لابد من التأكيد بأن القوات المسلحة السودانية إذا لم تحسم مليشيات الدعم السريع عاجلاً وليس آجلاً، فإن الأوضاع الإنسانية والاقتصادية تمضي سريعاً نحو الكارثية، فالكل توقع بعد القضاء على مواقع ونقاط ارتكاز مليشيات (حميدتي) داخل ولاية الخرطوم، وعدد من الولايات السودانية أن تحسم المعركة خلال أيام خاصةً وأنها حوصرت براً وجواً، وبالتالي لم يعد أمامها خيار سوي الانتحار أو الاستسلام باعتبار أنها فقدت الذخيرة، الوقود والطعام، لذا كان يفترض أن لا تتجاوز العملية العسكرية الأسبوع فقط لتدمير (70%) من العربات التى تخوض بها المليشيات التمرد. 
على حسب معلوماتي، فإن القوات المسلحة السودانية دمرت مواقع المليشيات من خلال عملية نوعية شارك فيها الطيران الحربي، قوات المهام الخاصة وشرطة الاحتياطي المركزي، ورغماً عن ذلك تشير الأخبار الواردة إلى أن مليشيات الدعم السريع تناوش في مناطق إستراتيجية للسيطرة عليها، وتدعم ذلك بالصور والفيديوهات التى ينشرها بعض عملاء آل دقلو عبر السوشال ميديا، وهي لا تعبر عن الواقع الذي نعيشه على الأرض، نعم يوجد موت هنا وهناك، وهو أمر متوقع، فالحرب ديدنها القتل، التشريد، النهب، السرقات وانعدام الأمن الذي عمي العاصمة السودانية، بالإضافة إلى إحتلال المليشيات لبعض المستشفيات، والبعض الآخر إغلق أبوابه، كما أن الصيدليات ليس بها دواء، ولا سيما فإن مرضي الأمراض المزمنة مهددين بالموت، فالمؤشر في الخرطوم كارثي، وإذا لم توجد حلول، فإن السودان موعود بحالات موت جماعي، ويضاعف منه اقتراب فصل الخريف الذي ستتحول فيه الأوضاع الإنسانية إلى كارثية أكثر مما يمكن أن تتصور، علماً بأن كل سكان ولاية الخرطوم في إجازة مفتوحة، وبالمقابل يمر الجميع بظروف اقتصادية ضاغطة جداً، وشح في الغذاء والدواء، غير أن الشركات، المؤسسات، المصانع والأسواق نهبت، ومن ثم دمرت تماماً، وبالمقابل يواجه السكان أزمة حقيقة ربما تقود إلى (مجاعة). 
إما التيار الكهربائي والإمداد المائي فليس فيهما استقرار نظراً إلى أن الإشكاليات في هذا الإطار قائمة أصلاً، وذلك قبل اندلاع الحرب بين الجيش السوداني، ومليشيات الدعم السريع، فالحرب ضاعفت منه، وجعلته وضعاً مذرياً جداً، ومع هذا وذاك فإن الخطر محدق بإنسان في حال توقفت الحرب، أو لم تتوقف، ففي كلتا الحالتين سيواجه ما لم يكن يخطر على باله، لذا يجب أن يعلم بأن الهدنة ضرورية رغماً عن أنها تهدف إلى أجندات سياسية، ولكن إستمرار الحرب سيقضي على اليابس والأخضر، لذا يجب أن تتوقف حتى لا تكون قطعة (خبز) مقابل (عيار ناري).