أخبار عاجلة

الدوحة والرياض.. مخاوف من طعنة غدر في ظهر القاهرة وأبو ظبي

كتب في : الأحد 10 سبتمبر 2017 - 12:00 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

«عهر سياسي».. الوصف الدقيق لممارسات قطر الرسمية خلال الساعات الماضية، تربصت في قلب الشرق الأوسط منتظرة تصريحات أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد عن الأزمة في آخر بقعة في العالم، لتسارع قبل مغادرة الأمير لمنصة المؤتمر الصحفى رفقة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب،  في نفى ما جاء على لسانه حول استعدادها لمناقشة قائمة المطالب الـ13.

الوسيط الكويتى فشل تاريخه الدبلوماسي العريق في ترويض سلوك دويلة مارقة –قطر- تتحكم في دفة حكمها أجهزة استخبارات غربية وإقليمية، وتستخدم أميرها تميم بن حمد، كدمية للضغط تلهو على زر طباعة التعليمات الواردة من الخارج، أمطرتنا الدوحة ببيانات عنترية للتأكيد على ثبات موقفها تجاه ما اعتادت تسميتهم بـ«دول الحصار».

اتصال منتصف الليل

وبعدما فقد الجميع الأمل في الوصول إلى نقطة اتفاق تجمع الفرقاء على طاولة حوار عربية، فضل الأمير الذي يحكم ولا يدير -تميم- دق إسفين بين العواصم العربية المجتمعة ضده ورفع سماعة هاتفه للاتصال بولى العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بهدف إيجاد نفق عبور خفي إلى الرياض بعيدا عن أعين باقى عواصم المقاطعة "القاهرة وأبوظبى والمنامة".

الاتصال الذي حمل الكثير من علامات الاستفهام وما كشف عنه أقل بكثير من محتواه، أعاد الأزمة إلى نقطة الصفر بسبب حرص تميم وأذرعه الإعلامية –الوكالة الرسمية والجزيرة- على الاستباق بنشر خارطة طريق للصلح بين قطر والسعودية وتهميش باقى الدول من خلال مبعوثين لحلحلة الأزمة بنظرية «أكل الثور الأبيض».

عن قصد أو غير قصد أدركت الرياض الخديعة وسارعت بتعليق الحوار قبل بدايته.. وهنا يجب القول إن قرار المملكة العاجل كان بمثابة طوق النجاة من الوقوع في فخ الانصياع لمراوغة تميم الذي أراد مد حبل الود مع الأمير محمد بن سلمان وإبلاغه رسالة مشفرة بنية بلاده إغلاق ملف دعم الأميرين أحمد بن عبدالعزيز ومحمد بن نايف، والذي مثل لب الخلافات المتفجرة مع قطر ودفع السعودية للاصطفاف مع الدول الثلاث الأخرى -مصر والإمارات والبحرين- لتنفيذ خطة الانتقام الإقليمي من الفوضى التي رعاها على مدار عقود تنظيم الحمدين.

إبعاد مصر

النظام القطري يعى جيدا أن إخراج مصر من معادلة الصراع معه بداية دفن للأزمة في مقابر الصدقة ولن يستطيع أحد بعد ذلك الوصول إلى رفات جثمانها، فالقاهرة الرسمية تمتلك الكثير من الملفات والمعلومات القادرة على إنهاء تميم وتسليمه إلى الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب مجازر جماعية.

أيضا فاتورة الحساب بين البلدين طويلة وتشمل أرقاما كثيرة يعجز العقل البشري عن تجميعها في رقم واحد، وأقل ما هو ظاهر بها العبث في أعمدة الدولة الأساسية بهدف هدمها واقتلاع جذورها الضاربة في عمق التاريخ.

لهذا يعي تميم جيدا أن إذابة الدماء المتجلطة في الحبل السري بين الدوحة والرياض، وإزاحة القاهرة من الطريق ضرورة قصوى لحرق جميع ملفات دعم الإرهاب التي لا زال السواد الأعظم منها حبيس الأدراج ولم تكشف مصر حتى الآن عن حجمه الحقيقي.

طعن الإمارات

أيضا توجيه طعنة في الظهر لدولة الإمارات يحل في المرتبة الثانية لأهداف اتصال منتصف الليل الغامض بين تميم وبن سلمان، لكون أبوظبى التي طفح كيلها من خداع الشقيقة الصغرى وتجرعت كأس المرارة من دعمها للإخوان هناك بهدف قلب نظام الحكم مثلما فعلت مع جمعية الوفاق المقربة من إيران في البحرين.

 

الإمارات التي كشرت هي الأخرى على أنيابها وجمعت أدق التفاصيل مع دعم تميم وأبيه للإرهاب بعدما دفعت دماء جنودها ثمنا لخيانة وغدر الدوحة في اليمن، علاوة على مخطط تدميرها اقتصاديا وهو الهدف الأعظم الذي تنفق عليه الدوحة مليارات الدولارات في المنطقة والعالم لإزاحتها عن المشهد والانتقام من ولى عهد أبو ظبى محمد بن زايد آل نهيان، الذي دفع من سمعته الكثير على يد لجان عزمى بشارة الإلكترونية على مواقع السوشيال ميديا.

فخ للمملكة

من هنا وجب إطلاق صرخة تحذير للأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية، بضرورة الانتباه للفخ القطري الهادف لجلبه بعيدا عن صف جيشه العربى المتمثل في دول المقاطعة الأربع مجتمعة، وتذكيره بوعد تميم لعمه الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز في اتفاق الرياض ونكثه بعد سنوات، فعبارة «تميم كذاب مثل أبيه» التي تعج بها مواقع التواصل الاجتماعى في المملكة الآن لم تأت من الفراغ.. وسوف يظل نظام الدوحة يضع بين أعينه حلم إسقاط المملكة والعائلة الحاكمة بهدف إفساح الطريق لها لزعامة الخليج.

بداية الصفحة