عالم
ترامب يوسع دائرة العقوبات على فنزويلا.. ومادورو يتهم واشنطن بـ «قرصنة الدولة»

وسعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقوباتها الاقتصادية ضد حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لتشمل ست ناقلات نفط عملاقة إضافية وأفرادا من عائلة مادورو الممتدة، في خطوة وصفتها المعارضة الفنزويلية بـ"عصر القرصنة البحرية الجديدة".
ويأتي هذا التصعيد بعد احتجاز الولايات المتحدة لناقلة نفط من أسطول فنزويلا، مما أثار مخاوف من احتمال نشوب نزاع مباشر بين واشنطن وكراكاس، وسط توترات متصاعدة في منطقة البحر الكاريبي.
وكشفت وزارة الخزانة الأمريكية يوم الخميس عن فرض قيود على ثلاثة من أبناء شقيق زوجة مادورو، سيليا فلوريس، إضافة إلى ست ناقلات نفط خام عملاقة وشركات شحن مرتبطة بها.
وأكدت وزارة الخزانة الأمريكية، أن هذه السفن "انخرطت في ممارسات شحن خادعة وغير آمنة، وواصلت توفير الموارد المالية لنظام مادورو الذي تصفه واشنطن بالفاسد وداعم للإرهاب والمخدرات".
وأوضحت الوثائق الداخلية لشركة النفط الحكومية PDVSA أن أربعا من الناقلات ترفع علم بنما، واثنتان ترفعان أعلام جزر كوك وهونج كونج، وكانت تقوم مؤخرًا بتحميل النفط الخام في فنزويلا.
تهديدات ترامب بضرب أهداف برية ومصادرة النفط
أكد دونالد ترامب خلال تصريحات مساء الخميس، أن الولايات المتحدة قد تبدأ عمليات لضرب شحنات المخدرات المشتبه بها التي تمر عبر الأراضي الفنزويلية باتجاه الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التصريحات بعد مصادرة ناقلة "سكيبر" التابعة لما يُعرف بـ"الأسطول المظلم" قبالة سواحل فنزويلا، وهو ما أثار مخاوف بعض المشرعين من أن الوضع قد يؤدي إلى تصعيد عسكري.
بدورها، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت، إن السفينة ستتوجه إلى ميناء أمريكي، وسيتم اتباع الإجراءات القانونية لمصادرة النفط، مؤكدة أن هذا الإجراء يمثل جزءا من سياسات العقوبات الأمريكية ضد النظام الفنزويلي.
رد مادورو وتصعيد التوتر في البحر الكاريبي
رد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو على المصادرة، واصفا ما حدث بأنه "اختطاف الطاقم وسرقة السفينة وبدء عصر جديد من القرصنة البحرية الإجرامية في البحر الكاريبي".
وأضاف مادورو أن "فنزويلا ستؤمن جميع السفن لضمان التجارة الحرة لنفطها حول العالم"، مؤكدا عزمه على حماية سيادة بلاده ومواردها الطبيعية.
الدعم الروسي والردود الإقليمية
اتصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمادورو لتأكيد دعم روسيا للحكومة الفنزويلية، واستمرار التعاون الاقتصادي في مشاريع الطاقة البحرية في البحر الكاريبي.
في المقابل، أعربت بعض الدول المجاورة عن استعدادها لتقديم حماية لمادورو إذا اضطر لمغادرة البلاد، بينما طالبت المعارضة الفنزويلية بقيادة ماريا كورينا ماتشادو الرئيس بالاستقالة لإنهاء الأزمة السياسية المستمرة منذ سنوات.
تحذيرات من تصاعد النزاع الدولي
أدان بعض المشرعين الأمريكيين، بينهم ديمقراطيون وجمهوري واحد على الأقل، استيلاء الولايات المتحدة على ناقلة النفط، محذرين من أن هذا التصعيد قد يؤدي إلى مواجهة عسكرية مع فنزويلا.
وأشار وزير فنزويلي سابق من المعارضة إلى أن الضغط العسكري المتزايد هو الطريقة الوحيدة لإجبار مادورو على الخروج، موضحا أن التهديد باستخدام القوة قد يجعل البقاء في السلطة أقل جاذبية بالنسبة للرئيس الفنزويلي.
أثر مصادرة الناقلة على أسواق النفط الدولية
وأظهرت بيانات شركة Windward للذكاء الاصطناعي البحري أن السفينة المستولى عليها كانت ضمن شبكة لنقل النفط بين دول خاضعة للعقوبات، بما في ذلك فنزويلا وإيران، حيث تم تصدير النفط لاحقا إلى الصين.
وأكدت الشركة أن هناك نحو 30 ناقلة خاضعة للعقوبات تعمل حالياً في المياه الفنزويلية، بعضها يعمل تحت أعلام مزيفة لتجنب الرقابة الدولية.
أوضحت إدارة دونالد ترامب أن مصادرة الناقلة تمت بواسطة خفر السواحل الأمريكي، وتتم وفق إجراءات قانونية لإيقاف نقل النفط الممنوع دوليا، مؤكدة استمرار التحقيقات لمنع استخدام النفط لدعم من تصفهم بالإرهاب الدولي.































































