كتاب وآراء

علي بلدي المحبوب

كتب في : الجمعة 09 ديسمبر 2016 بقلم : مصطفي كمال الامير

المصريون بالخارج هم جزء عزيز وغالي من كُل شعب مصر  ويصل عددهم الي عشرة مليون مصري موزعين ما بين الغرب والشرق في دول الخليج

هاجروا من  وادي النيل مصر لأول مرة تاريخيا بعدما كانت ملاذا آمنا لمِلل وأعراق الأرض من اليهود والأرمن والشوام والطليان واليونان والأتراك والسودانيين وأهل النوبة ومن طلبة الأزهر المبعوثين. من الدول الاسلامية حول العالم

 

فالمصريين بالخارج أصيبوا بالاحباط من آداء وزارة الهجرة التي عادت العام الماضي بعد عشرين سنة من الغياب تفاقمت فيها مشاكل أبناء مصر في الخارج

 مع تردد أنباء عن عودتهم قريباً لتبعية وزارة العمل

رغم انتخاب ثمانية  نواب  عنهم بالبرلمان الجديد لكن غياب التنسيق مع وزارة الهجرة و الاتحاد العام للمصريين في الخارج

لتوحيد الجهود وتنسيق السياسات لتحقيق الهدف من وجودهم

يعاني المصريين في الخارج  من سوء خدمة سفاراتهم وقنصلياتهم بالخارج

كذلك إهمال شركة مصر للطيران للجانب الاجتماعي لحساب الجانب التجاري بدلاً من تشجيع الشباب  لربطهم بالوطن

وهم ليسوا سواء بمعني أنهم  لَهُم وعَليهِم  منهم وفيهم الصالح والطالح ويناهزعددهم 10 مليون نصفهم بأقامة غير شرعية

وأكبر جالية منهم مليونان تقريباً توجد في السعودية للحج والعمرة وللعمل بدول الخليج

ويعانون من قسوة نظام الكفيل وتساهم مطاعم أمريكانا الكويتية بأدارة مصرية لمعتز الألفي بتوفيرالألآف من فرص العمل لهم

وتوحد عمالة كبيرة بالأردن.ولبنان والعراق أيام عِز صَدَام حسين وقبل العودة في نعوشهم الطائرة حينها

أما في الأمارات فهناك جالية كبيرة تزيد عن نصف مليون مصري يعملون في التعليم والفنادق والطب والهندسة وقصص كثيرة للنجاح بدأها محمد الفايد واستمرت منذ تأسيس دولة الاتحاد ١٩٧١

وفي الكويت هناك جالية مصرية تناهز ٧٥٠ الف مصري والعديد من الكفاءات  المهنية والقضائية

مع شريحة كبيرة من اهلنا في الصعيد

ومازلنا نتذكر أحداث التوتر في حي خيطان وفي قرية كترمايا في لبنان عندما تم سحل وقُتِل وتعليق جثة مصري بعمود للإنارة بالقرية؟

وجالية مصرية في مشيخة قطر والتي يحمل جنسيتها الشيخ يوسف القرضاوي وأخوانه

وهناك عمالة مصرية كبيرة في ليبيا تعاني أثناء حُكم القذافي وبعد الثورة عليه أغلبها من الصعيد والأقاليم لوجود جذور قبلية مشتركة

وكانت مذبحة داعش ضد المصريين الأقباط هناك صدمة بشعة ثأرت لهم مصر بسحق هذا التنظيم

والجديد والخطير هو سفر آلاف الشباب المصريين بعد اتفاقية معسكر داوود كامب ديفيد للعمل والزواج في أسرائيل

وهو ما طرح أشكالية كيفية معاملة الأبناء فيما يخص منحهم الجنسية المصرية من عدمه لوجود دول تشترط التنازل عنها للحصول علي جوازالسفر والجنسية الجديدة

 

 أما في الغرب فأنه توجد جالية متميزة بأمريكا تصل لمليون مصري تتمركز في نيوجيرسي شمالاً وكاليفورنيا جنوباً

 وأشهرهم الحائز علي نوبل الراحل  د. زويل وفاروق الباز في وكالة  ناسا  والعديد من فصص النجاح منهم محمد العريان وسمير ابانوب

ونسبة كبيرة من الأقباط  المصريين ويتشابه الوضع في جارتها الشمالية كندا وقارة أستراليا

أما في أوروبا ونظرا لقربها جغرافيا مع مصر فقد كانت ظاهرة هجرة مراكب صيد الموت بالأِبحار الي أيطاليا للعمل بالمقاولات الصغيرة  واليونان للعمل بالصيد والبحر والمطاعم

وسافرالطلبة لدول شنجن في الصيف للعمل بالزراعة والنظافة وبيع الجرائد والمقاهي كما كان في النمسا وفرنسا  وهناك أسماء لامعة عديدة يضيق بها المقام والمقال

وفي ألمانيا ذهبوا  لتجارةالسيارات وأيضا من سافر للدراسات العليا كالنابغة بهندسة النقل م.هاني عازر بألمانيا عضو المجلس الاستشاري للرئاسة المصرية

وهناك من أستقر هناك وتزوج في الغرب

وفي بريطانيا هناك جالية كبيرة متميزة بكفاءات طبية شهيرة مثل د.مجدي يعقوب قبل أفتتاحه لمركزالقلب بأسوان و.د ع.الصمد  ورجال أعمال منهم محمد الفايد المالك السابق لنادي فولهام ومحلات هارودز الشهيرة

 وم.علام مالك هال سيتي

والهاربين بالأموال(منيرثابت صهر مبارك) أو من أحكام قضائية نافذة مثال ع.النشرتي وأ.طلعت وبطرس غالي وللعلم فأن لندن قبلة سنوية لعرب الخليج في الصيف

وفي بلجيكا هناك جالية محدودة تعمل في الهوريكا وماجد سامي مالك نادي ليرس ووادي دجلة.

في الدنمارك عنان الجلالي مالك هلنان للفنادق ثم جالية محدودة في أسبانيا التي يحمل جنسيتها محمد الريان وحسين سالم الذي تصالح مع الدولة بالتنازل عن جل ثروته علماً بأنه كنز أسرار مبارك من الغاز وعمولات السلاح

وللمفارقة بأن تحويل الأموال للمصريين بالخارج يمثل ثاني مصدر للدخل القومي

وعندما يموت أحدهم بالغربة تجمع الأموال لكي يدفن في مصر؟

وهي مشكلة تبحث عن حل حاسم يكمن في عمل صندوق خاص لتكريم المصريين بإضافة يورو واحد عن إصدار او تجديد الباسبور وهو ما يعني حوالي اثنين مليون يورو سنوياً كافية لتغطية نفقات نقل جثامين المصريين الغير مؤمن عليهم

او تفعيل بوليصة تأمين تعاونية شاملة في حالة الوفاة

وفي سويسرا هناك منتج السينما كامل أبو علي مالك نيوشاتيل سابقا ورئيس النادي المصري ببورسعيد أثناء مجزرة جماهير الأهلي وأيضا السيد يوسف ندا مالك بنك التقوي الذراع المالي للتنظيم الدولي للإخوان وحفيد حسن البنا المُحاضر طارق رمضان بأكسفورد وقبلها بروتردام في هولندا

 

وهنا نتحدث عن هولندا ثالث أقوي إقتصاد في أوروبا بعد ألمانيا وفرنسا تلك الدولة محدودة المساحة والموارد مساحتها لاتزيد عن دلتا النيل في مصر

 لكنها أتاحت فرصا للعمل والحياة الكريمة لأبنائها وللأجانب ومنهم المصريين وبدأوا بالسفرمنذ4عقود بالفوج الأول بدءا بالعمل في عدة مجالات منها سوق اليهود بأمستردام للأشياء القديمة ثم مطاعم البيتزا والشاورمة مع مُلاكها من اليهود ثم تأجيرها منهم حتي شراءها في سياسة الخطوة خطوة

 فتغلب دهاء الفلاح المصري الفصيح علي  ذكاء اليهود فاتجهوا لمجالات أخري منها بيع الفلافل كطعام إسرائيلي للسواح القادمين لهولندا والذي يزيد عددهم سنويا عن سكان هولندا

 لكونها أكثردول العالم تحررا في الجنس والمخدرات وجسرا للطيران الي أمريكا والعالم وللتمتع بسحر طبيعة الريف الهولندي وأثناء تعامل المصريين مع اليهود تطبع بعضهم بطباعهم مثل البُخل والبلادة والسلبية وأكل الحقوق والشك فقاموا بدس كاميرات وأجهزة لمراقبة الشغيلة أثناءغيابهم ؟

 

وقد كان الإحتياج لمطاعم الشاورمة لفقر المطبخ الهولندي فبدأت جميع أنواع المطاعم الأمريكية والأوروبية واللاتينية و التركية والمغربية ومطاعم الوجبات السريعة بالإنتشار مع السناكس والبطاطا المقلية

 ولا تخلوا قرية أوشارع تجاري بهولنده من مطعم للشاورمة للمصريين فكونوا ثروة لهم ولأبنائهم ببيع بعضهم للحم الخنزير مع الخمور وألعاب القَمار ثم التحول لبيع اللحم الحلال فيما بعد أن تزايدت المجازر الإسلامية

لكن البعض منهم لتواضُع مستواهم علميا وأجتماعيا أستغلوا معنويا وماديا المصريين بدون أوراق للأقامة بالعمل لدوام كامل طوال السنة؟وبتأخير أو أكل الأجُورالبسيطة أو المعاملة بالجنيه!! لنسمع ونري قصص ونوادر كثيرة تحتاج لكتب لجمعها وسردها

 وتمت محاولات صادقة للإتحاد بين المصريين في هولندا فشلت أغلبها؟

برغم وجود العديد من(سبوبة)الإتحادات الوهمية بالإعلام فهي (بدون أعضاء أوخدمات)

ومن أسباب الفشل الأنانية والشللية وفرعنة جنون العَظمة والنصب ولعدم الإحساس بآلام الجالية المصرية المشتتة والمنفلتة برغم النشاط الملحوظ للكنائس المصرية الخمسة بهولندا بتقديمها لخدمات دينية وأجتماعية ألا أنها رسَخت الإستقطاب دينيا وسياسيا

 وتواجد أئمة ودُعاة دين بالمساجد ومنها مسجد التوحيد السلفي بامستردام  ومن الدعاة ممدوح التمامي و.سامي الدغيدي ومحمود الشرشابي

ولنتفائل قليلا هناك أمثلة مصرية للنجاح في هولندا مثال د.صلاح سعيد جراح القلب مع الدكتور محمد سليمان  وأنطون مسعد ش.امين وف.عسكربالترجمة والإعلام دليلي  والعقيد بالشرطة الهولندية فريد مسعود  والمهندس ببلدية امستردام محسن علي والراحل نصر حامد أيوزيد بجامعة ليدن قبل وفاته دوس معه الدكتور الأزهري عمرو رياض والمحامي ع.الشرقاوي وخبير التنمية البشرية د. ميلاد موسي وهشام حلمي أبن شبرا ملك الجنوب وشوقي وأسامة أبو الخير خال همام في الفيلم الشهير لقصة حقيقية مع أضافات درامية

 وقد ساهم الفيلم بشدة للترويج لهولندا ليس فقط في مصر بل في العالم العربي كله

فبدأت معه موجة أخري بالسفر الي هولندا ثم أفتتاح مَقاهي الشيشة. الإنترنت ومَحال للهاتف وأعمال النظافة وفي تطور نوعي لافت فقد نشطت مؤخرا جمعيات للمرأة المصرية لعمل أتحاد لهن وتقديم خدمات صحية وأجتماعية للجيل الثاني والثالث لأبناء الجالية المصرية بهولندا

وهو مانرجوا لهن التوفيق فيه لتنجح النساء فيما فشل فيه الرجال وحتي أشعارآخربأعادة بناء الثقة والإحترام بيننا جميعا داخل وخارج مصر

ختاماً أقدم مبادرة هامة للحفاظ علي كرامة المصري بالخارج

تتمثل في تشكيل مجلس أعلي للمصريين بالخارج تحت رئاسة مباشرة من رئيس الجمهورية بمشاركة نوابهم في البرلمان مع وزارة الهجرة والاتحاد العام للمصريين في الخارج بعد تفعيله وإعادة تشكيله بالكامل

كما يجب انشاء قناة فضائية خاصة للمهاجر المصري والعربي

باللغات المحلية والعربية لتعريفهم بحقوقهم وواجباتهم

بداية الصفحة