تقارير
نافذة على الخلود| المتحف الكبير.. العالم يترقب إزاحة الستار عن الهرم الرابع

عند سفح الأهرامات الثلاثة، حيث يلتقي الزمن بالحجر، ينهض «المتحف المصري الكبير» كصرح جديد يوازي في عظمته هرمًا رابعًا من روح الحضارة المصرية، إنه نافذة مفتوحة على الخلود، تجمع بين الماضي العريق والحاضر المتجدد، وتعيد تقديم كنوز الفراعنة للعالم في أكبر متحف مخصص لحضارة واحدة على وجه الأرض، ومع اقتراب افتتاحه الرسمي في الأول من نوفمبر، تتحول أنظار العالم إلى القاهرة، حيث تعلن مصر من جديد أنها صاحبة الكلمة الأولى في صناعة الدهشة الثقافية والسياحية.
لقد أسرت حضارة مصر القديمة خيال أجيال عديدة من الأطفال والكبار حول العالم. لطالما قصد السياح القاهرة لرؤية أهرامات الجيزة بأنفسهم، لكن الزوار الذين كانوا يبحثون عن متحف شامل يضم كنوز مصر القديمة سيجدون أن مصر باتت أخيرًا تمتلك متحفًا يليق بتاريخها العريق بعد طول انتظار.
ومنذ إعلان مصر عن موعد الافتتاح الرسمي للمتحف في الأول من نوفمبر، خصصت الصحف والمواقع الأجنبية مساحات واسعة للحديث عن هذا الحدث المرتقب.
صحيفة «فاينانشيال تايمز» سلطت الضوء على تصميم المتحف الذي أعده مكتب Heneghan Peng Architects، مشيرة إلى أنه سيكون أكبر متحف في العالم مخصصًا لحضارة واحدة. يضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها المجموعة الكاملة لمقبرة توت عنخ آمون، بالإضافة إلى تمثال ضخم لرمسيس الثاني. وقد تم تمويل المشروع جزئيًا من خلال قروض يابانية، بتكلفة إجمالية بلغت 1.4 مليار دولار.
◄ فصل جديد
أما «تايمز أوف إنديا»، فأعلنت أن المتحف سيفتتح رسميًا في 1 نوفمبر 2025، مؤكدة أن هذا الحدث يمثل بداية فصل جديد في عرض التاريخ المصري القديم، ويهدف المتحف إلى أن يكون وجهة ثقافية وسياحية بارزة تعزز مكانة مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي، بينما أشارت ذا صن إلى أن افتتاح المتحف المصري الكبير تأجل مرة أخرى بسبب التوترات الإقليمية الناجمة عن النزاع بين إسرائيل وإيران، وكان من المقرر افتتاحه في 3 يوليو، لكنه أرجئ إلى نهاية العام، ويضم المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية، بينها المجموعة الكاملة لتوت عنخ آمون، ويتميز بتصميم معماري يتناغم مع أهرامات الجيزة، ومن أبرز معروضاته تمثال ضخم لرمسيس الثاني، ومجموعة ملكية للملكة حتب حرس، وزورق خشبي للملك خوفو. وبلغت تكلفة إنشائه 1.3 مليار دولار، ويهدف إلى تعزيز مكانة مصر الثقافية والسياحية.
هيئة الإذاعة البريطانية ركزت على البعد الثقافي العالمي، وقدمت المتحف باعتباره «أكبر متحف للآثار في العالم»، مع إبراز دوره في إعادة رسم خريطة السياحة الثقافية في مصر وتحويل القاهرة إلى وجهة عالمية متميزة.
◄ روح نقدية
أما «الجارديان» البريطانية فتناولت المشروع بروح نقدية استكشافية، مشيرة إلى ضخامة تكلفته التي قاربت المليار دولار، وربطت بين المتحف و«القوة الناعمة» المصرية، معتبرة أن مصر تعيد توظيف تاريخها كأداة دبلوماسية مؤثرة، بينما ركزت فاينانشيال تايمز مجددًا على البعد الاقتصادي، خاصة تأثير المتحف في جذب الاستثمارات والسياحة، واعتبرت افتتاحه في نوفمبر «فرصة ذهبية» لإحياء قطاع السياحة بعد سنوات من التحديات.
وقدمت «التليجراف» قراءة إنسانية ركزت على «الدهشة» التي سيثيرها المتحف لدى الزوار، مع وصف معماري تفصيلي للبناء، وصور حية لعرض كنوز توت عنخ آمون لأول مرة مجتمعة في مكان واحد، وغطت شبكة سي إن إن الأمريكية الحدث من زاوية إعلامية مباشرة، واعتبرت المتحف «إضافة استثنائية إلى المشهد الثقافي العالمي»، وربطت بينه وبين طموح مصر في جذب ملايين السياح.
◄ بعد تاريخي
كما غاصت «نيويورك تايمز» في البعد التاريخي، وركزت على كيفية تعامل المتحف مع سرد «الحضارة المصرية القديمة» في إطار عصري يربط الماضي بالحاضر، وأشارت إلى التنافس بين المتاحف العالمية في عرض الآثار المصرية، وقدمت رويترز تقريرًا خبريًا محايدًا ركز على تصريحات المسئولين المصريين بشأن جاهزية المتحف، مع سرد زمني لتأجيلات الافتتاح السابقة حتى استقر الموعد النهائي على نوفمبر. واعتمدت ناشيونال جيوغرافيك زاوية فنية -أكاديمية، أبرزت التصميم المعماري للمتحف وموقعه المواجه للأهرامات، واعتبرت افتتاحه «أهم حدث ثقافي في القرن الحادي والعشرين».
أما صحيفة الفن (لندن) فحللت المتحف في سياق المشهد الفني العالمي، معتبرة أنه يغيّر موازين المتاحف الكبرى مثل اللوفر والمتروبوليتان، لكونه يضم مجموعة توت عنخ آمون كاملة لأول مرة. وركزت مجلة سميثسونيان على الجانب التعليمي والأكاديمي، مشيرة إلى دور المتحف في البحث العلمي والدراسات الأثرية، وبرامج التعاون مع المؤسسات العالمية.