كتاب وآراء

أحمد سرحان يكتب : كفاية فوضى ..!!

كتب في : الأربعاء 09 نوفمبر 2016 بقلم : أحمد سرحان

ليس من الغريب القول بأن " الحرية " هى الإبن الشرعى للفوضى ! لأن الفوضى هى حصاد و نتيجة ممارسات كل أفراد المجتمع لحرياتهم ، من خلال ممارسة كل فرد لحريته دون إعتبار لحرية الآخر ! و لعل القوانين و الضوابط التى تضعها الدولة فى أى مجتمع إنسانى تكفل ممارسة الأفراد كلٌ لحريته ، لذا فإن المطالبة بالحرية خارج إطار القوانين و الضوابط ، فهى دعوة إلى العبث و الفوضى و بالتالى تغيب الحرية عندما تغيب معها الضوابط و كفالة حقوق الاخرين فى أن ينالوا حريتهم .

ولكم ان تعلموا بأن حرية الفرد تنتهى عندما تبدأ حرية الآخرين ! وغالبا ما يتردد على مسامعنا كلمة( أنا حر ) أو ( أنا حره ) ، و عندما نريد أن ننبهه إلى خطأ ما قد أرتكب ، فنجد أنه يقابلنا من أرتكب الخطأ بمقولة " أنا حر " ! و من ظاهر الأمور أننا نسمع وسمعنا و مازلنا نسمع عن حب المواطن للوطن ، فإن إعلانه هذا يجب أن يخلو من شبهة النفاق ، فحب الوطن أساسه أن يحب المواطن مواطنيه لأنهم شركاء معه فى الوطن ، فما جدوى حب الوطن إن لم يكن المواطن محباً للمكون الرئيسى للوطن ، من بنى جلدته ورفاقه داخل الوطن و قد رأينا و مازلنا نرى بعض الأفعال من بعض الاشخاص تمثلت فى شكل مطالبات بإعتصامات و مظاهرات و إحتجاجات ، حتى أخذت منحى أحيانا من العنف الغير مبرر ، و خرج علينا فئات كثيرة تطالب و تلح فى المطالبه بحقوقهم ، فإن كنا نراها أنها شرعية فى مضمونها و جديرة بأن تطلب ، ولكن ليس وقتها جميعا الان ، أننا قطعنا شوطا كبيرا فى تحريك المياه الراكده ، فماذا نصر على تعكير المياة بأيدينا ؟! .

وإن كنا جميعا نحب الوطن حباً على المشاع فليس لأحد أن يحتكر ذلك لنفسه دون الاخرين فـمن صور حب الوطن أن تسعى إلى رقية و تقدمة و إذهاره خاصة و هو يدعوك الأن أكثر من أى فترة ماضية و يلح عليك بأن تبذل من العطاء ما يجعلك تكاشف بحبك لوطنك ، و أن يخلو حبك لوطنك من شبهة النفاق دعونا نكف عن الأنتظار و الترقب وكفانا فوضي وعبث و هيا بنا نعمل نحو البناء و التقدم و النماء ، إنها لحظات فارقة فى حياة الوطن فهل نجتمع جميعا على كلمة سواء ، نحو فى وطن متشوق لرجاله أن يعيدوا اليه الامن و الامان ، ألم تسمعوا إلى قول الله تعالى : ” كنتم خير أمة أخرجت إلى الناس “. عليكم أن تبعثوا فينا الامل و تدعو إلى العمل ، وتزيدوا الحياة قوة

 

[email protected].

 

بداية الصفحة