تقارير
قمة شرم الشيخ.. ردود الأفعال العربية والعالمية تُشيد بدور مصر في تحقيق السلام

شهدت قمة شرم الشيخ للسلام، التي استضافتها مصر، اليوم الإثنين، اهتمامًا عالميًا واسعًا، باعتبارها أول مبادرة دولية شاملة تُعقد بعد الحرب الأخيرة في قطاع غزة، أضا لكونها محاولة جادة لإحياء المسار السياسي في الشرق الأوسط.
وجاءت ردود الفعل الدولية، إيجابية حيث أجمعت في معظمها على أهمية الدور المصري في قيادة جهود التهدئة، وعلى ضرورة تحويل ما تم التوصل إليه إلى خطوات عملية تضمن استقرارًا طويل الأمد، تضمن نشر حالة الاستقرار بشكل مستدام.
◄ موازنة ضغوط الداخل والخارج
الدول الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، رحبت بعقد القمة ووصفتها بأنها تطورًا إيجابيًا نحو إعادة إطلاق عملية السلام المتوقفة منذ سنوات.
واشنطن، التي يشارك رئيسها دونالد ترامب في رئاسة القمة إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، رأت في القمة فرصة لإثبات التزامها بأمن إسرائيل من جهة، وبالتهدئة الإنسانية في غزة من جهة أخرى، في محاولة لموازنة ضغوط الداخل والخارج على سياستها في المنطقة.
أما الاتحاد الأوروبي، أعرب عن أمله في أن تسهم نتائج القمة في تمهيد الطريق لاستئناف المفاوضات السياسية، مع التأكيد على ضرورة احترام القانون الدولي الإنساني، وضمان وصول المساعدات إلى المدنيين.
◄ مصر قائد محوري
واعتبرت الأمم المتحدة، القمة منصة مهمة لإعادة وضع حل الدولتين على الطاولة، بعد أن تراجع حضوره في الخطاب السياسي خلال السنوات الماضية.
أما الموقف العربي، فكان في مجمله داعمًا للقمة المصرية، إذ رأت فيه الدول العربية فرصة لإعادة ترتيب الوضع الإقليمي وإبراز دورها في إدارة الأزمات بعيدًا عن الوصاية الخارجية.
دور مصر كـ قائد محوري، لم يكن وليد اللحظة، بل مستمد من خبرة طويلة في الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ودعهما غير المحدود للقضية الفلسطينية، خاصة في العدوان الأخير على غزة، والرفض القاطع لمخطط التهجير، الذي تصدى له الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو أظهر قوة مصر أمام العالم، وعزز موقفها في تأمين وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار.
◄ تأييد عربي
السعودية والإمارات والأردن والبحرين، عبرت عن تأييدها الكامل للجهود المصرية، مع التشديد على أهمية التوصل إلى تسوية سياسية تضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، أيضا قطر بدورها دعمت مسار القمة باعتبارها مكملاً للوساطات الإنسانية، التي شاركت فيها خلال الأشهر الماضية، بينما حافظت بعض الدول، مثل الجزائر ولبنان، على موقف أكثر تحفظًا، داعية إلى ضرورة محاسبة إسرائيل على انتهاكاتها قبل الدخول في أي ترتيبات سياسية جديدة.
في المقابل، أثار غياب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن القمة تساؤلات عديدة حول مدى جدية إسرائيل في الانخراط في المسار السياسي المقترح، ورغم إعلان تل أبيب أن عدم الحضور يعود إلى تزامن القمة مع عيد ديني يهودي، فإن محللين في الصحافة الإسرائيلية رأوا أن السبب الحقيقي يكمن في الخلافات الداخلية داخل الحكومة الإسرائيلية اليمينية، ورفض بعض مكوناتها تقديم أي تنازلات قد تُفسر على أنها اعتراف ضمني بحماس أو خضوع للضغوط الدولية.
هذا الغياب فُسر في العديد من الدول الغربية على أنه مؤشر على هشاشة الموقف الإسرائيلي، وعلى التحديات التي قد تواجه تنفيذ أي اتفاق يتم في القمة.
◄ انتصار للدبلوماسية المصرية
واعتبرت السلطة الوطنية الفلسطينية، أن خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها شددت على أن أي تسوية حقيقية يجب أن ترتكز على حل الدولتين ووقف الاستيطان. بينما وصف الإعلام العالمي القمة بأنها انتصارًا للدبلوماسية المصرية، وقدرتها على جمع أطراف متنازعة في لحظة حرجة، بينما ركز الإعلام العربي على استعادة مصر لدورها الإقليمي.
منظمات دولية وإنسانية كبرى مثل الصليب الأحمر والأونروا، رحبت بالقرارات المتعلقة بإدخال المساعدات وفتح المعابر، لكنها طالبت بضمانات دولية لتنفيذها على الأرض، مؤكدة أن الأزمة في غزة ليست إنسانية فحسب بل سياسية في جوهرها.