كتاب وآراء
القيادات تتلهى بالاعيبها والحرب على الابواب .

في الوقت الذي تتعالى فيه اصوات الطائرات على مختلف انواعها ، وما ينتج عنها من قصف ودمار وقتلى ، وبدل ان تتجه القيادات اللبنانية الى العمل على تجنيب لبنان وشعبه ما يُحضر له ، نراها تتلهى بالاعيبها السياسية الداخلية غير آبهة بما يدور في محيط لبنان من استعدادات لحربٍ كبرى قد تطيح بلبنان وتأخذه الى اماكن لا يستطيع معها البقاء ، بل ستزيد حدة الازمات التي قد تتعاظم وسيعيش اللبنانيين معها اسوأ ايامهم ، رغم كل ما مر عليهم في السنتين الماضيتين من حروب وتهجير وفقدان منازلهم وارزاقهم . هذا كله في مكان والقادة والقوى السياسية اللبنانية تعيش ترف التلهي بقانون الانتخاب والصراعات على إظهار محبتهم والغيرة على المغتربين ، بين مؤيد لانتخاب المئة وثماني وعشرين او انتخابهم لستة نواب موزعين على القارات الست ، يحذوهم في كل ذلك إمكانية الحصول على مقعد نيابي هنا او هناك بالزائد او بالناقص ، بينما البلاد على شفير حرب قد لا تُبقي احداً بعيد عن القتل والدمار . وما صرح به بالامس الرئيس نبيه بري على ان الاخرين يعملون على عزل الطائفة الشيعية ، وهو عن قصد ، في ذلك يؤسس الى ازمة حكم كُبرى تُذكرنا بما كان يحصل في زمن الوصايا والاحتلال السوري ، وفي نظره انه هو وحزب الله يختصران الطائفة الشيعية الكريمة والتي ببعض القوى " حركة امل وحزب الله " واللذين يمثلان في اقصى الحالات بثلاثون بالمئة من ابناء الطائفة الشيعية وفقاً لاعداد ونسب الناخبين في الانتخابات الاخيرة " ٢٠٢٢ " ، على الرغم من ان الطائفة الشيعية هي طائفة مؤسسة للبنان . في كل ذلك العودة الى التمترس خلف الطوائف املاً في الحفاظ على المكاسب وإمكانية زيادتها فيما بعد . لبنان يعيش اياماً مفصلية وبدل ان يلفت قادته وقواه السياسية في كيفية تحصين الوضع الداخلي في هذه الايام الصعبة والتي تُنذر بتلبد الاجواء وهبوب رياح الحرب نجدهم يتلهون في صراعات داخلية وفي كل مرة يخترعون قضية يلهون بدل توفير وتعزيز سُبُل الوحدة لمواجهة الازمات والمصاعب الآتية على لبنان .































































