كتاب وآراء

سراج النعيم يكتب : مليشيات الدعم السريع تهدد محرر المصرية للأخبار بالقتل

كتب في : السبت 20 مايو 2023 - 5:10 مساءً بقلم : سراج النعيم

 

يبدو أن مليشيات الدعم السريع أدخلت البلاد والعباد في أزمة لا يمكن الخروج منها إلا بالقضاء عليها تماماً، خاصةً وأنها فقدت السيطرة على المليشيات بعد إنقطاع الإتصال بينها، وما تبقي من قياداتها، لذا أصبحت لا تحتمل قصف الطيران الحربي، والنقد الذي نوجهه إلى جرائمها التى ترتكبها في حق إنسان السودان، لذلك لم استغرب نهائياً تهديدها لشخصي الضعيف بالتصفية الجسدية والقتل، وبما أنها لا تتورع من الانتهاكات اضطررت للخروج من الخرطوم حتى أتمكن من إيصال رسالتي الإعلامية والإنسانية عبر صحيفة (المصرية للأخبار)، وكشف المخطط الذي ينفذه (حميدتي)، وحاضنته السياسية، وبعض (العملاء)، واستخبارات دول أجنبية تدعم التمرد ضد الجيش السوداني الذي فرضت عليه الحرب.
مما ذهبت إليه، فإن الأغلبية العظمي انشغلت بالقرارات التى أصدرها الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة السودانية، والتى تقضي بإقالة (حميدتي) من منصبه السيادي (نائباً له)، وعين مالك عقار، عضو المجلس (خلفاً له)، كما أصدر قرارات في إطار المؤسسة العسكرية تقضي بتعيين الفريق أول ركن شمس الدين كباشي إبراهيم شنتو نائباً له كقائد عام للجيش السوداني، والفريق ركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا، مساعداً له كقائد عام للقوات المسلحة السودانية وإبراهيم جابر إبراهيم مستشاراً له كقائد عام للجيش السوداني، وبهذه القرارات قطع الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الطريق أمام (حميدتي) من أن يتقلد منصباً سياسياً رفيعاً، أو أن يفكر مجرد التفكير في أن يكون (الرجل الثاني) في قيادة القوات المسلحة السودانية، ورغماً عن تأخرها إلا أن تأتي خيراً من أن لا تأتي. 
جاءت قرارات البرهان الحاسمة سياسياً وعسكرياً بعد أن ألتقي مستشاراً لقائد مليشيات الدعم السريع بالفريق سلفا كير، رئيس دولة جنوب السودان على أساس أنه ممثلأ له كنائب للفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، ولا سيما فإن القرارات جعلت (دقلو) بدون أي صفة سياسية أو عسكرية، وبالتالي ليس في مقدوره تكليف أي مستشار من مستشاريه لينوب عنه في الالتقاء برؤساء دول الجوار الأفريقي أو أي دولة خارج هذا النطاق لعقد الإتفاقيات أو التحالفات الرامية لتحقيق ما يصبو إليه. 
إن الحرب التى قادها (حميدتي) ضد الجيش السوداني، حرباً لم يضع في ظلها حسابات (الخسارة) نهائياً، لذلك عمد إلى إشعال شراراتها دون التفكير في مآلات ما تسفر عنه على أرض الواقع، فالحرب لم تعد بالعدد، بل باتت تعتمد إعتماداً كلياً على تطور (العولمة) ووسائطها المختلفة، عموماً المخطط التآمري رمي للتدمير الشامل للسودان، مما جعل كل سكان السودان ينغمسون في التفاصيل العسكرية والسياسية الدقيقة، والتى افرزتها تداعيات الحرب، وخلال ذلك انحاز السودانيين للجيش السوداني ضد الدعم السريع الذي خطط للقضاء على سيادة البلاد، وإزال الشعب السوداني بانتهاك حقوق الإنسان، وارتكاب جرائم تفتقر للقيم والأخلاق. 
ظن (حميدتي) بأن في إمكانه إخضاع السودان إلى حكمه بالمليشيات، وهو ما صوره له بعض الساسة، واستخبارات الدول الأجنبية، لذلك عندما يسبر كل منا اغور التمرد سيجد أنه تمرداً يهدف إلى تفكيك المجتمع السوداني، واضمحلال الدولة، وما حميدتي ومرتزقة غرب أفريقيا، وبعض الأجهزة الإعلامية، والساسة العملاء إلا أداة من الأدوات المستخدمة في التنفيذ القائم على الإستفادة من ثروات البلاد التى وظفها (دقلو) لصالح نفسه والمليشيات، فهل تصدق أنه يصرف لها مرتبات من وزارة المالية وفقاً للميزانية المعتمدة في العام 2023م، وتقدر في الفصل الأول (300) مليار جنيه، إما ميزانية التسيير، فهي (125) مليار جنيه، وهي قابلة للزيادة حسب التجنيد للمليشيات، وذلك منذ الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، بالإضافة إلى شراء العربات المقاتلة، الأسلحة، الوقود، النثريات والوجبات إما المؤسسات والشركات، فإنها تعمل على تهريب ثروات البلاد للخارج، بالإضافة إلى النسبة التى يحوز عليها مقابل إرسال (مقاتلين) للمشاركة في حرب اليمن (عاصفة الحزم)، وهي بلا شك أموال طائلة جداً، وهي كفيلة بأن تعمر الدولة السودانية.
يعلم كل من تآمر على القوات المسلحة السودانية بأن (حميدتي) ليس بالقيادي الذي يصلح رئيساً للبلاد، إلا أن الاطماع في السلطة والثروة دفعت (العملاء) للإستفادة منه في مواجهة الجيش السوداني الذي لا يقاتل مليشيات الدعم السريع لوحدها، إنما يقاتل معها أطراف سياسية، استخبارات دول أجنبية، مرتزقة من غرب أفريقيا، السؤال لماذا لم تد…

بداية الصفحة