في شقة من شقق المساكن الشعبية بمنطقة الأعصر ب دمياط ، تسكن الأم المثالية ب دمياط أمينة رشيد رحمة، صعدنا للدور الخامس، على السلالم، لأن عمارة المساكن الشعبية بلا أسانسير، وتساءلنا عن هذه المرأة التي تصعد للدور الخامس يوميا؟ وهى من مواليد 1948 وحاليا بالمعاش.

عندما وصلنا فتح لنا شاب في الثلاثينيات من عمره، عرفنا أنه المهندس شريف عبد اللطيف، زوج ابنتها الصغري، وعرفنا أن الأم المثالية تجري مكالمة تليفونية مع أحد الجرائد اليومية، وأثناء ذلك، قال لنا "شريف" عرفت زوجتي في كلية الهندسة بجامعة المنصورة، كانت زميلتي تابعتها بشكل يومي وعرفت معلومات عنها، وأنها من محافظة دمياط ، والدها هو الدكتور محمود الشربيني، رحمة الله عليه، والذي توفي عام 1987 وكانت وقتها جنينا في بطن أمها، وأختها الكبرى، في الصف الأول الابتدائي، وعرفت أن والدتها تعمل رئيسة قسم التمريض في مستشفى الأعصر التخصصي، وأمهم هي التي تتولي تربيتهن، وفي آخر يوم في دراستي في كلية الهندسة أتيت إلى دمياط وخطبتها، وأنجبنا ولدين.

يضيف: في هذه الفترة كنت أسمع حكايات من والدتي الثانية، "أم زوجتي" فعندما توفى زوجها رفضت الارتباط وقررت تحمل المسئولية وتربية البنات ومرت السنوات صعبة عليها، ولكنها كنت صامدة في مواجهة مشقة الحياة، ولا يوجد دخل سوى راتبها ومعاش زوجها، فأحسنت تربية أطفالها ورعايتهم خلال مراحلهم التعليمية المختلفة.

خرجت السيدة أمينة رشيد، ونحن نتحدث عن إنجازها الكبير في تربية أولادها، فأضافت أن كل أملي أن أربي بناتي أفضل تربية، فحصلت الابنة الكبرى على بكالوريوس علوم ومتزوجة من طبيب، والابنة الثانية حصلت على بكالوريوس هندسة وتعمل مهندسة، والابنة الثالثة بكالوريوس هندسة وتعمل مهندسة ومتزوجة من مهندس.