العالم العربى

بمسقط رأس متهميْن بهجوم برشلونة

كتب في : الأحد 20 اغسطس 2017 - 12:39 صباحاً بقلم : منى مجاهد

على بعد نحو 60 كيلومترا من مدينة خنيفرة شرق المغرب، يقع دوار تاكوزالت بملوية التابع لنفوذ بلدية أغبالة، قرية بسيطة في أعالي جبال الأطلس المغربية.

انتشر اسم هذه القرية الصغيرة بقوة قبل يومين، وتحديدا عندما أعلنت الشرطة الإسبانية عن توقيفها لشخص من أصول مغربية يدعى إدريس أوكابير، يتحدر من هذه القرية، على خلفية عملية الدهس التي وقعت في برشلونة الخميس.

كما أعلنت الشرطة بعد ذلك أن موسى أوكابير شقيق إدريس، وهو المشتبه به الأول في عملية الدهس، وأنه لقي حتفه على يد الشرطة في بلدة كامبرليس القريبة من برشلونة في اليوم ذاته.

بعد انتشار الخبر بدأت الأنظار تتجه إلى منزل عائلة الشابين في المغرب بدوار تاكوزالت، الذي زارته "سكاي نيوز عربية"، حيث يقيم والدهما سعيد رفقة زوجته الثانية، إلى جانب أبيه (جد إدريس وموسى) موحا أوكابير.

هول الحادث لا يزال يلقي بظلاله على الأسرة بكاملها، ووقع الصدمة كان باديا على أوجه الأقارب بأعينهم الشاردة.

بعد وصولنا بنحو ساعة تم إعلام الأسرة رسميا بخبر مقتل ابنها موسى على يد الشرطة الإسبانية في كامبرليس، حيث أكدت الشرطة الإسبانية أن أحد المشتبهين الرئيسين به في هجوم برشلونة، موسى أوكبير، كان أحد القتلى الخمسة في عملية للشرطة في بلدة كامبريلس.

موحا أوكابير صاحب السبعين سنة، جد إدريس وموسى، بدا متأثرا أكثر من غيره، مقعد في الفراش بسبب المرض يروي بألم ما وقع.

يقول موحا إنه استغرب لما سمع، فلم يكن أي من احفاده منحرف السلوك أو يميل إلى العنف، ويضيف: "الله أعلم ربما رفقة السوء هي السبب".

عم الموقوف إدريس أوكابير قال لـ"سكاي نيوز عربية" إن إدريس الموقوف على خلفية عملية الدهس في برشلونة الخميس، لم يكن يعاني أي مشاكل نفسية أو عقلية، وإن موسى ولد في إسبانيا ولم يزر المغرب منذ سنوات.

وأكد أحد أقارب المتهمين أن إدريس سلم نفسه طواعية للسلطات الإسبانية بعدما شاهد صوره في التلفزيون، وبعدما تأكد له أن أوراقه الثبوتية قد سرقت منه، وأضاف أن موسى هو من سرق أوراق أخيه الأكبر إدريس من أجل تأجير سيارة ودهس المارة ببرشلونة.

نفس الشخص قال إن "جهات معينة" قامت بالتغرير بهذا الشاب.

وأكدت أسرة أوكابير أن إدريس لم يقدم إلى المغرب منذ أكثر من 4 سنوات.

استنكر أهالي دوار تاكوزالت الحادث، وقالوا إنهم يتبرؤون من هذا العمل "الإجرامي"، وأنهم لا يعرفون من يقف وراءه، وأكدوا أنه لم يكن واضحا على سلوكات إدريس أي ميول متطرفة.

وشهدت أسرة أوكابير إدريس تعاظم المشاكل بين الأب والأم، علما أنهما أعلنا طلاقهما قبل سنوات.

وكان إدريس وموسى يعيشان وثلاث أخوات أخريات رفقة أمهن في إسبانيا، بينما تزوج الأب من أخرى واستقر نهائيا في المغرب، بعد أن كان مهاجرا بين إسبانيا وفرنسا.

وكانت الأسرة تستعد للاحتفال بزفاف اثنتين من بناتها، لكن انقلب الحفل إلى مأتم بعدما أخبروا رسميا بمقتل موسى، وعوضا عن استقبال ضيوف الفرح، توافد على خيمة أعدت لهذا الغرض مئات المواسين.

ويشهد دوار تاكوزالت هجرة واسعة لأبنائها، الذين يستقرون عادة في إسبانيا وفرنسا، ويعتمد سكانه على الزراعة وعائدات المهاجرين.

بداية الصفحة