كتاب وآراء

جماعة ترتدى قناع لكل مرحلة

كتب في : الأحد 04 ديسمبر 2016 بقلم : مشيرة بهجت الخطيب

من يتابع مواقف جماعة الإخوان التاريخية السياسية وغير السياسية يتعجب من قدرتهم الفائقة على التحول والتلون في كل مرحلة باللون الذي يخدم مطامع مصالحهم السياسية ومصالحهم السلطوية، فهؤلاء القوم لا يبالون بأي قيمة دينية أو أخلاقية في حشد الأتباع وتجميعهم وتكثيرهم وفي المقابل يبيحون لأنفسهم تشويه كل مخالف لهم ورميه بعظائم الأمور لإقصائه وإبعاده عن طريقهم ليخلو لهم وحدهم عزفوا على وتر الحاكمية عقودا من الزمن ثم كفروا بها بمجرد ملامستهم لكرسي السلطة فاتخذوا الدساتير الوضعية وكفروا بالحاكمية ..عزفوا على وتر محاربة العلمانية فلم تمض الأيام حتى رأيناهم يرفعون شعارات العلمانية ويلصقونها بالإسلام ويقدمون الحرية على الشريعة ..عزفوا على وتر مصائب المسلمين ومذابحهم فلما حكموا كانت مواقفهم أقبح المواقف وما زال أتباعهم يعظمون بعض أشد المتخاذلين من الحكام في نصرة قضايا الإسلام وهو خليفتهم القابع فى تركيا ويلتمسون له كل عذر سائغ وغير سائغ ليعموا على تخاذله لمجرد أنه منهم ويناصرهم ..عزفوا على وتر الولاء والبراء فلما شموا رائحة السلطة ذبحوا الولاء والبراء على عتباتها وكفروا بهما وعظموا أعداء الدين والملة ..عزفوا على وتر الخلافة الإسلامية وكفروا بالحدود الاستعمارية ودعوا إلى لم شمل المسلمين فلما حصلت ترسيم الحدود الاخير بين السعودية ومصر وتم الاتفاق على إعادة جزيرتي تيران وصنافير إلى السعودية تنادى إخوان مصر من كل مكان في الداخل والخارج للتشنيع على الاتفاق والبكاء على التراب والحدود المصرية وكأن الجزيرتين ذهبتا إلى اليهود وتداعوا لتنظيم مظاهرات سموها (جمعة_الأرض !! ..وعزفوا على أوتار أخرى عدة ليطربوا غوغاءهم ويدغدغوا عواطف جهلة المسلمين وغافليهم ثم ضربوا بها عرض الحائط عندما تضاربت مع أطماعهم الحزبية والسلطوية .. والأعجب من ذلك كله هم هؤلاء الأتباع الذين يصدقونهم ويمشون خلفهم ويصدقونهم رغم كل هذه التناقضات الفجّة السافرة ويزعمون أن الإخوان جماعة إسلامية و تريد تحكيم الشريعة المحمدية مع أن كل الشواهد تشير إلى أنها جماعة باطنية متواطئة مع الغرب ومع الرافضة لزرع الفتن والثورات ونشر الفوضى لإضعاف الدول العربية الإسلامية ..نسأل الله أن يهدي هؤلاء الضالين المتاسلمين وأن يوحد صفوفنا ويجمع كلمتنا على الحق وأن يحفظ بلادنا وسائر البلاد العربية والاسلامية من شرورهم وتلونهم وعمالتهم وخيانتهم انه سميع مجيب..

بداية الصفحة