كتاب وآراء
عملية اغتيال خلدة رسالة مشفىرة وخطيرة .

ثمة رسائل عدة ارادت إسرائيل ان توصلها لحزب الله ومن خلفه ايران ، حول قدرتها على الاستمرار في نهج الاغتيالات والاستهدافات ، تُظهر عجز حزب الله وعدم قدرته على الرد وتحمل الكلفة التي تترتب على ذلم ، كما ان ثمة ازمة خطيرة لازال يعاني منها حزب الله وكل حلفائه والمرتبطين به ، حيث اظهرت الايام والاشهر التي تلت حرب الاسناد وما نتج عنها من خروقات امنية وضعف في البنية الامنية والعسكرية والتي نتجت عن الخرق الاسرائيلي الخطير التي تعرض لها حزب الله ولا يزال ، دون ان يجد لها حلاً لغاية اليوم . إن عملية اغتيال قاسم الحسيني في منطقة خلدة والتي تُشكل البوابة الجنوبية للعاصمة بيروت يوم الخميس الماضي في الثالث من شهر تموز- يوليو ، الحالي والتي اشارت المعلومات ووفقاً لما نشره إعلام العدو الاسرائيلي ، انه عضو في فيلق القدس ومكلف بنقل الاسلحة ، هي ضربة في الصميم لحزب الله وتُثبت بما لايقبل الشك ، ان حزب الله لازال يُعاني مشكلات امنية وعسكرية تُشكل امتدادا لما عاناه منذ تفجير اجهزة البيجرز والاجهزة اللاسلكية ولم يجد لها حلاً لغاية اليوم وفي هذا الاغتيال معاني كثيرة في السياسة والامن ابرزها : ان محور الاعتداءات وحرب الاغتيالات التي تطال الحزب وحلفائه لا تتوقف عند حدود جنوبي الليطاني بل تمتد لكل المساحة اللبنانية ولا تقف عند حدود ، وتظهر العمليات ان حزب الله عاجز عن الرد سوى بالخطابات والعنتريات الفارغة من مضمونها ، وبذلك تقف فقط عند حدود الاستهلاك الداخلي ، كما انها تعيق التطور نحو تطبيق حصرية السلاح بما فيها الاستقرار والسلام كما الاصلاح والتي تشكل عائقاً اساسياً امام إعادة الاعمار التي تعمل الدول اللبنانية دبلوماسياً ومن خلال الزيارت للدول العربية وغيرها سعياً خلف دفع الاشقاء العرب في تقديم الهبات والمساعدات والاستثمارات للبدء بورشة إعادة الاعمار وطي صفحة حرب الاسناد التي خاضها حزب الله وتسبب في كل هذا الدمار الذي لحق بلبنان لاسيما في الضاحية الجنوبية وقرى وبلدات جنوبية عدة . اما من الناحية الامنية ، فتُثبت عملية اغتيال خلدة أن الخرق الامني الخطير التي تعرض له حزب الله منذ بدايات حرب الاسناد التي خاضها حزب الله منذ الثامن من اوكتوبر ٢٠٢٣ ، ولغاية توقف الاعمال العدوانية في السابع والعشرين من نوفمبر ٢٠٢٤ ، وتستمر تبعاتها لليوم وكانت ابرز تجلياتها في السابع عشر من ايلول - سبتمر ٢٠٢٤ ، والتي اودت بمايزيد عن اربعة الاف مقاتل في حزب الله الى خروجهم من الخدمة نتيجة إصاباتهم الناتجة عن تفجير اجهزة البيجرز ولازالت مستمر في نفس الوتيرة حيث لم يستطع حزب الله من كشف عمليات الاختراق كاملة ، على الرغم ان اكثرية الاكتشافات لوجود عملاء داخل صفوف الحزب واجهزته الامنية والعسكرية قامت بها " شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي والتي حاربها حزب الله ووقف ضدها لا بل كان يعتبرها شعبة معادية له . وبذلك ان الخرق الامني لازال معشعشاً في صفوفه والموساد يعيث فيها فساداً لتاريخه ، وتأتي عملية اغتيال قاسم الحسيني منذ ايام قليلة لتؤكد ان عملأ الموساد لازالوا موجودون في صفوفه ويمارسون عملهم بشكل اعتيادي ويبلغون مشغليهم بكل التفاصيل المطلوبة للقيام بأعمال الاغتيال والقتل . هذا الامر يدل على ان حزب الله يُعاني من ازمة وجودية ، وأن كل العنجهيات واعمال الهروب الى الامام لن تُنجيه من قتل عناصره القيادية في صفوفه وكل حلفائه ، وبالتالي أن العملية الوحيدة التي تُنجيه من القتل الحتمي هو في حل اجهزته العسكرية والامنية وفي تحوله الى حزب سياسي بعد قيامه طوعياً بتسليم اسلحته الثقيلة والمتوسطة وحتى الخفيفة منها الى الجيش اللبناني والقوى الامنية اللبنانية والتي وحدها قادرة على حمايته ،لأن وجود كل ترسانته التي كان يمتلكها لم تستطع حماية قياداته سابقاُ إبان الحرب ولا خلال الفترة التي تلت وقف الاعمال العدائية والمستمرة حتى يومنا هذا . وبالتالي لا يمكن ان يؤمن له ولافراده الحماية سوى انضوائه في كنف الدولة اللبنانية فقط لاغير ، وبالتالي ذلك يتطلب حل الحزب وإعادة بنائه من جديد على اساس جديدة وبنية تنظيمية دقيقة قد تساهم في تخلصه من العدد الاكبر من العملاء المزروعين بداخله ، لعل في ذلك خلاصه والحفاظ على من تبقى من محازبيه وانصاره هو وحلفائه وكل من يدور في فلكه . وللملاحظة أن تعنت حزب الله وعدم تجاوبه مع الورقة الامريكية التي قدمها المبعوث الاميركي "طوم باراك " للمسؤلين اللبنانيين ويُنتظر تقديم جواب لبنان مطلع الاسبوع القادم حيث ستتم زيارة باراك الى لبنان ، وبذلك يكون حزب الله يقوم بعملية الرقص على حافة الهاوية والتي قد تأخذ لبنان الى المجهول .