كتاب وآراء

حكومة الوطن تنتصر على المليشيا .

كتب في : السبت 06 سبتمبر 2025 - 7:20 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة مشاكل وازمات على مستوى الوطن نتيجة التركة الثقيلة التي مضى عليها ما يقارب الخمسون عاماً والذي لازال لبنان يُعاني تبعاتها ، اي عمرها من عمر الحرب الاهلية البغيضة ، والبعض لا يرغب بالخروج منها بل متمسك بادواتها واساليبها والتي اصبحت بالية ، لاشك ان القوى والاحزاب اللبنانية إبان الحرب وسنينها استثمرت في علاقاتها الخارجية بدءاً من منظمة التحرير الفلسطينية الى سوريا والعراق وحتى إسرائيل وغيرها من دول المنطقة القريب منها والبعيد ، لكن مع انتهاء الحرب الجميع عاد الى حضن الوطن وتم تسليم السلاح وانخرطوا جميعاً في الدولة ، قد يكون في ذلك ، بعض المخاطر والتي اوصلت للفساد والنهب المنظم حيث اتينا بالمليشيات الى حضن الدولة ،فمنهم من سلك ومنهم اصبح مضرب مثل في عمليات النهب المنظم ومنهم ايضاً ساهمت قوى خارجية في ان تجعل منه سيف مسلط على بقية اللبنانيين " حزب الله " مثلاً واستُبدلت سوريا بإيران وغيرها من الدول ، وانتظمت علاقة الدعم حتى تغول الحزب على الدولة واصبح دويلة ضمن الدولة ، وبعد جولات عنف وقتل ودمار وجِجج تم تمتين العلاقة بين حزب الله وحركة امل بعد معارك الاخوة واصبح هذا الثنائي اخيراً يلعب لعبة الاستقواء بعد ان اصاب طرفاً منه الدمار والضعف والتحلل في حرب الاسناد الاخيرة ، حيث اضمحل لدرجة الوهن والضعف على جميع المستويات ، فدخل مرغماً في العهد الجديد بعد محاولات مقاومة ومشاكسة رغم انه اوصل البلاد الى دمار اجزاء كُبرى من الوطن والذي طال ابناء الطائفة الشيعية الجزء الاكبر من الدمار والقتل والخسائر . رغم كل ذلك لازال يُكابر ويعاند وكأنه منتصر ويُريد فرض شروطه رغم انه مهزوم وهو من فاوض ووقع على صك الاستسلام ، إلا انه وكونه ربيبة طهران لا زال يعلق امالاً كثيرة عليها ويُمني النفس باستعادة مجدٍ غابر قد مضى محاولاً استعادته رغم الحصار وتقطع السُبُل به ، وقد تمظهر ذلك في معارضته حصر السلاح وبدأ يسعى لاستعادة ما قد مضى ويساعده في ذلك رفيقه في الثنائية حركة امل ورئيسها نبيه بري الذي يرئس السلطة التشريعية في لبنان . من هنا كانت بالامس جلسة الحكومة اللبنانية مفصلية في رفضها الواقع الذي يسعى الى فرضه حزب الله وحليفته امل إلا ان الحكومة حزمت امرها واستمرت في معاندتها لفرض واقع عليها وانتصرت في تحييد الازمات التي يريد فرضها الثنائي ، وهذا ما اعطاها القوة والتي تستمدها من اكثرية الشعب اللبناني ومن المحيط العربي والدولي الذي يسعى لتحييد لبنان عن مسار الخسائر والحروب . اما الغريب انه وعلى الرغم من الخسائر والهزائم لا زال بقية باقية من ابناء الطائفة الشيعية يؤيدون حزب الله والثنائي ويريدون ان يكونوا وقوداً لحروب قادمة قد لا تُبقي شيئاً وهذا نتيجة دمج بين السياسة والدين من خلال عقيدة مذهبية وسردية مقيتة قامت عليها سياسة الثنائي على مدار اربعين عاماً تقريبا . هذا وإن اعطي الثنائي قوة في المدى المنظور ،إنما في الواقع اصبح من الماضي وهو على طريق الزوال ، لان المستقبل لاجيال تحلم وتعمل للمستقبل وليس للبقاء في آتون الماضي وازماته وحروبه ، لذا ، سيكون النصر المؤزر حليف اجيال المستقبل والنصر آتٍ ولو بعد حين واما الثنائي بدأ نجمه. يسير الى الافول وإن طال بعض الوقت ، فهو مهزوم ويعيش حالياً صحوة الموت ليس إلا . مبروك الانتصار الجديد للحكومة اللبنانية والعهد ومبروك للبنان وجيشه درع الوطن وحاميه .

بداية الصفحة