كتاب وآراء

هلاك العبد ورخصة الرب (الكورونا)

كتب في : الاثنين 13 إبريل 2020 - 11:05 مساءً بقلم : محمد العمامرى

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يكره أن تؤتى معصيته رواه أحمد وقال فى حديث أخر :إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه رواه ابن حبان فالرخصة الشرعية تتضح من خلال مفهوم الأحكام الشرعية  والتى منها ما شُرِع أصالة للظروف العادية، ومنها ما شُرِع للحالات الإستثنائية تخفيفاً على المكلف، فماشرع للحالات العاديةيسمى عزيمةوماشرع للحالات الأخرى الاستثنائية يسمى رخصة،ومثال ذلك إتمام الصلاة  في حال الإقامة وقصرها في حال السفر، والمسلم يجب أن يمتثل إلى أمر الله فى كل حال، وأن تطمئن نفسه لأحكام الشريعة كلها، قال عليه الصلاة والسلام:(لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ) من الأربعين النووية، رواه النووي في كتاب الحجة، فإذا ماتعرّض لظرف من الظروف التي شرع فيها الإسلام الرخص ينبغي له أن يأخذبالرخصةحتى تعتادنفسه العمل بأحكام الشريعة كلها، ففي السفر يجمع الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء، ويقصر الصلاة الرباعية، وله أن يفطر إن كان سفره في رمضان، وله أن يأكل الميتة إن خشي الهلاك ... إلخ لكن هل يجب عليه العمل بالرخصة، هذا يختلف باختلاف أنواع الرُخَص والكلام فيه طويل لكن مما يفيد القارئ مايلي:(١) إذا أكره على كلمة الكفر رُخِّص له أن ينطق بها وقلبه مطمئن بالإيمان لكن الأفضل أن لاينطق بهاولو أدى ذلك إلى الموت حتى يظهر للكفارأن الإسلام عزيز وعظيم القدرعنداهله(٢))أماالمسافرفله أن يصوم وله أن يترخص بالإفطاروله أن يقصر الصلاة وله أن يتم وله أن يجمع بين الصلوات وله أن يصلي كل  واحدة في وقتها وأي ذلك أفضل يرجع فيه إلى الفقهاء(٣)لوأصابه الجوع ولم يجدما ينقذنفسه به من الموت إلاالميته أولحم الخِنْزيروجب عليه أن يتناول منهما ما يسد به الرمق وينقذ نفسه من الموت لأن إنقاذ نفسه من الموت واجب وهو أكثر وجوباً من وجوب البعد عن أكل الميتة وهذا الأمر الأخير يحتاج منا "لوقفه أوليه "متأنيه وهو وجوب العمل بالرخصه لإتقاء الموت وإنقاذالنفس وفى ظل الظروف الراهنة وبإعمال القياس فيجب أن نتفادى كل مايعرضنا للموت من مرض الكورونا وان نقوم بكل التدابير التى تنقذنا من الهلاك ويحضرنى فى هذا الشأن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:عن معاذ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه إلى اليمين قال: كيف تصنع إن عرض لك قضاء ؟قال:أقضى بما فى كتاب الله،.قال:فإن لم يكن فى كتاب الله قال: فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فإن لم يكن فى سنة رسول الله؟قال:أجتهد وإنى لاآلوقال:فضرب  رسول الله صدرى،ثم قال الحمد لله الذى وفق رسول رسول الله لما يرضى رسول الله وبالرجوع إلى قول أحد علماء الأزهر  (اد/ مبروك عطية أستاذ ورئيس قسم اللغة العربية بجامعة الأزهر) إنه لو حل شهر رمضان ولم ينته فيروس كورونا وذكر الأطباء أنه من الخطورة أن «يكون الريق ناشف»على المسلم  أن يفطر في رمضان واستنادا لما ذكره الأطباء المتخصصين :- ينصح (أد/ضياء الدين أحمداستاذ الفم والأسنان بجامعة القاهرة) بضرورة شرب المياه والسوائل بشكل عام بكميات كافية ويُفضل أن تصل إلى4لترات يوميًا لتفادي الإصابة بجفاف الفم في شهر رمضان في فترةالإفطار حتى تحتفظ بالكميات المناسبة لها خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة في فصل الصيف لأن المياه والسوائل تؤدي إلى ليونة في الأنسجة وتمنحها حيويه ويلفت سيادته  إلى أعراض جفاف الفم وهى تشقق الشفاه وتشقق اللسان وآلام، وعدم تحمل المريض للمشروبات الساخنة أو الأطعمة التي تحتوي على توابل حارة،  ويسبب ذلك آلام حادة والتهابات الفم وتمتد إلى الحلق ويؤكد أن مضاعفات جفاف الفم تصل إلى جروح اللسان الناتجة عن التشققات ويصاحبها مهاجمة البكتريا للجروح وتسبب عدوى وتقرحات ولا يتمكن المريض من الطعام وهذه الأخيرة اى تلك المضاعفات تحتاج منا أيضا "لوقفه ثانية "متأنيه أيضا وهى كون الجفاف يعطى فى آخر المطاف فرصة لمهاجمة البكتريه حيث نستنبط من هنا أن الجفاف يعطى فرصه لمهاجمة الكورونا للحلق  ومن ثم الرئة كما يوضح ( اد/أشرف عقبة) رئيس أقسام الباطنة العامة والمناعة بطب عين شمس، حيث أوضح خلال حواره ببرنامج "الحكاية" مع عمرو أديب، أن الهواء النظيف والسوائل الكثيرة والرياضة والتوقف علن التدخين والظروف النفسية الجيدة، هي الوسائل الأفضل لتحسين المناعة وهنا يحتاج الأمر "لوقفه ثالثه" متأنية أيضا مستنبطين أن السوائل  لو اخذت على مدار اليوم هى التى سوف تحسن من المناعه وذلك لمحاربة ومقاومة الكورونا  ومما لاشك فيه أن شرب السوائل خلال اليوم بأكمله فى حالة الإفطار افضل من نصف يوم فى حالة الصيام وختاما ومن خلال كل ما تقدم  أعلاه فأنا أرى من وجهة نظرى الخاصه معتمدا على قراءاتى السابقه فى هذا الشأن من الناحيه الطبيه و إضافة لكونى مارست العمل بحقل الدعوة الإسلاميه منتسبا لوزارة الأوقاف بأن جفاف الفم أو الحلق  الذى قد يصيب الإنسان بوجه عام فى الحياه وبوجه خاص فى شهر رمضان الكريم  هوناتج  من أسباب  كثيره أهمها هو عدم شرب السوائل وقد يحدث هذا بصفه خاصه فى رمضان بالإضافة أنه يقلل من فرصة تحسين الجهازالمناعى اللازمه لمقاومة الجسم للفيروسات وخاصة فى هذه الظروف الراهنة الممثله فى (الكورونا )بل إن الجفاف قد يعطى فرصه أكثر لتنشيط فيرس الكورونا فى الحلق وساعتها قد يصبح الحلق  بمثابة  الوكر المؤقت للكورونا قبل أن تتغلغل للرئتين  واتباعا لقوله تعالى"فسالوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون" لذا يفضل أن يقوم  علماء دار الإفتاء المصريه توحيدا لكلمة المسلمين ولم شملهم والحفاظ على أرواحهم بالدراسة المتأنية لإمكانية إصدار فتوى بشأن الترخيص بالإفطار لكل أصحاب الأمراض المزمنه( الضغط،السكر..... )الذين كانوا يصومون فى الأعوام السابقه قبل الكورونا لأنهم لن يستطيعوا أن يأخذوا هذا القرار بأنفسهم خشية ضياع فرصة بركة هذا الشهر الكريم ولأنهم يفقدون الماء باستمرار بسبب مدارات البول ونحوه فيتعرضون  لريق وحلق ناشف يمكن من اختراق الكورونا  وذلك حتى لا يعرضوا للهلاك مصداقا لقوله تعالى(ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكه) صدق الله العظيم

بداية الصفحة