كتاب وآراء

عادت طبول الحرب تُقرع والحزب لايرى غير انتصارات .

كتب في : الخميس 23 اكتوبر 2025 - 5:15 مساءً بقلم : حسين عطايا

 

رغم نتائج مؤتمر شرم الشيخ وتوقف حرب غزة وما أُشيع عن رغبات المجتمعين بالسلام وعن الشرق الاوسط الجديد ، إلا ان النوايا والرغبات في مكان ، ومشاريع رئيس الحكومة الاسرائيلية وحزب الله في مكان آخر . فنتنياهو لا زال يعيش حالة الارق من نتائج المحاكمة الجارية ضده وتفعيل المعارضة زخمها ، مع بداية عقد الكنيست الاسرائيلي واحتمال معاقبته وإمكانية دخوله السجن ، مما يدفعه ان يبقى بمحاولاته الهروب الى الامام ليُبعد عنه كأس العزل او السجن ، مما يدفعه الاستمرار بفتح جبهات جديدة خصوصا مع قابلية جبهة لبنان وافضليتها بسبب انها الاضعف ، خصوصاً مع ويادة الضغوط الاسرائيلية في الفترة الاخيرة وما تشهده الاجواء اللبنانية من تحليق مستمر ودائم للطيران الحربي والمسيرات التي لاتفارق الاجواء اللبنانية على مدار الساعة لاسيما في سماء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية وصولاً الى اجواء قصر بعبدا والسراي الحكومي ، ووخصوصاً بعدما تعرض له الحزب من صفعة قوية من الكيان الاسرائيلي في الحرب الاخيرة على مستوى امكانياته العسكرية والبشرية لاسيما على صعيد القيادتين العسكرية والسياسية ، مع إطمئنانه للدعم الاميركي بوجود صديقه وحليفه الرئيس دونالد ترامب . وفي المقابل حزب الله لا زال يُكابر وقادته يتحدثون عن استعادة العافية سريعاً للحزب واستعادة تسليحه ، رغم ان هذه الرواية غير صادقة ، والحزب يُعاني الكثير وعلى جميع الاصعدة بشريةً وعتاداً وعدة ، بالاضافة الى الحصار المالي المفروض عليه وكثرة الاحاديث عن عجز الحكومة اللبنانية عن إعادة الاعمار وما سواها فقط للاسهلاك الداخلي واستمرار تحريضه فقط لذر الرمال في عيون محاذبيه ، وبيئته وهذا الامر بدأ يقلقه ويزيد الضغط عليها ، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء وما يُعانيه الجنوبيون على وجه التحديد من استمرار النزوح وابتعادهم عن قراهم المدمرة والاوضاع الاقتصادية الصعبة التي يُعانيها الناس . رغم كل ذلك ،دأبت قيادة حزب الله على الهاء الناس بقضايا جانبية منها معارك وهمية حول ذكرى مقتل امينيه العامين وغزوة صخرة الروشة وما دار حولها ، ثم اتت الذكرى في المدينة الرياضية وحشد ما يفوق حسب تعداده عن سبعين الف عنصر كشفي ، والاستمرار في الضخ الاعلامي حول افتعال المعارك الجانبية والاشتباك مع رئيس الحكومة اللبنانية الرئيس نواف سلام وافتعال ازمة قانون الانتخابات ، فكلها معارك وهمية الهدف منها ابعاد اعين المواطنين عن المشاكل الحقيقية والهاء الناس عن قضاياهم الاهم في إعادة الاعمار واستمرار الالة الاسرائيلية في استهداف مخازن ومستودعات الحزب واصطياد مقاتليه على طرقات لبنان . وفي كل ذلك يواجه حزب الله اواخر الشهر الحالي استحقاق مهم وهو إعادة دفع بدل الايواء للنازحين الجنوبيين واهالي الضاحية وبعض مناطق البقاع الشمالي الذين لازالوا خارج منازلهم وقراهم وبلداتهم ، وهذا ما يُرتب على الحزب اعباء كثيرة ، ويضرب مصداقيتة امام جمهوره في حال ثبُت عجزه عن تأمين تلك المستلزمات وتوفير المستحقات بعد ان اوقف صرف تعويضات الترميم البسيطة منذ اشهر واصحاب الحقوق يحملون صكوك صادرة عن مؤسسة القرض الحسن دون ان يتمكنوا من قبض مستحقاتهم ، وهذا ما خلق حالة من التململ والاستياء في صفوف المواطنين . في هذه الحالة هل الحزب قادر على مواجهة حرب جديدة تزيد من الدمار ومعاناة الناس رغم استمرار قادة الحزب لاسيما امينه العام نعيم قاسم عن الكلام في خطبه والذي يتحدث فيه عن استعادة الحزب عافيته سريعاً وقدرته على مواجهة اسرائيل عسكرياً ، ورغم دخول مرتزقة الحزب عن التصاريح الاعلامية عن قوة الحزب وقدرته عن استمرار مشاريعه وخططه في دخول مناطق الجليل الفلسطينية وتحريرها . كل ذلك يُعطي الكيان الاسرائيلي المبررات لشن حرب جديدة رغم ان إسرائيل لا تنتظر مبررات واسباب . السؤال الذي يطرح نفسه : هل الحزب قادر على المواجهة بعد تلقيه ضربات قاتلة ومقتل الالاف من مقاتليه وقادته ؟؟ام ان هذا الكلام هو مجرد كلام إعلامي موجه للداخل لارباك الساحة الداخلية ولفت الانظار عن استحقاق تسليم السلاح شمال الليطاني والتهجم على تُعيد له بعضاً من شعبيته المتآكلة والتي تنزف .

بداية الصفحة