كتاب وآراء
بتعملوا فينا كده ليه؟

كنا نحسب أن الدنيا ما زالت بخير، ولكننا وجدنا أنفسنا نعيش بعصر الظلمات، فكل يوم نصحو على جريمة جديدة في حق البشرية...
أي بشر وأي حياة هذه؟
كل يوم قضية جديدة... كل يوم "ترند" بمشكلة، وظاهرة مختلفة، وتأثيرها أوقع من التي قبلها
إذا كنا عُدنا لزمن الكفار، والجاهلية قولوا لنا حتى نعتاد على ذلك، ويكون أمرًا طبيعيًّا.... نلتفت يمينًا، ويسارًا نجد القتل، والزنا، والعقوق على مختلف أشكاله وأنواعه.... عقوق أبناء لآبائهم وأمهاتهم، وعقوق آباء لأبنائهم، وتَنَصُّل أخوان من بعضهم البعض، مخالفة شرع الله في المواريث، رمي الأولاد بالشارع للتسُّول والجوع،والتَّشَرُّد، والضياع، أكل الحقوق بالباطل...
أي زمن هذا الذي نعيشه؟
إن كان للعقلاء وجود في عالمنا فليجيبوا...
لماذا هذا الانحدار؟
لا أدَّعي المثالية، ولا انعدام المشاكل على المستوى الشخصي، ولا أسرح بخيالي في قصص المدينة الفاضلة،ولكني أتحدث من سوء ما أرى من أحوال تحدث حولنا، فقد أصبح الشغل الشاغل لنا هو متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، والمواقع، ليس بغرض الفراغ، والتسلية، ولكني لا أُنكر أنه فراغ عند البعض إلا مَنْ رحم ربي مِمَنْ يتعايشون مع الواقع، وحتى لا ينفصلون عنه، أو على الأقل الاستفادة من كل محتوى، أو مادة هادفة تُقَدَّم،
ومن ناحية أخرى عند البعض وسيلة للاتجار بأنفسهم عن طريق العرض، وحصد أكبر قدر من المشاهدات حتى لو كان أسلوب العرض رخيص، ومبتذل
كل نموذج من هؤلاء هو موضوع بحد ذاته يحتاج إلى تفنيد، وشرح، ولكن القضية التي سأُسَلِّط عليها الضوء اليوم، وكما أطلقوا عليها "قضية رأي عام"
وكعنوان رئيس أُشير إليه "هدم الأسر والعائلات"
وضع تحت هذا العديد من النقاط، والمواضيع الفاعلة، والمُتَسَبِّبَة في هذا، وكي لا أطيل، وأسهب في كلامي، وأرجو المعذرة على هذه المُقَدِّمة الانفعالية
من فضلكم اسمعوني بآذان صاغية واقرأوا سطوري بالقليل من الانتباه، والاهتمام، وأنا معكم سأقرأ سطوري مرارًا، وتكرارًا، وأنا في حالة ذهول مما وصلنا إليه من فشل وانحطاط أخلاقي، وفكري، ومخالفة للدين، وكل شيء، ولا أبالغ في كلامي، إلا من عافاهم الله وهم فئة قليلة ما زالت تتمسك بكيان الأسرة
خرج علينا العديد، والعديد من الفيديوهات، وبعض البرامج التليفزيونية على القنوات الفضائية،
وعلى اليوتيوب، والتي تعرض المواضيع الاجتماعية، إما بهدف حلها، أو العبرة، والعظة، ليُحذروا الناس مما يحدث، ولكني أقول لهم كفاكم....
كفاكم عرض لمشاكل أسرية بتفاصيلها الدقيقة،
لقد أُصبنا بالاكتئاب....
نعم من فضلكم... لقد حَزِنَّا بما فيه الكفاية
وإذا تساءل أحدكم وما الذي تفعليه الآن؟
سأجيبه:- أستغيث... أستغيث من صنبور مياه راكدة انفتح علينا، ولا نستطيع أن نغلقه
الأبناء يرفعون القضايا على أمهم بعد تعبها وتربيتها لهم، وبذل الغالي، والنفيس ليكبروا، وتراهم في أحسن المراكز، ويعلو شأنهم....
الآباء الذين يتنصلون من أبنائهم ليعيشوا حياة جديدة بمنتهى الأنانية، في حين غيرهم يتمنون لو عندهم إبن واحد فقط ولا يستطيعون الإنجاب، أو مصابين بالعُقم، ويسعون بشتى الطرق ليسمعوا كلمة "ماما،أو بابا"
ماذا حدث لمجتمعاتنا العربية؟
بأي دين تدينون؟
البنت التي وصلت لمركز مرموق وتعبت أمها في تربيتها تُوقع أمها في الأرض وتريد كسر رجلها، وتريد الحجر على أمها وأخذ مالها، بحجة أنه ليس مالها، وهو مال والدها الذي طَلَّق والدتها أو بمعنى أصح رماها وأولادها بعد تضحيتها، ووقوفها بجانبه رغم إعاقته، وكأي زوجة طبيعية قامت برعايته،
و"آخرة المَتَمة" كما يُقال بالعامية " ملكيش لازمة" قرر الهجرة والحصول على جنسية لدولة أجنبية وذهب وتزوج من أجنبية...
منها مصلحة، ومنها "أم العيال قاعدة مش هتعترض"
"تربي العيال وأما يجيلي مزاج أرجع وأبقى أبعت قرشين يصرفوا منهم"
مَنْ الذي قال هذا؟ وفي أي شرع تُطَلِّق أم أولادك التي عاشت معك على الحلوة والمرة وتذهب وتتزوج من أجنبية لتحصل على جنسية هذه الدولة؟
وتتوقع أنها سوف ترضى وتنتظرك وتقول لك سمعًا وطاعة يا سيدي المُبجَّل العظيم!!
ما هذا الجحود والنكران للجميل؟
سَرحها بإحسان يا سيدي الفاضل....
وإن طلقتها فكونك ترسل بعض المال للإنفاق على أولاك فهذا واجبك وما حث عليه الدين
"كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته "
ليست مسؤوليتها الإنفاق على أولادك، وليست عبدة عندك لتتركها وترمي لها حفنة من النقود كل شهر لتصرف على أولادك، وبعد ضياع عُمرها تتوقع أن تعود إليها لتقوم بتمريضك بعد مرضك، وعجزك وتترك الزوجة الثانية الأجنبية لتعود لأم الأولاد وتريد ردَّها لعصمتك رغمًا عن إرادتها لمجرد الشكل الاجتماعي، أو أنها كبرت في السِّن، ولا يفرق، وعيشة يجب أن ترضى بها، ومن أجل الأولاد التي قامت بتربيتهم وحدها، ولم تشاركها لحظة تألمت فيها، أو مرضت، أو مرضوا أولادك، أو عناؤهم، أو دراستهم، أو نجاحهم، أو تَخَرُّجهم، أو زواجهم ....
حضرتك رجعت لتستلم مفتاح شقة على الجاهز!!
أي جبروت هذا؟
ثم إن كان هناك مشكلة في الزوجة كما يدعي الأب والأبناء الذين أقل ما يُقال في حقهم ويمكن وصفهم به هو الجحود، والتَّنَكُّر للأم، وتضحيتها من أجلهم، وموافقتها على العودة بشكل زائف أمام الناس لمراعاة العشرة والمودة والرحمة، أو حفاظًا على حق الأبناء، أو أيًّا كانت المُلابسات، والظروف.... والعُهدة هنا على الرواي، وأقوال الأم، والأبناء الذين تم استضافتهم في برنامج على إحدى القنوات الفضائية، وعلى إحدى قنوات اليوتيوب من أحد الإعلاميين، فطرحي هذا واقع وحدث بالفعل، وليس اختلاق لقصص من خيالي
هل الأم مذنبة في حق أبنائها؟
وعندما يكبرون مهما كانت مشاكلهم ينحازون للطرف الأقوى الذي معه المال من أجل المصلحة؟
ما المطلوب من الأمهات، والزوجات في مجتمعاتنا؟
الانصياع، وقبول الظلم وعدم أخذ حقهم، والتفريط فيه حتى بعد أداء رسالتهم كاملة أمام الله، وكان من المنتظر الشعور بالأمان، وحصد ثمرة تعبهم في أبنائهم، والشعور بولاء الأبناء، والامتنان... رغم أن الأم لا تطلب منهم مقابل ما فعلته من أجلهم... هذه نقطة
النقطة الأخرى... هل أصبح الوقوف مع الحق ومع المظلومين عار، وجنون؟
عندما تقف مع زوجة إبنها السابقة لإعطائها حقها بشرع الله، وترعى أحفادها لأن إبنها الذي هو والدهم "مزواج" وعنده نزوات على حد قول الأم، وليس قولي، ولا اتهام له، بل هو بالفعل تزوج مرتين على زوجته الأولى، وقد حلل الله التعدد لعلة في الزوجة الأولى، ولن أدخل في تفاصيل، ورأي الدين في هذا
وهل من حقه ذلك أم لا؟
ولكن راعي الله في أولادك، وأم أولادك....
على الأقل لا تطردها من بيتها، وقُم بالإنفاق على أولادك كما لو كنت تعيش معهم، ولا تلق بالمسؤولية على الأم، وتهرب، وتريد أيضا طردها من بيتها
الذنب الذي فعلته الأم هو وقوفها بجانب طليقة إبنها للحصول على حقوقها وتمكينها من مسكن الحضانة حتى لا تقف في يوم العرض العظيم أمام الله، ويقتص الله منها، ومن إبنها والد الأطفال الأبرياء الذين لا ذنب لهم
ما الخطأ الذي فعلته وارتكبته في حقهم؟
حتى يحجر أبناؤها عليها؟
ما الذنب الذي فعلته حتى يُفرض عليها الرجوع لوالدهم الذي تركها من سنوات وطلقها بإرادته ولم تكن تريد الطلاق؟؟؟ يريد العودة إليها بعد سنوات طوال لتمريضه بعد عودته عجوزًا يحتاج لخادمة، وليس لزوجة قد تخلى عنها ورمى لها أولاده؟
لماذا هذه الكسرة؟
هل تستحق الأم ذلك؟
بعد سنوات عمرها التي أضاعتها في تربيتهم ورعايتهم حتى أصبح لهم شأن بالمجتمع
يتهمون أمهم بالنصب على أبيهم وأخذ أمواله يتهمونها بالخرف رفعوا عليها القضايا، وكأنهم يثأرون منها جزاء تربيتها لهم... من أجل ماذا؟
من أجل الأب الي تذكر فجأة العودة إلى أرض الوطن والذي يغدق عليهم بالأموال الآن فقط لإخضاع أمهم ويريدها خادمة إما بأخذها معه بالدولة التي حصل على جنسيتها جليسة في شكل زوجة أو بقائها والتنازل عن كل ما تملك وانقلاب أبنائها عليها...
لا أتعاطف مع طرف ضد الآخر، وإن كانت الأم أخطأت في شيء فكان هدفها عدم تفكيك أسرتها، والحفاظ على أولادها، وأحفادها، وعلى قولها:-
" كنت عايزة أشوف زرعتي بتكبر قُدام عينيا"
وما زالت تدعو لأولادها رغم كل شيء بالهداية رغم عقوقهم وأذيتهم لها، ومهما فعلت الأم،،،،
هل يُفعَل ذلك بالأمهات؟
أمك التي أرضعتك، وسهرت من أجلك، ومرضت، وفقدت صحتها، وكل ما تملك من أجلك؟
الأم تبكي، والأبناء يريدون مصلحتهم، وأموال أبيهم التي ينحنون ويريدون قتل أمهم معنويًا من أجلها، بل وصل الأمر من أجل ذلك للمحاكم... القضية تملأ ساحات ومواقع وقنوات ... لن أذكر أسماء فلست من هواة التشهير أو "الترند" الذي طلع علينا هذه الأيام... سطوري هذه لأقول ارحمونا.... لكل إعلامي يعرض تفاصيل تُدمينا بكاءًا
ارحمونا لكل أب أناني لا يهمه إلا مصلحته ويتخذ أولاده ذريعة للانتقام من أمهم...
ارحمونا لكل واحد يريد الزواج على زوجته الأولى ويريدها أن تخضع له وتكون خادمة له وتربي العيال وهي ساكتة أو يؤذيها ويشهر بها
ارحمونا لكل بنت تبيع أمها من أجل نقود أبيها الذي رماها سابقًا ورمى أمها ورحل... ستُحاسبين أمام الله وداين تُدان سيفعل بك أولادك مثلما فعلتِ مع أمك
مهما فعلت الأم لا تُعاقب
ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنًا على وهن
إلى هذه الدرجة وصلنا من قسوة القلوب
والسؤال الأخير ... مَنْ المُذنب؟؟؟
الإجابة هي ... الطمع، الجشع، المال.