ثقافه وفنون

«الاختيار3» يكشف زيف تيارات الإسلام السياسي.. ويسقط الأقنعة عن حالة الالتئام المزيفة| تفاصيل

كتب في : الثلاثاء 12 إبريل 2022 - 12:46 صباحاً بقلم : آية مجاهد

 

كشف الفيديو المسرب في نهاية الحلقة العاشرة من مسلسل الاختيار الجزء الثالث والذي ظهر فيه خيرت الشاطر الرجل الحديدي بجماعة الإخوان النائب الأول للمرشد العام وهو يتحدث عن خريطة تيار الإسلام السياسي على عهد حكم الرئيس الإخواني الأسبق محمد مرسي أن ذلك التيار لم يكن مجتمعا على كلمة واحدة وكان لكل فصيل منهم مآربه الخاصة.

مشهد الانقسام بين فصائل الإسلام السياسي تجسدت بشكل واضح خلال تلك الفترة في عدة أمور أولها رفض الإخوان أنفسهم جمع قوة التيار لدعم مرشح واحد في الانتخابات الرئاسية.

فمع إعلان فتح باب الانتخابات الرئاسية أعلن 4 من رؤوس تيار الإسلام السياسي عزمهم خوض انتخابات الرئاسة وهم عبد المنعم أبو الفتوح والذي أطاح به الشاطر من الجماعة وثانيهم حازم صلاح أبو إسماعيل المنشق هو الآخر عن الإخوان بعد تبنيه منهج عنف ظاهر لم يكن يتواكب مع مساعي الجماعة الأم الرامية للهيمنة على مفاصل الدولة عبر سياسة التمكين في المرحلة الأولى.

ثالث مرشحي الإسلام السياسي للانتخابات الرئاسية كان محمد سليم العوا والذي كان يلعب على أحبال  فصائل الإسلام السياسي على  اختلافها ورابعهم خيرت الشاطر نفسه والذي دفعت به الجماعة نتيجة لرفض قواعد تنظيم الإخوان الاستجابة لرغبته في دعم العوا وتفضيل دعم أبو الفتوح بديلا عنه.

هذا فيما قام تنظيم الإخوان بالدفع بمحمد مرسي والذي كان حينها عضوا بمكتب إرشاد الجماعة ورئيسا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان بديلا عن خيرت الشاطر حال تم استبعاده بسبب سجله الجنائي.

وبعد فوز مرسي في الانتخابات حاولت جماعة الإخوان جمع شتات فصائل الإسلام السياسي ولاسيما بعد فشل مرسي في أول اختبار وعهد قطعه على نفسه تمثل في برنامجه للمئة يوم الأول.

مساعي الإخوان للملمة فصائل الإسلام السياسي أسقطت الأقنعة من على وجوه الجماعة قناعا بعد آخر بسرعة رهيبة حيث اضطرت الجماعة لتقديم العديد من التنازلات للفرقاء الإسلام السياسي بغية إرضائهم.

كان أول الأقنعة الساقطة إرضاء حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية على حساب القوات المسلحة وذلك عبر مشاركة قيادات جماعة الإسلام السياسي في احتفالات نصر السادس من أكتوبر رغم أن أياديهم ملوثة بدماء الرئيس الراحل محمد أنور السادات صاحب قرار العبور.

ثاني قناع سقط تمثل في إرضاء حزب النور الممثل الرئيس للتيار السلفي في الجمعية التأسيسية لوضع الدستور على حساب الثوابت الوطنية والتي دفعت القوى المدننية  للانسحاب من الجمعية التأسيسية لوضع الدستور والتي انتهت بمشهد هزلي برفض عدد من أعضاء الجمعية التأسيسية المحسوبين على حزب النور الوقوف أثناء عزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.

المصيبة العظمى والتي كشفت لأجهزة الدولة أن جماعة الإخوان ورئيسها ليس فيهم أمل تجسد في لوائح العفو الرئاسي والتي كانت تتضمن العشرات من عناصر السلفية التكفيرية المحبوسين بأحكام قضائية في قضايا إرهاب.

محاولة الإخوان إرضاء السلفية الجهادية كان لها هدفين الأول إقناع المجموعات التكفيرية بعدم القيام بأية عمليات إرهابية لعدم إحراج رئيس الجمهورية المنتمي للإسلاميين وثانيهم هيمنة الشاطر على تلك المجموعات ليكونوا نواة لذراع الإرهابي للقيام بعمليات إرهابية ضد مؤسسات الدولة عند الضرورة.

انقلاب الإخوان على التيار المدني والحنث بالتعهدات التي قطعها مرسي قبل جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة ضد الفريق أحمد شفيق والتي أكد فيها على التزامه بالثوابت الوطنية وبمحددات الدستور تجلت في إفساح المجال لمجموعات حازمون المنتمية لحازم صلاح أبو إسماعيل والذي قدرها خيرت الشاطر بمئات الآلاف لمهاجمة مؤسسات الدولة على اختلافها ورموز العمل المدني والخوض في الأعراض والزمم المالية  للمعارضين لقرارات الرئيس الأسبق محمد مرسي.

فصائل الإسلام السياسي التي وجدت الإخوان في حالة رغبة لاسترضائهم استغلت الموقف وراح كل فصيل منهم يهيئ نفسه للانقلاب على مرسي عندما تسنح الفرصة والتحالف مع الإخوان بشكل مؤقت حتى يتمكن التيار ككل من الهيمنة على مفاصل الدولة والتمكين من مقاليد الحكم.

حالة الانقسام غير الظاهرة عبر عنها مسلسل الاختيار على لسان حازم صلاح أبو إسماعيل والذي كان يرى الإخوان مرحلة انتقالية ويعد نفسه للجلوس على مقعد الرئاسة عندما تأتي اللحظة المناسبة.

انقسام فصائل الإسلام السياسي تشير بوضوح أن مصر لولا ثورة "30 يونيو"، وتدخل المؤسسة العسكرية لدعمها لشهدت حربا أهلية فإذا لم تكن تلك الحرب بين الإخوان ومناصريهم من الإسلاميين من جهة والقوى المدنية من جهة أخرى فإنها كانت ستقع بين الإسلاميين أنفسهم حيال استتب لهم الأمر ولاسيما بعد حصولهم على أسلحة عديدة وتدريب كل فصيل عناصره على استخدام تلك الأسلحة.

بداية الصفحة