كتاب وآراء

عجقة زوار وموفدين .

كتب في : الخميس 30 اكتوبر 2025 - 11:48 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

لاشك ان الساحة اللبنانية هذا الاسبوع ومنذ مطلع الاثنين الماضي في السابع والعشرين من الشهر الجاري حافلة في مواعيد الموفدين والزوار ، وفي كل المحادثات واللقاءات ، الوضع الامني المتوتر والمرشح للازدياد هو الهدف والغاية ، وكل العمل والسعي ينصب على تجنيب لبنان الكأس المرة التي تتحضر لتكون الشراب في المرحلة القادمة للشعب اللبناني والذي سئم من تجرع المرارة التي يعيشها منذ اتفاق القاهرة الشهير في العام ١٩٦٩ والذي لم ينتهي مع رحيل منظمة التحرير الفلسطينية في اواخر صيف العام ١٩٨٢ بل انتقل من مرحلة الى مرحلة جديدة مع دخول الحرس الثوري الايراني في خريف العام ١٩٨٢ الى سهل البقاع بتسهيل ودعم من الاحتلال السوري حيث ساهم في تأسيس حزب الله ، والذي كان الوسيلة الايرانية للتدخل في لبنان والسيطرة عليه ، وفي العام ٢٠٠٥ بدأت مرحلة جديد من الاحتلال الايراني عبر ذراعه حزب الله ، والتي كانت التجربة الاكثر مرارة وصعوبة في التاريخ اللبناني الحديث حيث ساد الانقسام العامودي في لبنان وجعلت من الشرخ المذهبي والانقسام اشد واصعب . فلقد اثبت حزب الله وبالرغم من كل الامكانيات التي قدمتها ابران والشعارات الكبرى من تحرير فلسطين والصلاة في القدس مجرد شعارات فارغة الهدف منها السيطرة على الساحة اللبنانية واخذها رهينة لتكون ورقة على طاولة المفاوضات الايرانية الامريكية في العودة للاتفاق النووي ، إلا ان الامور تغيرت واخذت مسارات جديدة فأتت حرب الاسناد والتي قررها حزب الله في الثامن من اوكتوبر ٢٠٢٣ على اثر مغامرة حركة حماس في قطاع غزة فيما سمي " طوفان الاقصى " والتي كانت مذبحة وحرب إبادة على الشعب الفلسطيني في القطاع وامتدت لتكون وبالاً على فلسطينيي الضفة ايضاً ، عدا عن تداعيات تلك الحرب على لبنان وانحسار دور حزب الله العسكري وهزيمته على الرغم من كل عمليات التجميل واكذوبة التعافي التي يسوق لها حزب الله وقياداته الحالية التي خلفت القيادة التي قُتلت نتيجة الحرب والخسائر التي اضطرته للتوقيع على صك الاستسلام والذي يحاول اليوم التذاكي فيما يسمى التعافي ومحاولة التهرب من توقيعه على صك الاستيلام والهزيمة التي فاوض عليها الرئيس بري بتكليف وتفويض من قيادة حزب الله السابقة والحالية . في كل ذلك زحمة الموفدين والزوار تهدف الى حث العهد الجديد في لبنان وحكومته على الاستمرار في السعي على تنفيذ الاصلاحات والقرارات التي اتخذت في جلسة الخامس والسادس من اب الماضي حول حصربة السلاح ووضعه بتصرف الدولة اللبنانية ، وهذا ما شددت عليه المبعوثة الامريكية " مورغان اورتيغيز " خلال زيارتها الاخيرة ومن خلال تصريحاتها في ضرور تنفيذه قبل نهاية العام ، وهذا ما يُشكل جرس إنذار للعهد وحكومته ، كما ان الموفد المصري اللواء حسن رشاد مدير عام المخابرات المصرية يشدد على ضرورة ان الدولة اللبنانية تتحمل مسؤلياتها ، والتي تسعى الدولة المصرية الشقيقة مساعدة لبنان فيها ، خصوصاً في ان تكون وسيطاً في فتح المفاوضات المباشرة او الغير مباشرة لمحاولة تجنيب لبنان تجرع كأس الحرب التي تتحضر لها إسرائيل والتي تسوق لها يومياً عن نجاح حزب الله في تهريب السلاح ويساعدها الشيخ نعيم قاسم في إعطاء مصداقية لاقوالها من خلال طرحه عملية تعافي الحزب واستعداده للحرب وانه سينتصر . لبنان ، لازال رهينة الاطماع الصهيونية ، ومحاولة ايران ان تستمر في جعله ورقة تستطيع من خلالها اللعب في المفاوضات مع الولايات المتحدة ، على الرغم من الضربة القاسية التي وجهت لها في حرب الاثني عشر يوماً بمشاركة الولايات المتحدة واسرائيل والتي ادت الى خروج برنامجها النووي عن الخدمة واظهرت ضعفها ، اما اللبنانيين هم لقمة سائغة ما بين اسرائيل وايران .

بداية الصفحة