كتاب وآراء

استهداف القرض الحسن اهدافه ودوافعه .

كتب في : الاثنين 21 اكتوبر 2024 - 8:43 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة استهداف سياسي ومالي يقف خلف قيام العدو الصهيوني باستهداف فروع جمعية مؤسسة القرض الحسن والتي تزيد عن ثلاثون فرعاً على امتداد الاراضي اللبنانية ، مع العلم ان قوات العدو الصهيوني تعلم ان ليس لتلك الفروع اهمية على مالية الحزب او تأثير حقيقي في تعثر مالية الحزب ، لان المبالغ الاساسية والذهب الموجود في هذه الفروع هو موجود بشكل فعلي في الخزنة الرئيسية للقرض الحسن والتي مقرها ومركزها الرئيسي في المجمع الاساسي لحزب الله ، والتي قامت طائرات العود بالاغارة عليها في الفترة الممتدة بين الغارة التي استهدفت امين عام حزب الله حسن نصرالله في السابع والعشرين من شهر ايلول - سبتمبر وفي اليوم التالي كانت طائرات العدو استهدفت مباني قيادة حزب الله حيث خزنة جمعية مؤسسة القرض الحسن وبيت مال الحزب ، والتي رشح من بعض المصادر على انها كانت تحتوي على مايعادل سبعة مليارات دولار نقداً " كاش " وبعض الذهب الموجود ، والذي يعود لمواطنين من بيئة الحزب مرهون مقابل قروض مالية نقداً . من هنا الاهداف الحقيقية التي تقف خلف قصف فروع القرض الحسن هو خلق حالة عداء ما بين حزب الله وبيئته ، لان تلك الفروع متواجدة في مباني تحتوي على وحدات سكنية وفي اماكن مكتظة ، حيث ان استهدافها سيلحق اضراراً كبيرة في تلك المباني وممتلكات المواطتين عدا عن عمليات تهجير ونزوح للاهالي والتي اتت على عجل ، مما دفع بالمقيمين في تلك الابنية التي تحتوي على فروع القرض الحسن على الاخلاء بسرعة قياسية لان الوقت الفاصل بين توجيه الانذار وطلب الاخلاء دفع بالمواطنين للنزوح على عجل ، من دون توفير البديل لإيوائهم ، مما دفع بالعديد منهم ليبيت في الطرقات والساحات العامة . هذا الامر وإن لم يظهر في حينه فسيترك ضغينة في نفوس اصحابه تجاه حزب الله على المدى البعيد ، لا سيما بعد ان يعلم الناس ان ذهب نسائهم وعائلاتهم قد تبخر ولم يعد له وجود ، عدا عن المليارات التي كان قد وعِد بها بعض المستثمرين واصحاب رؤس الاموال من الشيعة المغتربين والتي ادت لوضع موالهم كاإستثمارات في جمعية مؤسسة القرض الحسن على انها آمنة خصوصاً بعد ان حصلت ازمة الودائع في الماصارف التجارية والتي استفادت منها جمعية القرض الحسن والتي كانت قد توسعت على حساب ازمة المصارف ، وفتحت لها فروعاً جديدة وقد اصبحت بالفعل تُمارس مهام مصرف تجاري دون تراخيص لازمة من مصرف لبنان ، بل بحكم قوة الامر الواقع مستفيدة من نفوذ حزب الله وقوته العسكرية الموجودة . كما ان موجة استهداف فروع القرض الحسن اتت في توقيت هام جداً وهو عشية وصول كبير مستشاري البيت الابيض " آموس هوكستين " الى بيروت في زيارة للقاء المسؤلين اللبنانيين فيما خص الحل الديبلوماسي لوقف الاعمال الحربية ، وهذا ما يسمى باللغة العسكرية عملية تفاوض بالنار ، لفرض واقع وامر جديدين قد يضغطان على الفريق الاخر . كل هذه الامور اتت لتزيد الوضع تأزماً ، وتجعل مما تبقى من سلطات في الدولة اللبنانية تحت الامر الواقع في القبول بالشروط للاسرائيلية ، او قد تدفع بتليين الموقف اللبناني المتشدد من تعديل القرار الاممي ١٧٠١ والتي اعلن رفضه جهاراً الرئيس نبيه بري ، المفوض من قبل حزب الله بالتفاوض باسمه .