عالم

سباق الانتخابات الأمريكية 2024.. شاحنة بايدن فى مواجهة قطار ترامب

كتب في : الأحد 28 مايو 2023 - 7:20 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

- رئيس المعهد العربى - الأمريكى: كينيدى لا يمثل تهديدًا لبايدن.. والديمقراطيون يعززون فرص ترشح الرئيس الأمريكى

- مدير التحالف الأمريكى الشرق أوسطى: الأزمات الداخلية والوضع الاقتصادى يوجهان الأمريكيين لاختيار شخص غير بايدن

- تراجع الدور الأمريكى «كابوس بايدن» أمام الناخبين.. والملاحقات القضائية «صداع ترامب» الذى لم ينته

- توفيق حميد: بايدن أخفق فى الوفاء بالعديد من وعوده.. وما حدث مع ترامب فى 2020 لن يتكرر فى 2024

- نبيل ميخائيل: من يستطيع أن يربح أصوات المستقلين سيدخل البيت الأبيض
 

قبيل أيام، عقد الرئيس الأمريكى جو بايدن، العزم على الترشح للانتخابات الأمريكية المقبلة، المزمع انعقادها فى نوفمبر من العام المقبل 2024، وأعلن عن ذلك رسميًا، تبع هذا الإعلان، تهكم ملحوظ من الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، الذى وقف بين مؤيديه، وبدأ فى تقليد حركات بايدن بشكل ساخر، نقلته شاشات التلفاز العالمية، ولاسيما حركات جسده البطيئة، التى يعانى منها نتيجة كبر سنه، وعدم قدرته على التركيز فى تحركاته.

ترامب، فى تلك الإشارة، يوجه رسالة واضحة للناخب الأمريكى، والتى لم تكن المرة الأولى التى يسخر فيها من نظيره بايدن، بأن عليكم أن توجهوا أصواتكم تجاهى، فأنا الذى أتمتع بصحة كاملة، ولدى برنامج قادر على إنقاذكم من مغبة الوحل الذى أسقطكم فيه ذلك العجوز، وظهر ترامب خلال مقطع الفيديو، وهو يقول "الكارثية والفاشلة يكاد يكون من غير المعقول أن يفكر بايدن فى الترشح لإعادة انتخابه.. وقال إن بايدن تسبب بأضرار ضخمة للولايات المتحدة، لم يسببها أسوأ 5 رؤساء لأمريكا مجتمعين فى التاريح الأمريكى، لكنهم لم يتسببوا فى الضرر الذى ألحقه جو بايدن بأمتنا".

ووقع العام الماضى 54 نائباً جمهوريا على رسالة موجهة إلى البيت الأبيض، معربين عن "قلقهم" بشأن حالة بايدن الإدراكية، وطالبوا بإجراء اختبار مرض الزهايمر للرئيس، وعرضت الرسالة لائحة تتضمن عددا من العثرات والزلات التى وقع فيها بايدن خلال ولايته، وجاء فى الرسالة:"هذه الأخطاء الأخيرة ليست حوادث منعزلة، لأنها جزء من تاريخ أوسع لأفعالك التى تدل على تدهور وضعك الإدراكى".

يعد جو بايدن بالفعل، أكبر رؤساء الولايات المتحدة سناً عبر التاريخ. وفى حال أعيد انتخابه، سينصب رئيساً عن عمر 82 عاماً، وستنتهى ولايته الثانية بعد أربع سنوات حين يبلغ 86 عاماً، وبحسب الجداول الاكتوارية لدى الحكومة الأمريكية، فإن متوسط العمر المتوقع لرجل يبلغ 82 عاماً هو 77.6عام، مع احتمال الوفاة بنسبة 8 فى المائة خلال 12 شهراً، لكن فيديو الترويج لحملته الانتخابية، الذى يحدد بشكل عام خطته لحماية "الحريات الشخصية"، ويحذر من التهديدات التى يشكلها خصومه الجمهوريون، لا يتناول قضية العمر بشكل مباشر.

وبدلاً من ذلك، يتضمن الفيديو لقطات لرئيس نشط - يركض هنا، ويبدو منشغلاً هناك - على إيقاع موسيقى سريع.

وفى الوقت الذى أكد فيه الرئيس الأمريكى جو بايدن، أنه يخطط للترشح لولاية رئاسية ثانية، تشير أحدث استطلاعات للرأي، إلى أن نسبة الموافقة الإجمالية للشعب الأمريكى على سياساته، بلغت 40 فى المائة، جاء ذلك وفق الاستطلاع الأخير الذى أجرته مؤسسة جالوب العالمية نهاية الشهر الماضى، الذى لم تختلف أرقامه كثيرًا عن الاستطلاع الذى أجرته بداية مارس المنصرم، حول أدائه بشكل عام، كما توضح الأرقام تدنى تقييم الأمريكيين لأداء بايدن، فى تعامله مع ملفات البيئة والطاقة والشئون الخارجية، بينما وافق 32 فى المائة فقط من الأمريكيين على سياساته الاقتصادية، وهذه النسبة الضعيفة قد تعكس حالة من عدم رضا المواطنين على السياسات الحالية.

وكشفت أرقام جالوب، المعنية بالاستشارات والتحليلات، أن نسبة الموافقة الإجمالية على بايدن، لا تتجاوز 44 فى المائة منذ أغسطس 2021، أى خلال عامه الأول فى منصبه، وجاءت الأرقام التى تدرس المزاج العام للشعب الأمريكى، متناقضة مع الاستطلاع بخصوص موقف الحزب الديمقراطى، الذى وافق 87 فى المائة من أعضائه على بايدن، على الرغم من إعلان اثنين من الحزب الديمقراطى، نيتهما الترشح للانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهما: خبيرة المساعدة الذاتية ماريان ويليامسون، والناشط المناهض للقاحات روبرت كينيدى جونيور، ابن شقيق الرئيس الأمريكى الراحل جون كينيدى.

مراقبون ومتخصصون فى الشأن الأمريكى، قالوا إن ترامب إذا نجا من فخ الحملات القضائية، التى تواجهه فإنه سيمثل كابوسًا لبايدن، بالتزامن مع استطلاعات الرأى التى تفيد، عدم رغبة أغلب الأمريكيين فى ترشح بايدن مرة أخرى، ولاسيما نتيجة أزمات اقتصادية عدة يترأسها التضخم وارتفاع الأسعار وتراجع الدور الأمريكى دوليًا، والقصور الكبير فى الحرب الروسية - الأوكرانية، وإنفاق ملايين الدولارات التى أنهكت الميزانية الأمريكية، وكذا عامل السن الذى يمثل أزمة كبيرة تواجه الرئيس الأمريكى، المقبل فيما يبدو على منافسة شرسة.

كينيدى لا يمثل تهديدًا

جيمس زغبى، مؤسس ورئيس المعهد العربى – الأمريكى بواشنطن، يقول: إن المرشح الديمقراطي، روبرت كينيدى، لا يعتبر خصمًا جادًا، فقد يفوز بنسبة تتراوح ما بين 10 إلى 20 فى المائة من الأصوات، كمؤشر على السخط من الرئيس، لكنه لا يمثل تهديدًا خطيرًا لبايدن، لافتًا النظر إلى أنه ما لم تحدث كارثة غير متوقعة، فإن بايدن سيفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، ومن المحتمل أن يفوز بإعادة انتخابه.

ويشير زغبى، إلى أنه على الرغم من أرقام بايدن الإيجابية المنخفضة، وحقيقة أن نصف الديمقراطيين، يرغبون فى رؤية مرشح ديمقراطى آخر يتنافس على الرئاسة، فإن بايدن لن يعارضه خصم جاد لعدة أسباب أولها: أن فترة ولاية بايدن الأولى كانت ناجحة نسبيًا، وإذا لم يترشح بايدن، فإن المنطق التالى هو نائب الرئيس هاريس، لأن تصنيفاتها الإيجابية منخفضة للغاية، وتريد قيادة الحزب التأكد من أن بايدن هو المرشح، كما أن مؤسسة الحزب تريده أن يترشح ورتبت الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين بما يناسبه، لأن المؤسسة تريده أن يركض ويفوز، وسيظهر منافسا جادا.

حظوظ بايدن

ويؤكد مؤسس ورئيس المعهد العربى - الأمريكى بواشنطن، أن بايدن سيتمكن من هزيمة ترامب مرة أخرى، وهذه المرة بأغلبية أكبر من عام 2020، لافتًا النظر إلى أنه وعلى الرغم من أن ترامب، قد يظل يتمتع بشعبية بين الجمهوريين، لكنه لا يزال خلف بايدن فى جميع استطلاعات الرأى الوطنية الجادة.

فيما يؤكد مدير التحالف الأمريكى الشرق أوسطى للديمقراطية، توم حرب، أن أجندة بايدن فى الولاية الثانية تأخذ الولايات المتحدة إلى اليسار التقدمى، بالخطة السياسية الإستراتيجية التى لديه، ومنها على سبيل المثال التخفيف من استعمال النفط، والاستعانة بالبديل بالطاقة الشمسية، واستكمال فتح الحدود مع المكسيك وجلب أكبر عدد من الشعوب الذين يدخلون الولايات المتحدة غير القانونيين، وعلى الصعيد الداخلى، بدون شك، سيحاول ضبط التضخم المالى، لكن بالنسبة لسياسته الاقتصادية لم يستطع تخفيض التضخم المالى، إلا فى حال وضع فوائد أكثر، وهو ما سيهدد الاقتصاد الأمريكى، ورفع البطالة لدرجة سيستاء منه الشعب الأمريكى.

ولفت مدير التحالف الأمريكى الشرق أوسطى للديمقراطية النظر، إلى أن أوكرانيا من التحديات التى يواجهها بايدن، فى معركته الانتخابية لولاية ثانية، فقد أقدم على مساعدة الأوكرانيين بجميع الوسائل وقالوا بأنهم سيدحرون الروس ويجبرونهم على الانسحاب، وبعد عام ونصف العام تغيرت المواقف الدولية، ورأينا بأن الصين لعبت دورا لدعم روسيا والهند، وهناك تحول جيوسياسى مع الدول العربية، كما لاحظنا التراجع الأمريكى فى الشرق الأوسط، وفى أمريكا اللاتينية، وعلى الساحة الدولية خسر الرئيس بايدن بسياسته غير الواضحة والضعيفة، مشيرا إلى أن كل هذه تحديات تواجه بايدن، خصوصا بالداخل التضخم المالى والوضع الاقتصادى والبطالة.

وتابع: كل هذه أزمات متعددة، والشعب الأمريكى رأى هذا التراجع بعد ثلاث وأربع سنوات، وربما سيدفع الشعب الأمريكى ليصوت إلى شخصية غير بايدن، خصوصا أن الرئيس ترامب فى عهده كان الوضع الاقتصادى جيدا، والسياسة الدولية كانت بها حالة من الشد والجذب، والتوازن الاقتصادى مع دول مثل الصين ودول أوروبا، مما جعل الشعب الأمريكى كانت لديه أريحية لإدارة الرئيس ترامب فى تلك الفترة، وفى المقابل نرى الفشل اليوم على الصعيد الدولى.

نقاط القوة لدى ترامب

وأردف: فى عهد ترامب اتهمه اليسار الأمريكى، والحزب الديمقراطى، بأنه سينسحب من دول العالم وبعض الدول تكرهه، لكن تبين أن العكس هو الصحيح، فمع إدارة الرئيس بايدن زاد التراجع الدولى عن الولايات المتحدة، كما تم استخدام العملة الصينية عوضا عن الدولار، والحرب على أوكرانيا سببت مشاكل كثيرة لإدارته، كما شاهدنا عدم القدرة على إدارة الأزمات، والانسحاب المُذل من أفغانستان، وهناك ثلاث سفارات أجبر الأمريكان على سحب الدبلوماسيين منها فى أفغانستان وأوكرانيا والسودان، وبالتالى ما ذكر سالفا يعد من سوءات إدارة بايدن، وهوما سيستغله ترامب للعودة ويستطيع أن يقوى بالشعب الأمريكى والعامل الأساسى، هو تقوية إنتاج النفط بالولايات المتحدة، بينما إدارة الرئيس بايدن تخفف من استخراج النفط، وهذا عامل أساسى أدى إلى التضخم المالى فى الولايات المتحدة.

وقال: عندما ترشح ترامب فى دورته الأولى، تواطأت الحملة الانتخابية لهيلارى كلينتون، مع أجهزة الأمن فى الولايات المتحدة وافتعلوا مشكله باتهام الرئيس ترامب بالتواطؤ مع روسيا، وبعد ثلاث سنوات تبين بأن كل من تواطؤ، وفبرك هذه القصة هو الحزب الديمقراطى وهيلارى كلينتون، أما فى الفترة الثانية فى انتخابات 2020، تبين بأن عناصر من أجهزة المخابرات الأمريكية، تواطأت مع الحزب الديمقراطى، وتواطأت مع منصة تويتر لقمع وتقييد اليمين لإيصال أصواتهم، مما دفع بالهزيمة فى نهاية المطاف للجمهوريين، لكن ربما اليوم الرئيس السابق ترامب يرى هذا، والشعب الأمريكى أيضا، وستكون هناك مواقف مختلفة خصوصا بعد أن اشترى إيلون ماسك تويتر، وانكشفت الوقائع التى كانوا يقومون بها، واليوم سيعطى هذا دفعة جديدة لليمين الأمريكى وللرئيس السابق ترامب .

أما عن ترشح روبرت كينيدى، فيرى أنه يفرض واقعا جديدا فى الساحة الديمقراطية، لأن الديمقراطيين والمتعاطفين معه، اعتبروا أن التلقيح لكورونا شىء جيد، والمضاعفات بعد التلقيح ليست سيئة، لكن المرشح روبرت كينيدى كشف حقيقة الوقائع، بأن الذين استفادوا من التلقيح هى شركات الأدوية، التى استفادت بنسبة 50 مليار دولار أمريكى، وبالتالى من أبرز المشكلات التى ستواجه بايدن هى اللقاح ضد كورونا، حيث سيكون لها نتائج هائلة، ولها انعكاسات جيدة على المرشح روبرت كنيدى الذى سيكون عنصرا أساسيا ضمن الحزب الديمقراطى، وسيكشف للناخب الديمقراطى مشاكل إدارة الرئيس بايدن، مما سيضعفه داخل الحزب، لكن بالطبع الماكينة الانتخابية بالحزب الديمقراطى، ستعمل لصالح بايدن، وسنرى بعد عام ونصف العام، من سيكون المنتخب للبيت الأبيض.

لا جديد فى سياسة بايدن

أما الدكتور توفيق حميد، الكاتب والمحلل السياسى، فيرى أن أجندة بايدن لن تختلف من حيث اتجاه الحزب والدولة، لكنه سيتجه إلى زيادة الصناعة الوطنية لأنها أصبحت مطلبا عاما، لمعظم رجال الأعمال الذين يعتمدون على الصين خصوصا فى التقنيات، كما سيسعى لزيادة الضرائب لكن ليس فى الوقت الحالى، لأنها ستكون القشة التى تقصم ظهر البعير، لأن المواطنين تحت ضغط وحرب أوكرانيا استنزفت مبالغ مالية كبيرة، وبالتالى من الممكن أن ينتظر للولاية الثانية، وسيكون ذلك نقطة ضعف بالنسبة له، لأنه من الممكن أن يتجه المواطن لمرشح من الحزب الجمهورى يتجه نحو تقليل الضرائب للمواطنين.

أما على المستوى الخارجى، فيوضح حميد، أنه لن يحدث تغيير عن هذا الوضع الرمادى، وعدم أخذ مواقف قوية فى أى اتجاه إلا باستثناء وضع أوكرانيا، لأنه بالنسبة لهم صراع على هيمنة العالم، وستظل هناك محاولة للتخلص من السيطرة الاقتصادية الصينية، وزيادة الصناعة الوطنية، كما سيطرأ تغيير فى نظرته للشرق الأوسط، وهذا أحد التغييرات التى نتوقعها فى زيادة الاهتمام، لكن سيكون متأخرا، خصوصا بعد أن وطدت الصين وروسيا، علاقتهما مع العديد من دول الشرق الأوسط.

لكن التحدى كبير أمام بايدن فى الانتخابات المقبلة، بحسب الكاتب والمحلل السياسى، هو وجود تحديات مالية ومشكلات اقتصادية، وزيادة فى الأسعار، التى وقفت حائلا، أمام الوفاء بوعوده مثلا للطلبة، فى أن يلغى القروض التى منحتها لهم الدولة، والتى يخسر على إثرها نسبة كبيرة من الشباب، وكذلك حالة الاستياء من نتائج حرب أوكرانيا فى ظل التضخم وزيادة الأسعار، والاهتمام الأمريكى الزائد بها الذى وصل إلى مئات المليارات التى ذهبت إلى أوكرانيا، ناهيك عن التحديات البنكية وفشل بعض البنوك، ومن ثم كل ذلك يعتبر من التحديات القوية، ومن الممكن أن تعوقه جدا فى الانتخابات المقبلة، لذا فإن حظوظه فى الفوز ستكون قليلة، إذا نافسه ترامب، لأنه يتمتع بمميزات كثيرة، برغم المحاولات القضائية المستميتة، لمنع ترامب من خوض الانتخابات أو تولى الرئاسة، وإذا نجحوا فى ذلك، فمن الممكن فوز بايدن بالانتخابات، لكن إذا فشلوا وخاض ترامب الانتخابات، وفى ظل فشل بايدن فى تحقيق الكثير من وعوده، ستكون حظوظ ترامب مرتفعة.

 ترامب تحد مخيف

وتابع: ترامب تحد مخيف ورهيب، وأستطيع أن أقول بأن قضاياه تعوق وتؤثر، لكن إذا وصل إلى انتخابات حرة، فإن ترامب سيربح، لما لديه من كاريزما مقارنة بالرئيس بايدن وكبر سنه، كما أن ترامب عائد بقوة شديدة وبدأ يحرك الناس والجماهير، وكثير من المواطنين الرماديين رأوا ما يقلقهم من الاتجاه الليبرالى، مثل المثليين والمشكلات التى زادت بسبب تلك الفئة فى عهد بايدن، وهناك مخاوف من اتجاه بايدن الليبرالي، حتى لو لم يكونوا من المتدينين، ولديهم شعور بأنها من الممكن أن تزيد لو سيطر على الدولة مرة أخرى، وبالتالى نلك الفئة ستكون فى اتجاه ترامب وضد بايدن، كما أن أمريكا أنفقت مئات الملايين فى حرب أوكرانيا وكثير من المواطنين، يرون أن الضرائب التى يدفعونها تذهب لأوكرانيا بدلا من السلام والجلوس على مائدة المفاوضات، والجانب الأمريكى رفض تماما عمل أى حلول سياسية، والصين هى التى تحاول، والشارع الأمريكى يرى أن الموقف الأمريكى من الحرب الأوكرانية، استنزفت أموالا تسببت لهم فى ضيق حال للمواطن الأمريكى العادى، حيث ذهبت أموالهم فى الاتجاه الخاطئ، وكان من الأولى أن يستفيد منها دافع الضرائب الأمريكى واستفادة الدولة داخليا.

وأشار إلى أن ما حدث مع ترامب فى الانتخابات الماضية، من خلال السيطرة على السوشيال ميديا، ومنعه من التواصل مع ناخبيه، من الصعب تكراره مرة ثانية، خصوصا بعد أن أخذ تويتر موقفا مع ترامب وهو جهاز قوى فى نشر الأحداث، وتبقى "الكاريزما، الأجندة الليبرالية، أوكرانيا، وموقف تويتر" كلها عوامل لصالح ترامب.

واختتم: روبرت كينيدى شكك فى نتائج الانتخابات الأولية للحزب الديمقراطى، وقال إنه سيكون فيها فساد لصالح بايدن ليكون هو المرشح، لكن هذا تعليق عارض، وفى تصورى فإن النجاح فى الحزب هو أن يقف خلف المرشح، وأعتقد أنهم سيساندون بايدن، لأنه يمثلهم منذ سنوات وله خبرة فى العمل السياسى ويمثلهم فى كل الأفكار، بينما روبرت كنيدى وغيره، من الممكن أن يكونوا مختلفين ولهم بعض الأفكار المختلفة للحزب، وبايدن هو الأقرب ويثقون فى أن اتجاهه معهم وسيظلون خلفه، ولا أعتقد أن أى مرشح ديمقراطى بقوته، وروبرت من الصعب أن ينتصر على بايدن برغم عوامل السن، وبالتالى هناك صعوبة لمنافسته من قبل روبرت أو غيره.

رهان بايدن

الكاتب والمحلل السياسى نبيل ميخائيل، قال إنه "عندما أعلن الرئيس بايدن نيته عن ترشيح نفسه لفترة رئاسة أخرى، أشار إلى أنه يريد فى فترة السنوات الأربع المقبلة، أن يعزز من أمن أمريكا وأيضا أن يستكمل برنامجه للإصلاح الاقتصادى والاجتماعى، كما أنه يريد نموا اقتصاديا جيدا بتخفيف العبء على الطبقات الفقيرة، وزيادة فرص الطبقة المتوسطة الأمريكية فى النجاح اقتصاديا، كما أنه يريد سياسة دفاعية وخارجية لأمريكا تتمثل فى رغبته فى احتواء الصين، التى يراها كخطر على الأمن القومى الأمريكى، وبالتالى تلك هى المعالم العريضة لبرنامج جو بايدن الانتخابى الجديد".

وأردف: لا شك أن ما لا يستطيع الرئيس بايدن تحقيقه حتى الآن، يمثل عقبات ومنها الشكوك والاتجاهات السلبية، من قبل الرأى العام الأمريكى حول نجاح سياسته الاقتصادية، فقد نجح فى تمرير تشريع صدر فى الكونجرس لخفض الغلاء، ومعدلات البطالة المرتفعة، فالملايين من المواطنين الأمريكيين والخبراء الاقتصاديين يتساءلون: هل نجح هذا التشريع فعلا فى تخفيف العبء الاقتصادى على الفرد الأمريكى العادى؟ فربما تكون تلك النقطة، هى إحدى الأسئلة التى يوجهها له الشعب الأمريكى بصفة عامة، والحزب الجمهورى بصفة خاصة، مطالبين إياه بتفسير، لماذا يشعر المواطن الأمريكى العادى حتى الآن بالقلق الاقتصادى برغم مرور هذا التشريع، وعدد من البرامج الاجتماعية والاقتصادية التى أصدرتها إدارة بايدن، وحتى الآن لم تهدأ من مخاوف الشعب الأمريكى من ناحية أداء بلاده الاقتصادى؟

ويؤكد ميخائيل أن من سيدخل البيت الأبيض، هو من يستطيع أن يربح أصوات المستقلين، وليس فقط المرشح الذى يحصل على أصوات أعضاء حزبه سواء الديمقراطى أو الجمهورى، لأنهما يشكلان نحو ٪70 من جموع الناخبين، وحتى الآن الناخب والمزاج الأمريكى يتجه نحو التيار المحافظ، فلو نجح أى مرشح سواء بايدن أو غيره، فى كسب أصوات الناخبين المستقلين، سيكون هو الساكن الجديد فى البيت الأبيض، بدءا من الأسبوع الثالث من يناير 2025، بالإضافة إلى أنه لابد من معرفة الرئيس السابق دونالد ترامب: هل سيحكم عليه بقضاء عقوبة فى السجن؟ وإذا حدث متى سيتم الإفراج عنه، فهذا عامل مهم جدا لأن القضاء لا يزال ينظر فى الاتهامات الموجهة ضد ترامب، وهى اتهامات جنائية وأخلاقية خطيرة.

وتابع: الانتخابات الماضية فى نوفمبر 2022، شهدت تصويت نحو أكثر من 156 مليون أمريكى، والسؤال: هو ما الأرقام المتوقعة لتصويت الناخبين الأمريكيين فى نوفمبر 2024؟، نحن نشهد معدلا مضطربا فى التزايد فى إقبال الناخبين، على التصويت للرئاسة فى نوفمبر كل أربع سنوات، ربما يزيد الرقم فى نوفمبر 2024 على 160 مليون ناخب، بل قد يصل إلى نحو 170 مليونا، وهذا يمثل تحديا كبيرا لبايدن أو ترامب أو أى منافس آخر، لأن عليه الحصول على الأغلبية من هذا الرقم وهذا أمر ليس سهلا.

وحول مصير الديمقراطيين الذين أعلنوا عن خوض المنافسة، مثل روب كيندى الابن، قال: هذا يطرح قضية عن هوية الرئيس بايدن السياسية، فهو يريد تصوير نفسه على أنه سياسى يجنح إلى اليسار، وتقدمى فى أفكاره، ويسعى إلى دعم الطبقات الكادحة والفقيرة والطبقة المتوسطة الأمريكية، فهذا ما يقوله منافسو روبرت كينيدى سليل العائلة الأمريكية السياسية العريقة، ونجل السيناتور الراحل روبرت كينيدى عن نيويورك، وقبل اغتياله كان يسعى لترشيح الحزب الديمقراطى لمنصب الرئيس ليواجه ريتشارد نيكسون، وأيضا كان يشغل منصب المدعى العام فى أمريكا، وهو يعادل وزير العدل أثناء إدارة شقيقه الراحل جون كينيدى، وبالتالى قد يجبر روبرت كنيدى الابن، الرئيس بايدن على أن يتوجه نحو اليسار بصورة أكثر.

وبالتالى قد يرفع هذا مخاوف العديد من الأمريكيين، بأن الاقتصاد الأمريكى قد يصبح اقتصادا اشتراكيا، وقد تصدر الدولة تشريعات فى كل مجالات الاقتصاد والسياسة، والمجتمع تقيد الحريات الشخصية، وبالتالى فخطورة أو تهديد جون كينيدى جونيور، للرئيس بايدن أنه سيرغمه على التوجه لليسار، على الرغم من أن الجميع والإعلام، يخشون ترامب على أنه يمينى متطرف يمجد القومية الأمريكية، ويسعى إلى دعم العنصر الأبيض، وبالتالى المنافسة فى انتخابات 2024، ما بين بايدن، وهو يمثل تيار الوسط واليمين المتطرف، متمثلا فى شخصية دونالد ترامب، قد يحدث العكس، بمعنى قد يتجه الحزب الديمقراطى نحو اليسار، لأن هناك فى قاعدته العريضة أصواتا، مثل روبرت كينيدى الابن، وغيرهم يحاول أن يجنح الحزب نحو هذا التوجه السياسى، وترامب ومايك بنس أو غيرهم، الذين يمثلون تيار الوسط، فربما تكون الانتخابات فى 2024، هو سباق الرئاسة متمثلة فى تيار وسطى يدعمه الحزب الجمهورى، حتى لو كان المرشح ترامب وتيارا يساريا قويا، يرأسه الرئيس الحالى بايدن، وهذا لن يكون لا فى مصلحة بايدن، ولا مصلحة الديمقراطيين، لأن النظرة العامة ستكون منهجا، حول اليسار يرفضه معظم الأمريكيين.

بداية الصفحة