العالم العربى

مدارس في سوريا 'تمحو' الأسد من المناهج

كتب في : الجمعة 08 سبتمبر 2017 - 12:44 صباحاً بقلم : ندى طاهر العدل

تضج المدارس القليلة،التي لم يدمرها تنظيم داعش في محافظة الرقة السورية والتي تتناثر على جدرانها آثار الرصاص، بأصوات التلاميذ وهم يتعلمون للمرة الأولى منذ سنوات.

 

وفي قرية حزيمة، شمالي الرقة، أعطى المعلمون دروسا في الهجاءللفصول المكتظة بالتلاميذ في أحد أيام الصيف الحالي قبل أن يبدأالفصل الأول من العام الدراسي الجديد.

             

وقال معلم يدعى أحمد الأحمد وهو يقف إلى جانب فتحة بجدارالمدرسة خلفها انفجار لغم أصاب زميلا له "المهم الآن هو عودةالأطفال إلى فصول الدراسة".

 

وأغلق التنظيم المتشدد هذه المدرسة وكثيرا غيرها في شمال سوريا بعدما سيطر على المنطقة في 2014 بعد ثلاثة أعوام على بداية الحرب في البلاد.

 

ولكن بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية، وهي تحالف عسكري تساندهالولايات المتحدة، مسلحي الدولة الإسلامية من معظم الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في الرقة ومحيطها يشير الجدل المتصاعد بشأن التعليم إلى التوتر العرقي المتوقع أن يطفو على السطح في المستقبل.

 

وتعتبر المواد الدراسية التي يتعين تدريسها في المناطق الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية من الأسئلة العديدة المتعلقة بكيفية إدارة الأجزاء التي يغلب العرب على سكانها في شمال سوريا بعد دخولها تحت سيطرة الأكراد.

 

وستدرس المدارس في أنحاء الرقة هذا العام منهجا جديدا يستندإلى الكتب القديمة لكنه يمحو فكر حزب البعث الذي يمثله الرئيس السوري بشار الأسد وهو قرار وافق عليه المعلمون العرب والأكراد على السواء.

 

لكن مسؤولا في قوات سوريا الديمقراطية طرح فكرة تدريس اللغةالكردية في مدارس الرقة وهي فكرة أثارت حفيظة المسؤولين المحليين.

 

وعلى عكس المناطق الأخرى الواقعة تحت سيطرة قوات سورياالديمقراطية والتي تدرس الكردية منذ سنوات لا توجد خطط حتى الآن لتدريس تلك اللغة في الرقة التي يهيمن عليها العرب.

 

ويقول المسؤولون إن ذلك سيحتاج إلى توافق عام في الرأي ملمحين إلى مخاوف من أن إضافة هذه اللغة إلى المناهج على نحو متسرع يمكن أن تحدث اضطرابات.

             

وقال الأحمد "لا توجد أي مشكلة مع تعليم الكردية. (لكن) إذا جرى فرضها سوف يكون هناك مشاكل".

             

وتشير مقابلات أجرتها رويترز مع مسؤولي قوات سوريا الديمقراطية والسلطات المحلية إلى استياء من السلطات الكردية بسبب خطط التعليم.

 

وقال مستشار كبير لقوات سوريا الديمقراطية ومنسق يعمل مع التحالف الأمريكي إنه يعتقد أن اللغة الكردية سيجري تدريسها للتلاميذ الأكراد في أنحاء الرقة هذا العام على غرار ما يحدث في المدارس الأخرى في المناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سورياالديمقراطية.

             

وقال آمد سيدو عبر الإنترنت "أي مكون له الحق في التعلم بلغته وهذا ينصب في صلب مشروعنا الديمقراطي".

 

وفوجئ المسؤولون في مجلس الرقة المدني، وهو هيئة حكم محلي تشكلت حديثا، بهذا القرار.

 

وقال عمار الحسين المسؤول بلجنة التعليم في المجلس في مكتبه ببلدة عين عيسى "إن الكردية ستدرس فقط إذا طلبت الأسر ذلك وإذا كان هناك ما يكفي من المعلمين المؤهلين وإذا أقر المجلس العربي الكردي ذلك".

بداية الصفحة