كتاب وآراء

الخروج عن الولاء و الانتماء بلا رجعة

كتب في : الاثنين 28 نوفمبر 2016 بقلم : أحمد أحمد سليمان

تعالت في هذة الايام أصوات المطالبين بالمصالحة سواء أكانت دولا أم منظمات أم افرادا.

علينا جميعا ابناء و شعب مصر ان نقف و نتعرف علي قصة هذة الجماعة من بدايتها الي نهايتها حتي نستطيع تحديد كافة الجوانب والنواحي الاجتماعية والسياسية وعلاقة هذة الجماعة بأفراد الشعب ومعظمنا يعرف تاريخ نشأة الجماعة منذ اكثر من ثمانون عاما في عهد الملك فؤاد في العشرينات وقد كانت المبررات وقتها كثيرة لتكوين هذة الجماعة والتي تجمع كثيرا من المصريين تحت لواؤها بزعم الدفاع عن مصر وحقوق المصريين الضائعة تحت لواء الاسلام الذي يستظل بة كثيرا من المصريين المؤمنين بالعقيدة الاسلامية و مدي و حجم التضحية و الايمان والفداء في سبيل اعلاء شعائرة وانتشرت الجماعة في معظم ارجاء مصر و محافظاتها في عهد الملك فاروق ولاقت الدعوة ترحيبا كبيرا لدرجة ان كثيرين من ضباط الجيش في زمن الملك فاروق انضموا الي هذة الجماعة الي ان قامت ثورة 23 يوليو1952بقيادة الضباط الاحرارواجبرت الملك علي الرحيل في هدوء من البلاد و اعلنت الجمهورية العربية المتحدة وقتها و تحققت الاهداف الكبري التي تبنتها تلك الجماعة ضمن اهدافها و تم القضاء علي الاستعمارواعوانة نهائيا و اصبح لمصر جيشا وطنيا قادر علي حمايتها الا ان الجماعة اصرت و صممت علي المضي و الاستمرارفي تواجدها وازداد نشاطها رغم قيام دولة القانون و بدأت في تكوين الجناح العسكري ضمن مخطط اعلن علي يد قائدها و مرشدها /سيد قطب و بالرغم من انضمام الرئيس جمال عبد الناصر الي هذة الجماعة قبل تكوين تنظيم الضباط الاحرار و القيام بالثورة و رغم سعية و محاولة اقناع اعضاء الجماعة بألغاء الجناح العسكري و جعلها جماعة دعوية في ظل دولة القانون و المؤسسات و عدم وجود ضرورة بعد ثورة يوليو و قيام الدولة المصرية الا انهم رفضوا ذلك و اصروا علي العمل في الخفاء ضد الدولة كما حاولوا قتل الرئيس جمال بأطلاق النيران علية في ميدان المنشية بالاسكندرية اثناء خطابة الشهير و قد اعتبروة خارجا عن مبادئهم و استمرت المعركة بين الحكومات المتعاقبة و هذا التنظيم الذي حاول ان يفرض نفسة علي الشعب المصري عدة مرات الي ان وصل بة الامر الي قتل الرئيس /السادات في مؤامرة خسيسة و اجبرت الحكومات علي التوالي علي مراقبتة و حصرة و منعة من الاجتماعات و تحديد تحركاتة المشبوهة .ساءت العلاقات بين هذا التنظيم و الدولة و ذلك لتدخلاتة في شؤن الدولة و محاولاتة فرض سيطرتة بأشكال و طرق مختلفة علي الحكومة و علي الشعب و سعي التنظيم الي الانتشار خارج مصر في كثير من الدول التي فتحت اذرعها الية و وجدت فية فرصة لتحقيق اهدافها السياسية لتقسيم و اضعاف قوة مصر و ضمان تبعيتها اليها و استغلال ثرواتها عن طريق هذا التنظيم الذي هرب معظم افرادة الي الخارج خوفا من الملاحقة والمتابعة المصرية و انتهز هؤلاء الفرصة و قاموا بجمع الاموال الطائلة من الداخل و الخارج بأسم الدين الاسلامي و سعيا لاقامة الدولة الاسلامية الكبري و رغم ان القناع الذي وضعوة علي وجوههم كان مكشوفا للكثيرين الا انهم تمكنوا من جمع ثروات طائلة من المصريين الطيبين داخل مصر و تبرعات المصريين علي مدار اكثر من ستون عاما علاوة علي الدعم المعنوي بأعتبارة دعما للاسلام الحنيف . ان الخديعة الكبري التي عاشها معظم المصريين قد اعطت الفرصة كاملة لهذا التنظيم في التنامي و الانتشار حتي جاءت اللحظات الحاسمة التي اكدت علي سوء نيتهم و خاصة عندما تسلموا مقاليد حكم مصر و لم يستطيعوا ان يخفوا نواياهم و تصارعوا علي المناصب و الاموال و جاء زعيمهم لتوزيع الغنائم امام اعين الشعب و لم يستطع صبرا منذ اللحظات الاولي لاستلامة حكم مصر و منذ اقامتة في قصر الاتحادية و افصحت الجماعة عن وجهها القبيح الذي رأة جميع ابناء الشعب المصري و التفرقة و التقسيم و التكفير الذي لحق بباقي افراد و فئات الشعب و شعر غالبية ابناء الشعب بأن الطوفان جاء ليبدد كل شيء و اظلمت الدنيا في وجة غالبية ابناء الشعب الذي ادرك حقيقة هذا التنظيم و لم يكن هناك خلاص و ملاذ من المستقبل المظلم الذي وضعت فية مصر سوي هذة القوي الوطنية التي ظلت و ستظل دائما و مدي الحياة تدافع عن وطنها و عن شعبها الا و هي الجيش الوطني الحر و الابي الذي حمي مصر و سوف يحميها ضد اي تدخل او اعتداء .ولم يدرك هذا التنظيم ان دورة قد انتهي و علية ان يعود ادراجة لدولة المؤسسات التي تليق بدولة عظيمة و كبيرة بحجم مصر الا انة ظن بأنة قادر علي الوقوف امام القوي الوطنية الهائلة و ظل حتي هذة الساعة يقوم ببعض الاعمال الاجرامية و الارهابية لترويع الشعب و عدم اتاحة الفرصة لة للاستقرار و التنمية و كان علي الدولة بعد ان استقرت و بدأت تسير علي خطوات التنمية الكبيرة التي بدأتها في محاسبة كل من اقدم علي ارتكاب جرائم ضد الوطن و ضد الشعب من حرق و قتل و تدمير و رغم البطيء الشديد في المحاكمات التي لم و لن يستطيع احدا من شعب مصر ان يتفوة بكلمة واحدة في حقها الا ان هؤلاء الخارجين عن القانون مازالوا يقوموا ببعض العمليات الاجرامية و الارهابية في بعض الاماكن و علي فترات متفرقة و اقول لهؤلاء الذين يسعون و يطالبون بالمصالحة مع هذا الفصيل المريض نفسيا و عقليا و الذي لا يري قيمة لوطنة الذي اذا ما افتقدة فسوف يفقد حياتة و حياة اولادة من بعدة و سوف يفقد ماضية و حاضرة و مستقبلة و علينا ان ندرك ان من هم بداخل السجون هم من قاموا بأرتكاب هذة الجرائم التي يعاقب عليها القانون جنائيا و بحكم القانون و لم يحولوا الي محاكمات عسكرية حتي الان .اما من هم خارج السجون فأنهم يعيشوا و يحييوا في سلام بين باقي ابناء الشعب دون اي معاناة او ضغوط عليهم طالما يعيشوا في سلام و بأحترام للقانون و لا خوف عليهم .اما بخصوص من اجرموا و تعدوا علي الحريات و علي ابناء الشعب و ممتلكاتة فلا مصالحة معهم و يجب ان ينالوا عقابهم بكل حزم مهما بلغت التهديدات او التحديات او الاغراءات من وراء محاكماتهم و لا يجب السماح لاي دولة كانت ان تتدخل في هذا الشأن المصري بشكل او بأخر او ان تطلب الافراج عن المسجونين او المصالحة او اخذ تعهدات عليهم بعدم المشاركة السياسية لفترة خمس سنوات او اكثر كل هذة الصور و الاشكال لن يقبلها الشعب المصري الحر و الابي من قريب او بعيد و لن تقبل اي وساطة دولية من اي دولة مهما بلغت صلتنا بها و لن يكون هناك تراحم مع هؤلاء الذين لم يرحموا ابناؤنا و ذوينا و لم يصونوا ارضنا و وطننا و خرجوا عن الولاء و الانتماء بلا رجعة .

بداية الصفحة