تقارير

«توته توته فرغت الحدوتة».. ميكروفون الإذاعة يبكي أبلة فضيلة بعد 70 عاما من الحكايات

كتب في : الخميس 23 مارس 2023 - 11:40 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

بصوتها الدافئ الحنون وكلمتها المميزة "حبايبي الحلوين" ضربت الأبلة فضيلة موعدًا ثابتًا مع الأطفال عبر برنامجها الأشهر في  تاريخ الإذاعة المصرية "غنوة وحدوتة".. يُنظر إليها باعتبارها إحدى رائدات الإذاعة المصرية وأشهر مقدمة برامج الأطفال .. واليوم رحلت عن عالمنا اليوم تاركة دمعة على عيون محبيها، مثلما رسمت من قبل البسمة والبهجة على وجوههم بقصصها وحكاويها. 

ولدت فضيلة توفيق يوم الرابع من أبريل عام 1929م لأب مصري وأم تركية، وكان ترتيبها الأول بين الأبناء ثلاث بنات وولد، وكانت الشقيقة الكبرى للفنانة محسنة توفيق، وكان منزلها في شارع الملكة نازلي (رمسيس حالياً)، لذا فقد درست في مدرسة الأميرة فريال، وكانت من بين زميلاتها في المدرسة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

عشقت الأبلة فضيلة القصص منذ نعومة أظفارها، واستهواها ذلك العالم السحري الذي يقوم على الخيال، وكانت والدتها هي أول من زرعت في داخلها ملكة القص ورواية الحواديت، حيث كانت تجمعها مع أخواتها لتحكي لهم الحواديت الشعبية مثل الشاطر حسن وست الحسن وسندريلا.

تمضي الأيام وتلتحق أبلة فضيلة بكلية الحقوق جامعة القاهرة؛ تحقيقاً لرغبة أسرتها؛ حيث كانت كلية الوزراء وكبار السياسيين، وزاملت فيها عاطف صدقي رئيس وزراء مصر الأسبق.

عملت أبلة فضيلة بعد تخرجها بمكتب وزير المواصلات حامد باشا زكي، وفي يومها الأول والأخير بالعمل حاولت الصلح بين الخصوم في إحدى القضايا فعاتبها حامد باشا، وقال لها :"مهنتنا تعتمد على الخلافات، وأنت لا تصلحين للعمل في المحاماة".

تبددت صدمتها من العمل في المحاماة حين التقتت بالرائد الإذاعي محمد محمود شعبان "بابا شارو" عام 1953م، حيث أعربت له عن أمنيتها في العمل بالإذاعة، وبالفعل قدمت أوراقها وتم تعيينها كمذيعة لنشرة الأخبار، وتدربت على يد الإذاعي الكبير حُسنى الحديدي، أحد أشهر مذيعي نشرة الأخبار بالإذاعة المصرية.

ومع بداية البث التلفزيوني وانتقال بابا شارو للعمل به في عام 1959م اختارها لتحل محله لتقديم برنامجه (غنوة وحدوتة)، وفضلت أن تكون أخت كبيرة "أبلة" للأطفال بدلا من لقب ماما الذي كانت تختاره مذيعات برامج الأطفال آنذاك، كان الصغار ينتظرون برنامجها هذا بشغف كبير، واستضافت فيه شخصيات كثيرة بارزة منهم أديب نوبل نجيب محفوظ، و الكاتب الكبير أنيس منصور، والدكتور فاروق الباز، و الموسيقار محمد عبد الوهاب، و الشاعر كامل الشناوي، والموسيقار سيد مكاوي، و العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، وقدمت من خلال برنامجها مجموعة من الأطفال الموهوبين مثل صفاء أبو السعود، وهاني شاكر، ومدحت صالح.

استطاعت أبلة بصوتها المشبع بالأمومة الحانية وطريقتها الشيقة السلسة في السرد أن تجذب أجيالاً عديدة من الأطفال من أول القصة حينما تقول "حبايبي الحلوين" وحتى نهايتها التي تختتمها بجملة شهيرة "توته توته خلصت الحدوتة" .

تولت أبلة فضيلة العديد من المناصب الإذاعية، حيث تولت منصب مراقبة برامج الأطفال عام 1960م، ثم مدير عام برامج الأطفال عام 1970م، فنائب رئيس الشبكة التجارية عام 1980م، وقدمت على مدار مشوارها الإذاعي عدة برامج، لكن يظل برنامج  "غنوة وحدوتة" أشهر برامجها على الإطلاق.

تزوجت من كبير مهندسي الإذاعة المصرية إبراهيم أبو سريع وأنجبت ابنتهما الوحيدة ريم والتي كانت تعيش معها في كندا، وحصلت أبله فضيلة على العديد من الجوائز والأوسمة، منها وسام الاستحقاق من رئيس الجمهورية الأسبق حسني مبارك، وشهادة تقدير من الاتحاد السوفيتي ونقابة الصحفيين المصريين، ومن المركز الكاثوليكي للسينما باعتبارها صاحبة أجمل رسالة في عالم الطفولة، وتم تكريمها (أمًا مثالية للإعلاميين) في عيد الأم لعام 2016م.

 

أبلة فضيلة

بداية الصفحة