درب الحرير الصيني بعيد عن الدور الهندي وخطه المعارض للدرب الصيني هو ما دفع بواشنطن لدعم حكومة الشرع ورفع العقوبات والتصنيف عن هيئة تحرير الشام من منظمة ارهابية الى ان تبوأت مقاليد الحكم واصبح قائدها بين ليلة وضحاها رئيس شرعي معترف به عربياً وعالمياً . كل هذه الاسئلة لا تُثير الريبة فحسب بل تُظهر اهمية سوريا المحوري في مراحل الصراع العربي الاسرائيلي والعربي الفارسي وثقلها في الصراع الاقتصادي الامريكي الصيني ، وفي كل ذلك هل العرب يملكون مشروع سياسي اقتصادي عسكري ام هم مجرد ادوات وبيادق تتقاذفهم الدول الكبرى ومنها الاقليمية ؟ ام ان اهل السويداء وجوارها كما كامل الشعب السوري يدفعون ثمن الموقع الاستراتيجي وبذلك هم شهداء وقتلى في حروب الجيوبوليتكا ويدفعون اثمانها فقط .

بداية الصفحة