لا تتحداني،

فمهما بلغت السماء طولا،

وبلغت الأرض امتدادا

لن تصل لأعماقي

لن يطأ خيالك ساحات الثقب الأسود الذي اعتاد ابتلاع غبارك الذري، وصواعق دمارك النارية

إنه اللامعقول يا عزيزي

لا تُخَمِّن حتى فَكَّ طلاسم ذلك العقل،

لقد برمجتُه بإتقان شديد

لا تقوى أنت، ولا غيرك على قراءة أحداثٍ تجول فيه

رياح عصفت، وأخرى سكَنَت، وسفن عَبَرَت حاملةً مآسيه، سنونٌ نَخَرَت فيه،

عباب بحور الحزن، عجَزَت أن تتغلب عليه أوتُشقيه،

صامد كالصخرِ يَنقُشُ على جسده ماضيه،

يتذَكَّر لا ينسى كل صفعةٍ كل كسرٍ يَجبُرُه، ويُداويه،

لا تحاول أن تَمخُر دواليب ناقوس لن يتوانى عن دق أجراس إنذاره،

ليُنَبِّه ساعاته الرملية لِتُعدَّ لنهايتك بِرَوِيَّة، بدقَّة، وبراعة لن تتوقعها

سيمضي الزمن ،ولن تشعر إلا بغرقك في رمالها المتحركة

سيغرق كل ما فيك إلا عيناك سأُبقيها لترى مشاهد عذابك تَمُر أمامها

لا تستطيع الحراك فقط تتذوق الحسرة بجرعات متتالية محسوبة

إلى الأبد إلى اللانهاية إلى قدرك المحتوم

أيها الميت الحي ستخضع لشروطي،

أعتقد بل موقنة أنك تعلم معنى ابتزاز الروح جيدًا،

فقد كان جدولك اليومي، المُقسم لخاناتٍ كل خانة فيه لها عنوان أختير بحرفيَّة لا مثيل لها،

خانة ابتزاز النفس، خانة الجسد، خانة الفكر، خانة القلب، اللعب على أوتار العقل،

ادِّعاء التهيؤات، وهي خانة لها أهميتها القصوى، وعامل مساعد لا يُغفل أهميته

للوصول لنتيجة معادلة موزونة وزنًا لا خلاف عليه، الناتج هو الجنون،

وبما أنك استطعت أن تكسب جولة، فاستعد لتأخذ دروسًا في مادة الكيمياء،

فقد أتممت دراسة جميع المعادلات،

وحَضَّرت بصورة ماجنة مُرَكَّبات بركانية

ستُفاجأ كيف استطعت الحصول عليها،

وتحضيرها لأشن بها حروبًا نووية كفيلة بمحو اسمك من تاريخ الحياة

إنها نشوة الانتصار يا عزيزي، ولن أحرمك من رؤيتها في عيني

بقلم الأديبة

حنان فاروق العجمي