كتاب وآراء

الجمعية العامة للامم المتحدة والاعتراف بدولة فلسطين .

كتب في : الاثنين 22 سبتمبر 2025 - 7:55 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

قد لا يكون المؤتمر الذي يُعقد على هامش انعقاد الجمعية العامة للامم المتحدة في اليومين المقبلين بقيادة المملكة العربية السعودية وفرنسا ، له التأثير الفعلي على الارض ، كونه يحشد ولاول مرة بتاريخ المنظمة الدولية هذا الحشد من الاعتراف الدولي بدولة فلسطين ، وخصوصاً من دول غربية وازنة تنكرت سابقاً للاعتراف بالحق للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة ذات سيادة على ارضه التاريخية لاسيما جزء من ارضه ، اي على الاراضي التي إحتُلت عام ١٩٦٧ ، ولكن اليوم وفي هذه الظروف الصعبة لا بل المأسوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني وقضيته التاريخية تُشكل هذه الاعترافات وإن اتت مُتأخرة قبس من نور في حالك الظلام الذي يُظلل القضية الفلسطينية في ظل مجازر وحروب إبادة غير مسبوقة في الزمان والصمت الدولي المريع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني لاسيما في قطاع غزة ، بعد عملية السابع من اوكتوبر ٢٠٢٣ ، والتي اتخذتها حكومة نتنياهو اليمينية ذريعة للإنقضاض على القضية وعلى الشعب الفلسطيني والهدف إنهاء القضية وتقويض حل الدولتين . لهذا ، ولإن الاعتراف بدولة فلسطين يُعطي بعضاً من حق فلسطيني لشعبٍ مضطهد على مر عقود من الزمن يُعاني على مدى ست وسبعين عاماً من الاحتلال والاضطهاد والتنكيل بالاضافة الى انه اخر مظاهر حكم التمييز العنصري على مساحة العالم ، إلا انه يُشكل الضوء الذي بداء يظهر في اخر النفق ، على الرغم من الاعتراض الامريكي والاسرائيلي ، والذي قد يُشكل المعوق الرئيسي في جعله يدخل حيز التنفيذ الفعلي ، إلا ان إعتراف ما يزيد عن مئة وخمسين دولة بحق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة تعيش جنباً الى جنب مع دولة إسرائيل المغتصِبة لفلسطين التاريخية ، قد يُشكل نافذة تاريخية على البدء بالاعتراف التاريخي للشعب الفلسطيني بقيام دولته وإن كان متاخراً ، في الوقت الذي يعمل فيه نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة على تقويض القضية الفلسطينية وانهائها على ارض الواقع نتيجة المذبحة المستمرة في قطاع غزة ، كما ما يجري في اراضي الضفة الغربية والتي تخضع لاتفاقية اوسلو والذي يعمل نتنياهو على إلغاء مفاعيلها على الارض وتقويض السلطة الفلسطينية نتيجة اعمال الضم لمناطق واسعة من الضفة وقرارات بناء المستوطنات الذي يجعل من مناطق الضفة الغربية جزر غير متصلة وبالتالي يسعى لتقويض حلم الشعب الفلسطيني بقيام دولته. كل هذا يحدث بتشجيع ودعم من الادارة الامريكية الحالية في ظل رئاسة الرئيس دونالد ترامب . وهذا ، ما يقف عائقاً حقيقيا امام تحقيق حلم الفلسطينيين بقيام دولتهم على الرغم من الخطوات الجريئة التي تقوم بها دول عديدة تتمرد على الادارة الامريكية والدعاية الصهيونية وتعترف بدولة فلسطين ، " اي حل الدولتين " والذي لم تألوا جهداً الدبلوماسية السعودية وبمؤازرة فرنسية على تأمين الحشد الدولي الغير مسبوق في الاعتراف بدولة فلسطين ، ونخص بالذكر الاعتراف البريطاني بدولة فلسطيني رغم انه يعتبره البعض نفاقاً كون بريطانيا العظمى هي اساس وعد بلفور وقيام إسرائيل على إغتصاب فلسطين وخلق المشكلة الفلسطينية وسبب مآساة الشعب الفلسطيني . لهذا ، وبالرغم من سوداوية المشهد السياسي والعسكري الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وقضيته التاريخية ، إلا أن ما يحدث في هذه الايام هو مُقدمة للبدء بحل دولي قد يوفر الاسس لقيام دولة فلسطينية على جزء من اراضي فلسطين التاريخية ،قد يكون بداية لتحقيق طموحات الشعب الفلسطيني في دولته والذي ينتظر الكثير من الخطوات العملية والمهمة للوصول الى هذا المسعى التاريخي المحق . إذن ، قد تكون طريق الدبلوماسية التي تستخدمها المملكة العربية السعودية بالاضافة الى الموقفين الحاسمين والحازمين لكل من جمهورية مصر العربية والمملكة الاردنية العاشمية في رفض تهجير اهالي القطاع والضفة ، افعل بكثير من كل الهوبرات التي قامت وتقوم بها بعض الدول التي تتخذ من فلسطين وقضيتها شماعة لمصادرة القضية الفلسطينية واخذها إلى مسارات لن تحقق ما يتمناه الشعب الفلسطيني فعلياً في قراره المستقل وتحقيق طموحاته الفعلية في دولة مستقلة .

بداية الصفحة