ثقافه وفنون

أغنية ' اي دمعة حُزن لا....؟ للراحل العندليب عبد الحليم حافظ هي فكرة الراحل الملك الحسن الثاني.

كتب في : الثلاثاء 30 نوفمبر 2021 - 8:07 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد / المغرب

 

كان الراحل الفنان عبد الحليم حافظ، رحمه الله، يمتلك موهبة خاصة جداً الشيء الذي جعله يحظى برضى وحب معظم الزعماء العرب (من رؤساء وأمراء وملوك)، فكوّنوا معه علاقات قوية، وعلى رأسهم جمال عبدالناصر (مصر)، الحبيب بورقيبة (تونس)، أحمد بنبلة (الجزائر)، عبدالسلام عارف (العراق)، رئيس (لبنان)، الراحل الملك الحسن الثاني (المغرب) وغيرهم… بحيث كان يُستدعى ليحيي لهم حفلاتهم ويشاركهم أعيادهم الوطنية أو الشخصية، وكان يلبي الدعوة كفنان يحبه فنه، وليس طمعا في مال أو جاه.

وكانت أول تجرية له مع الزعماء العرب، عندما بعث إليه العاهل الراحل الحسن الثاني برقية كان مستهلّها (حسب ما جاء في مذكرات حليم): “إلى العندليب.. إلى صوت العرب.. يسعدنا أن نلتف حول صوتك المليء بالشجن.. والعامر بالألحان في حفل غنائي تقيمه المملكة المغربية”.

كان عبدالحليم مسرورا جدا، ولبى دعوة ملك المغرب، فغنى أغنية “يا ليالي العيد“.

وتكرر حضور العندليب للمغرب حتى إن وجوده أصبح ضروري في كل حفلات الأعياد الوطنية، مثل عيد العرش وعيد الشباب، لذلك عايش عبدالحليم  أفراح المغرب والملك الحسن الثاني لسنوات عديدة. .

عرف العندليب الملك الحسن الثاني منذ كان وليا للعهد، كانت علاقته به في أول الأمر لا تتعدى نظرات متبادلة من بعيد، لكونهما رأيَا بعضهيْما خارج مصر والمغرب. وفي المرة الثانية، التقى به في المغرب بعد أن أصبح ملكا. وقد جمع بينهما -كما عبر بذلك حليم- حب إلهي، ونشأت بينهما صداقة وطيدة منذ ذلك الوقت.

والصداقة المتينة التي كانت بينهما، دفعت الحسن الثاني إلى الإعتراف  لعبدالحليم -كما جاء في مذكراته- بكون الملك من محبي الموسيقى، بل ولا يكتفي بسماعها، إنما يؤلف أيضا فيها، ويقود الفرقة الموسيقية، وأن الملك بينما كان يعمل طول النهار ويمارس شؤونه كملك، ويسهر على راحة شعبه، يجنح في الليل إلى سماع الموسيقى.

وكان العاهل الراحل محمد الخامس قد لمس الحب المبكر للموسيقى لدى ابنه الحسن الثاني واندفاعه نحو سماعها وتعلمها، فقال له ذات مرة حسب ما جاء دائما على لسان عبد الحليم في مذكراته:

“يا ولدي، أنا أربّيك وأعلمك كي تكون ملكا، وأنا أعلم أنني أقسو عليك وذلك لأني أريد أن أعلمك أشياء تهم مستقبلك ومستقبل شعبك. أنا أعلم أنك تحب الموسيقى، وأنا مستعد أن أوفر لك كل ما تحتاج إليه مما له علاقة بالموسيقى. فاخترْ، فإما أن تكون ملكا أو تكون موسيقيا، فيأتي يوم ما يُقال فيه أن هناك واحد من العائلة المالكة كان من المفروض أن يصبح ملكا، فأصبح موسيقيا“.

وبعد سماع كلام والده، شعر الحسن الثاني بمسؤولية كبيرة جدا، وشرع يعمل ويتعلم كي يكون ملكا ليقوم بمسؤولياته تجاه بلده وشعبه الذي سيكون مسؤولا عنه. بينما اتخذ سماع الموسيقى كهواية في وقت الفراغ. 
و الراحل الملك الحسن الثاني رحمه الله، كان فناناً وموسيقياً مميزاً في عهده رُفعت شأن الأغنية المغربية وتألقت في سماء الإبداع الفني الراقي. 


فما هي  حقيقة اغنية .. " أي دمعه حزن  لا لا لا " ... ؟

هذه الاغنية قدمها  الراحل العندليب عبد الحليم رحمه الله، بتوجيه من الراحل الملك الحسن الثانى ملك المملكة  المغربية الشقيقة،كان عبد الحليم مريضا وكان قد اشتد عليه المرض فعلا ،
وكان الملك يحبه كثيراً ومعحباً بصوته وأخلاقه، ووضع كل امكانياته الشخصية وامكانيات المملكة المغربية تحت تصرفه وعلاجه، ،وربما رأى الملك الراحل الحسن الثاني، ان ثمة حزنا فى عينى عبد الحليم بعد ان اشتد عليه المرض. 
فقال له الملك ..
لانريد ان نحزن لانريد دموعاً،
وانت باق بيننا بإذن الله ،
ولهذا لانريد ان تبكى، 
سوف تعود لفنك الذى تُسعد به الملايين. 
ولن نذرف دمعة حزن عليك ياحليم ..

ومن هذه الفكرة بدأت كلمات اغنية" أى دمعة حزن لا لا  " ،
وقد كتب محمد حمزة مطلع هذه الاغنية فى طائرة الملك الحسن من الرباط الى الدار البيضاء لاستقبال بليغ حمدى والعودة به فى الطائرة حتى لايتكبد مشاق السفر بالسيارة بين المدينتين ،

وفى الطائرة الملكية جلس الكاتب محمد حمزة وهو يكتب الاغنية على الكرسى الذى يجلس عليه جلالة الملك ،
واستبدت به النشوة فصاح فينك يامه تشوفى إبنك وهو راكب طائرة  مولانا جلالة الملك الحسن الثاني ..

وقبل ان تصل الطائرة  ،
كان المذهب كاملاً قد تمت كتابته ،
وقرأ حمزة على بليغ مطلع الاغنية ،
فجن بها وتناول العود على الفور ..

وفى رحلة العودة من الدار البيضاء الى الرباط كان بليغ قد لحن المذهب للاغنية الجميلة ،
فهل يصدق احد ان اغنية لعبد الحليم حافظ قد تم كتابتها وتلحينها فى طائرة ملك المملكة المغربية الحسن الثاني رحمه الله  ... ؟
هذا هو الفن الراقي والموسيقى المصرية  الأصيلة التي عبر البحور والقارات من أجل تحسين الدوق الرفيع للمستميع في الوطن العربي العريض. .

بداية الصفحة