كتاب وآراء

قصة مدينتين والإمارات السبعة

كتب في : الجمعة 02 ديسمبر 2016 بقلم : مصطفى كمال الأمير

اولاد زايد الخير

بناء علي دعوة رسمية من رئيس الامارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان يشارك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في احتفالات الذكري ٤٥ علي الاستقلال عن بريطانيا وقيام اتحاد الامارات العربية المتحدة

ويشارك ايضا الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الذي سوف يلتقي مع الرئيس السيسي في اجتماع هام للغاية لتقريب وجهات النظر بين البلدين الاكبر عربياً

بين أقوي جيش عربي وهو الجيش المصري وبين أقوي اقتصاد عربي في السعودية

الحديث عن الدولة المضيفة صاحبة الحفل الامارات  هي

ملحمة نجاح ونقطة ضوء كبيرة أنارت ظلام بحر الفشل العربي تلك هي دولة الإمارات العربية المتحدة ومؤسسها في العصر الحديث الراحل الشيخ زايد آل نهيان بأبو ظبي والشيخ راشد آل مكتوم في دبي مع العائلات الحاكمة في عجمان آل النعيمي وفي أم القيوين آل المُعلا وفي الفجيرة آل الشرقي ثم القواسم حكام رأس الخيمة والشارقة ونظام الحكم بالإمارات ملكي دستوري لكل إمارة مع إحتفاظ أبوظبي برئاسة الدولة وإمارة دبي برئاسة الحكومة والدفاع وللإمارات حدود مشتركة مع السعودية وقطر وسلطنة عُمان التي تتداخل حدودهما معا لا سيما في العين

 

تجربة الوحدة والإتحاد الفريدة والمميزة للإمارات بدأت برؤية ثاقبة من حُكامها بعد الإستقلال عن بريطانيا نهاية عام 1971 وتم أيضا دعوة شيوخ إمارة البحرين وإمارة قطر للإلتحاق بقطار الوحدة الذي تحرك بدونهم قبل أربعة عقود لتصبح الوحدة نقطة تحول كبري في تاريخ منطقة الخليج والعالم العربي وتتحول بفضل إكتشاف النفط بكميات تجارية هائلة من مجرد مدن بدائية للصيد البحري والقراصنة وصحراء للرعي الي مركز حيوي هائل للمال والتجارة والأعمال والبناء في نسخة عربية من جزيرة هونج كونج الصينية في أيامها الذهبية قبل إستقلالها عن بريطانيا ..

برغم وجود تباين هائل في مساحات الأراضي للدولة التي تمتلك إمارة أبوظبي نصيب الأسد منها مع مئات الجُزُر بالخليج العربي ووجود إختلافات دينية مذهبية بين الأمارات مثلا إمارة  أبوظبي تتبع المذهب المالكي والشارقة تتبع المذهب الحنبلي والبقية تتبع المذهب الشافعي وأيضا أقليات شيعية ومن البهرة وكنائس للأجانب وتوجد حرية للعبادة والعقيدة وللحفاظ علي شباب وأخلاق المجتمع فقد تم حجب مواقع النت الإباحية في خطوة نحتاجها فورا في مصر !!

رغم وجود مناخ واسع للحرية وعديد فرص العمل أيضا

 

هناك الدواوين الحكومية المستقلة التي تشرع قوانين خاصة بكل إمارة بجانب الحكومة الإتحادية المكلفة بسياسات الدفاع والخارجية علي غرار نموذج الإتحاد الأوروبي حاليا

وكانت إمارات الساحل تاريخيا جزءَ أصيلا من دولة اليعاربة (سلطنة عُمان حاليا ) مع أجزاء شاسعة من ساحل شرق إفريقيا وجنوب إيران التي قامت في عام ١٩٧١ أيام الشاه رضا بهلوي بإحتلال جزر الإمارات الثلاث في مدخل مضيق هُرمُز الإستراتيجي الممَر الحيوي للناقلات العملاقة من نفط الخليج والعراق وإيران الي كل أنحاء جهات العالم الأربع

ولتنفيذ البنية التحتية ومشاريع الطاقة وتحلية مياة البحر لمياه الشُرب وتنمية المجتمع كانت هناك حاجة الي العمالة الوافدة لاسيما عربيا من مصر والشام في التعليم والخدمات ودوواين الدولة وأيضا عمالة آسيوية كبيرة لاسيما من الهند وباكستان والفلبين في مجالات التجارة والخدمات والإنشاءات مع وجود نظام الكفيل للإقامات المتبع في جميع دول الخليج ويشكل الأجانب في الإمارات الأغلبية الساحقة ونسبة المواطنين لاتزيد عن خُمس عدد السكان الذين يستعملون الإنجليزية لغة أساسية مع لهجات هجين مختلطة من اللغات الأوردية والفارسية والهندية مع العربية بالطبع والعملة الرسمية هي الدرهم والمصريين شركاء في نجاح الإمارات من البداية وحتي الآن وأسماؤهم يصعب حصرها

وتشتهر مدينة دبي بمشاريعها العملاقة منها مطار دبي الشهير وميناء جبل علي وبرج العرب ونخلة ديرة والجميرة وجزر العالم وجُلَها مشاريع لردم البحر قامت بها شركات بريطانية وهولندية وأمريكية مع شركات ناجحة كثيرة أخري مثل إعمار وخطوط مترو دبي

 ونتيجة لتعدد وإتساع مشاريعها فقد عانت إمارة دبي لسنوات من أزمة مالية طاحنة ثم قامت أبوظبي بإنقاذها بضخ الأموال من عائدات النفط الهائلة التي تمتلك أبوظبي أغلب إحتياطيات حقول النفط والغاز وشركة إتصالات الإماراتية صاحبة الشبكة الثالثة للهاتف بمصر وتتنافس الإمارات في سباق الأبراج وناطحات السحاب وأشهرها برج خليفة وجامع زايد الكبير بأبوظبي عاصمة الدولة والشارقة عاصمة الثقافة ودبي عاصمة للمال

قفزت الامارات الي مصاف الدول المتقدمة في مجال إدارة الاعمال وصناعة الاعلام والمجال الصحي والتعليمي بافتتاح جامعات كبري في أغلب الامارات

كما اهتمت بالثقافة وافتتح متحف اللوفر الفرنسي الشهير فرعاً له في ابو طبي

 

عبر أبناء زايد وحكام الامارات السبعة أزمة وفاة الشيخ زايد بن سلطان في عام ٢٠٠٤ والتي تخوف الكثيرين من تفكك دولة الاتحاد بعد وفاته

لكن وفاء وحكمة أبناء زايد حكام ابوظبي  وآل مكتوم حكام دبي  انقذت سفينة الاتحاد من الارتطام بصخرة الخلافات

وحافظت علي دولة الاتحاد الشابة القوية التي أصبحت مفخرة لكل العرب

 

خلاصة القول أنه بعدما نجحت الإمارات في بناء الحاضر بفضل رؤية الآباء فإنها تراهن وتعمل للمستقبل بسواعد وعزيمة الشباب في تواصل الأجيال وحصول دبي علي حق تنظيم عرض إكسبو العالمي عام 2020 أكبر دليل علي ذلك

 

 أن النجاح لا يأتي صُدفة أبدا أو بضربة حظ

بل بالتوازن

بين الأصالة والمعاصرة أي بين تنظيم سباقات الهِجن والخيل بالتوازي مع قيادة سيارات الفيراري واللامبورجيني والزوارق السريعة والطائرات النفاثة

 

 

 

 

 

 

بداية الصفحة