إن المحن معارج المنح فالله سبحانه وتعالى عز شأنه وجلت قدرته ومشيئته وتنزلت رحماته وتقدست  عطاءاته يعطى حينما يمنع أكثر مما يعطى حينما يعطى بلا منع ولو كشف الله حبيبنا الأول اللى حبه فى القلب راسخ و بلا منافس  لقلوب السالكين طريق الله القويم المستقيم اسباب المنع  ومقاصد الحكم منه  لعلم السالك أن المنع عين وأساس وبدايه العطاء فلا تقل ذكرت الله سبحانه وتعالى ولم يعطن ما أردت من عطاء ولا تقل لقد شكرت الله سبحانه وتعالى ولم يزدن مااردت من  زيادته ولا تقل عبدت الله عز وجل وما استفدت من شيء إلا ان حرمنى فالله سبحانه وتعالى اعطاك بقدرته عز شأنه وتجلت قدرته مايتحمله قدرك انت حيث قال تعالى فى كتابه الكريم :-" وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَٰكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاءُ ۚ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ﴾
[ الشورى: 27]" وقال الله عز وجل قائلا فى كتابه العزيز:-" اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ (19) فلا تقل حرمنى الله سبحانه وتعال الحبيب الأول ولكن قل لطف بى ورحمنى عز شأنه ولا تقل حرمنى حبيبى الاول ما اريد بل قل حرمنى حبيبى وقرة عينى  من شؤم ما أريد ليعطنى عز شأنه وتقدست اسماؤه لطف مايريد لأنى عبد لمشيئة فعال لما يريد وهو الله الأعظم  ولا تقل دعوت الله ولم  يستجب لى ولكن اعلم أن الله استجاب لك لانه وعد فى كتابه الكريم  "وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} } [غافر 60]لأن الله  يعطيك فى الوقت الذى يريده هو سبحانه وتعالى لعلمه الأسبق بالأصلح لك فلا يعطيك فى الوقت الذى تريده انت لانك لاتعلم الغيب والأصلح لك قال تعالى" وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " فلقد يعطيك من حيث يريد لا من حيث تريد فاسجد ايها القلب لحكمة فعال لما يريد ففى المنع عطاء وفى المحن منح.