كتاب وآراء

مرحباً بكم في المستقبل عصر العلم

كتب في : الخميس 01 ديسمبر 2016 بقلم : مصطفى كمال الأمير

"الانسان عدو ما يجهل"

مقولة صحيحة وحكمة غائبة عن البعض من دعاة التخلف واعداء النجاح و التطور الذين يعادون كل ما هو جديد ويعارضون أي تطور واختراع مفيد لخدمة البشرية وتسهيل حياتها

 

منذ بداية عصر الطباعة بآلات الطباعة الحديثة السريعة بدلا من نسخ وكتابة الكتب يدويا مما ساعد في ترجمة وطباعة ملايين النسخ من مصاحف القران الكريم وتوزيعها علي الحجاج والمسلمين في العالم

وكان ازدهار الصحافة الورقية والمجلات الدورية المتخصصة في مجالات عدة قبل تراجعها حاليا لصالح الصحافة الرقمية online

ثم عصر الاكتشافات للعالم الجديد ما بعد الجرامافون والاسطوانات الصوتية قبل اكتشاف توماس اديسون للكهرباء وظهور الاختراعات الكبري من السيارات والقطارات الحديدية والطائرات النفاثة ( مثل الكونكورد قبل الغائها )

التي ما يزال يخاف البعض من ركوبها حتي في اوروبا وأمريكا بل يفضلون عليها السفر برا او بحرا

اكتشاف تقنية عروض السينما ( الشاشة الفضية ) كان أيضاً نقطة تحول هائلة غيرت وجه الحياة الاجتماعية والثقافية في دول كثيرة حول العالم وسحبت البساط من تحت اقدام المسرح ابو الفنون

بعد انتاج أفلام ( حركة ودرامية وكوميدية ) لنجوم ونجمات السينما تعرض في دور العرض العديدة التي تم إنشائها في ذلك الحين في جميع أحياء المدن والشوارع الكبري قبل تراجع الطلب عليها بعد ظهور كاسيتات الفيديو. والأسطوانات المرئية DVD وأفلام المقاولات السريعة التي أدت الي عزوف الناس عن الذهاب الي دور السينما والمسارح قبل انحسارها

مما أدي الي تحول دور السينما القديمة والمسارح الي جراجات للسيارات او ورش للأحذية او محال تجارية او هدمها وبناء أبراج سكنية مكانها كما حدث في مصر

 

وكانت السينما سلاحا هاما للغزو الفكري والثقافي مثالا علي ذلك كانت ستوديوهات هوليوود في امريكا وبوليوود في الهند وفي مصر أيضاً انتشرت استوديوهات تصوير الأفلام من ستوديو مصر الي ستوديو نحاس وجلال وغيرهم

واختراع ثلاجات التبريد للحفاظ علي الطعام والشراب ومكيفات الهواء التي أصبحت ضرورة أساسية في بلادنا الحارة لا سيما في دول الخليج صيفا

واكتشاف جراهام بيل للتليفون ( الهاتف ) بعد التلغراف ثم ظهور الإذاعات ( الراديو ) التي كانت نقطة تحول كبري في وسائل الاتصال السمعية لنقل الأخبار وتبادل المعلومات ونشر الفنون والآداب والأفكار الأيدلوجية حتي أثناء الحروب

وكان اكتشاف التلفزيون في القرن الماضي ثورة هائلة في تاريخ البشرية بوسائل حديثة من الاتصال السمعي والبصري أيضاً

وذلك بنقل الأحداث صوتاً وصورة مباشرة باللونين الابيض والاسود قبل ظهور تقنية الالوان مع الدولبي ستريو قبل نصف قرن

عندها تم اختزال العالم كله الذي تحول بالفعل الي قرية صغيرة تري فيها الأحداث الرياضية وبطولات كاس العالم والدورات الأوليمبية علي الهواء كما شاهدنا الأسطورة محمد علي كلاي وهو يلاكم جو فريزر وسهر لمتابعتها المصريون ليلا حتي الصباح نظرا لفروق التوقيت بين دول العالم حتي داخل امريكا نفسها

هنا أطلق بعض الرجعيين ودعاة التخلف علي التلفزيون لقب ( المفسديون ) دلالة علي انه منبع الشر والفساد الفكري والأخلاقي في المجتمع الذي تحلل أخلاقياً بفعل شرائط الكاسيت للأغاني الهابطة والثقافات الدخيلة التي ذرعت بذور التطرف دينياً ودنيوياً حتي أصبحنا محاصرين ما بين الخلاعة والنطاعة

لكن تحدي الإنسان لنفسه تواصل الي ما هو ابعد من ذلك في ثورة الاتصالات الرقمية التي بدأت قبل ٢٥ عاما لكنها كثفت اختراعاتها خلال مائة عام فقط لتعادل إنجازات الإنسان العلمية طوال تاريخه الطويل من آلاف السنين

 

وتطورت صناعات النسيج والملابس الجاهزة للشراء للرجال والنساء بدلا من تفصيل القماش لدي الخياطين والترزية التي انقرضت مهنتهم تقريبا حالياً

بعد تراجع أهمية مراسلات التلغراف والتلكس والفاكس ثم ظهور جهاز التتبع pager للاتصال بالرقم الظاهر عليه

ظهر بعدها تليفون السيارة المحمول وكان قاصرا فقط علي القادرين من الأثرياء وذلك لغلاء ثمنه قبل ظهور موبايلات النوكيا الفنلندية الشهيرة بالموزة ( بنانا ) او اريكسون السويدية ثم موتورلا

وتعددت الأنواع والموديلات سريعا من هذا الجيل الأول الي الجيل الثاني الأصغر حجما والأقل سعراً ليصبح في متناول الجميع حتي الأطفال

الي ان وصلنا الي الجيل الثالث والرابع من الهواتف اللوحية الذكية وثورة الاتصالات الرقمية المجانية ومواقع التواصل الاجتماعي التي حولت العالم من قرية صغيرة الي مجرد شقة صغيرة من الغرف الزجاجية الشفافة المكشوفة للجميع

وأصبحت خطاً للحياة الذي يربط مليارات البشر حول العالم صرجوتاً وصورة علي الواتساب والفيبر وتانجو وانستجرام وغيرها من تطبيقات التواصل

 

وكان ظهور الديش Dish الأطباق الفضائية اللاقطة للقنوات الجديدة المذاعة عبر الأقمار الاصطناعية منذ ربع قرن في بداية التسعينيات

وتزايد عدد القنوات بالالاف بجميع المجالات الفنية والرياضية والسياسية الإخبارية وقنوات الأطفال والطبخ وحتي قنوات الرقص الإباحية أيضا مما يجب علينا اعادة تقييم ومراجعة هذه التجربة بكاملها لمعرفة مدي نجاحها او فشلها

 

بعدما تحولت كل الأشياء حولنا تقريبا الي آلات ذكية من سيارات وادوات منزلية

إلا ان الإنسان نفسه الذي لم يواكب هذا التطور بل زاد كسلا وغباء وأنانية

ربما يعوضنا في ذلك اختراعات الإنسان الآلي اسيمو الروبوت الشهير في اليابان

والفضل الكبير في ذلك يعود الي الكمبيوتر وشبكة الإنترنت العنكبوتية وثورة المعلومات الرقمية المجانية التي لم تدع اعذارا مقبولة او مبررات للجاهلين والغافلين في عصر العلم والعمل للمستقبل

بداية الصفحة