منوعات

فاروق الأمة 'عمر بن الخطاب ' رضى الله عنه

كتب في : الخميس 27 ديسمبر 2018 - 12:13 صباحاً بقلم : ماجده الروبى

الحلقه (٢)  صلو على النبي
فقال الراهب: أنت ستحكم أرضنا هذه ( هتفتح بيت المقدس .. فلسطين )

نبدأ حلقتنا بموقف جميل حصل أيام النبي عليه الصلاة والسلام لما أنتشرت إشاعة فى المدينة أن النبي ﷺ طلق نسائه .. عُمر بن الخطاب بيحكى وبيقول: كنت قاعد فى بيتى وفجأة لقيت واحد بيخبط جامد على الباب .. يا عُمر ؟ يا عُمر ؟
فسيدنا عُمر راح فاتح بسرعة وقال : ويحك ! مابك ؟ قال أدركنا يا عُمر ( ألحقنا يا عمر ) قال عمر : أجاءت الغساسنة
( دى قبائل عربيه متحالفه مع الرومان ) ؟ فقال الصحابى : بل أشد من ذلك .. لقد طلّق رسول الله نسائه .. طيب هو الخبر ده أشد من هجوم الغساسنة ؟ ايوه طبعا .. لأن الخبر ده معناه أن النبيﷺ زعلان وزعل النبيﷺ عند الصحابة أكبر من أن الغساسنة يهجموا على المدينة ..

المهم جرى عُمر على النبيﷺ فلاقاه قاعد لوحده فى الاوضه بتاعته فأستاذن ودخل عليه
فبيقول سيدنا عُمر: فدخلت فوجدت النبيﷺ يتكئ على جنبه وقد أثّر التراب على جنبه الشريف ( المساجد والبيوت زمان كانت الأرضية بتاعتهم تراب وعليها حصير فالنبيﷺ كان نايم على جنبه والتراب له أثر عليه ) فقال عُمر: بأبى أنت وأمى يا رسول الله أطلقت نسائك ؟ فرفع رأسهﷺ وقال: لا يا عُمر .. فقال عُمر: الحمد لله .. فسيدنا عُمر سأل النبيﷺ وقال له: ما بك يا رسول الله ؟ فقال النبىﷺ : يا عُمر أثقلنّ علىَّ فى النفقة وأنا لم أستطع .. فعُمر قعد يفكر إزاي يخرج النبيﷺ من حالة الحزن دى .. فقال سيدنا عُمر : فقلت فى نفسى والله لأضحكن رسول الله ..

هيهزر سيدنا عمر مع النبىﷺ تعالوا نشوف هيقول ايه بس الأول لازم نعرف أن المدينة ومكة بلدين مختلفتين .. المدينة بلد زراعى ومكة بلد تجارى .. وفى مكة الرجل بيشتغل تاجر وعادة التاجر حتى لحد النهاردة معروف أن التاجر تلاقى مراته قاعدة فى البيت مش بتشاركه غالباً .. وزمان كانت الست بتقعد فى البيت وتاخد المصروف ومالهاش رأى وكان ده الوضع فى مجتمع مكة ، أما بقى مجتمع المدينة مختلف لأنه مجتمع زراعى فالرجل بيزرع فى الأرض طول النهار ومراته معاه فبتشاركه فى الشغل والقرار والفلوس .. بتشاركه فى كل حاجة .. فالست رأيها برأيه وكلمتها بكلمته غير المجتمع المكى ..

فعُمر حب يضحك مع النبيﷺ فقال له : يا رسول الله أتذكر حينما كنا فى مكة ؟ كنت أقوم إلى امرأتى فتسألنى النفقة ( تطلب فلوس زيادة ) فأقوم اليها فأغلبها ( يعنى أشد عليها فتسكت ) فجئنا المدينة يا رسول الله فخالطت نساؤنا نساء المدينة فتعلمن منهن .. فصارت امرأتى تسألنى النفقة فأقوم إليها فأجدها تقوم هي إلي ( أجى اشد عليها ألاقيها هيه اللى بتشد عليا ) فضحك النبيﷺ.

على فكرة سيدنا عمر كان أصغر من النبي عليه الصلاة والسلام ب ١٣ سنه .. وأسلم سيدنا عمر وهو عنده ٣٣ سنة وتولى الخلافة وهو عنده ٥٢ سنة ومات وعنده ٦٣ سنة . وأندفن جنب سيدنا أبو بكر رضى الله عنه ..

سيدنا عمر وهو شاب حصل معاه موقف غريب قوى وماحكاش عنه غير بعد ما أسلم .. سيدنا عمر بيحكى ويقول أن وهو شاب راح فى تجارة لفلسطين .. وهو راجع كان منتشر فى الوقت ده جدا الخطف وقطاع الطرق فطلع عليه راجل وهدده وكتِّفه فى نص الليل وأخده على بيته وقال له أنت من النهاردة العبد بتاعى .. فالراجل خرج وبدأ سيدنا عمر يستوعب اللى حصل ( أنا عبد !! ايه اللى بيحصلى ده !! ) فالراجل رجع بيته وعامل حسابه أن عنده عبد فالراجل أول ما دخل .. فسيدنا عمر ضربه بس كانت ضربه شديدة فالراجل وقع مات .. سيدنا عمر ما يقصدش .. سيدنا عمر كان عايز يأدب الراجل ده فيدوب بيضربه ضاربه فالراجل وقع مات .. عارفين زى مين ؟ زى ما حصل للنبي موسى عليه السلام لما كان بيدافع عن واحد فضرب التانى فموته من غير ما يقصد .. قال تعالى: فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ( سورة القصص ) ..
فسيدنا عمر ما يقصدش أنه يقتل الراجل ، طيب بس دلوقتى فى مشكله .. ايه هيه ؟ هيطلع على سيدنا عمر أهل الراجل وينتقموا منه ..

فسيدنا عمر فضل يجرى فيلاقى دير مفتوح فيدخل الدير .. فيلاقى راهب والراهب لقى عمر شكله تعبان جدا والدنيا برد عليه .. فالراهب أخد سيدنا عمر ودخله وأكله وشربه .. وقال له: ما بك يا بني ؟ فسيدنا عمر بدأ يحكى له كل اللى حصل وقال له أنه من مكه .. وقال له اسمه ..

فالراهب عمال يبص لسيدنا عمر يمين وشمال ويلف حواليه فسيدنا عمر مستغرب .. فقام الراهب قايل: يا عمر والله لن تخرج من هنا حتى تكتب لى كتاب ( مش هتمشى من هنا غير لما تكتب لى جواب ) اكتب لى أماناً اعطيه لجيوشك عندما تفتح بيت المقدس ..

فسيدنا عمر بص له ومستغرب ( جيوش إيه وبيت المقدس ايه ؟! ) فقال الراهب : أنت ستحكم أرضنا هذه ( هتفتح بيت المقدس .. فلسطين .. وهتدخل جيوشك فأكتب لى جواب عشان أبقى فى الأمان ساعتها )

أصل يا جماعة عمر بن الخطاب موصوف فى الإنجيل وموصوف اللبس اللى هيدخل بيه المسجد الأقصى .. ومكتوب أنه هيستلم مفاتيح المسجد الأقصى .. وأن اسمه من تلات حروف ..

فعمر مش فاهم الراهب ده بيتكلم عن إيه بس حب يريح الراهب وكتب له كتاب الأمان والراهب أخده وشاله وساب سيدنا عمر يمشى .. وتلف الأيام ويبقى سيدنا عمر أمير المؤمنين وطلعت جيوش سيدنا عمر تفتح فلسطين بقيادة أبو عبيدة بن الجراح .. فيلاقوا الراهب ده منتظرهم وسط الرهبان ومعاه جواب الأمان .. وطبعا جيوش المسلمين مش بتقتل حد إلا اللى بيبدأ بقتالهم وبمحاربتهم .. وحيتم عمل معاهدة سلام بين المسلمين وبين أهل بيت المقدس ...
 

بداية الصفحة